النفط يرتفع مع تلويح إيران بوقف الإمدادات لإسرائيل
مع تجاوز محطة أسعار الفائدة التي لم تتغير عقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي أمس الأربعاء، عادت توترات منطقة الشرق لتلعب دورها في التأثير عل حركة أسعار النفط، تزامنًا واستمرار تصعيد إسرائيل من هجماتها البرية على قطاع غزة عقب الإعلان عن هجوم بري جديد، جنبًا إلى جنب وبوادر تدخل إيراني محدود.
وخلال التعاملات المبكرة من تعاملات يوم الخميس، قفزت أسعار النفط بما يقرب من 2% مع محاولة إيران في التأثير على مصدري النفط بشأن وقف صادارات النفط لإسرائيل.
النفط الآن
وفي غضون ذلك قفزت أسعار النفط بما يقرب من 1.6% وزادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بأكثر من دولار وصلًا إلى مستوى قرب الـ 85.7 دولارًا للبرميل.
وفي الوقت ذاته ارتفع الخام الأميركي الخفيف نايمكس بحوالي 1.5 % إلى مستويات قرب الـ 81.5 دولارًا للبرميل مرتفعًا بأكثر من دولار في البرميل.
اقرأ أيضًا- ضرائب الفلسطينيين.. تؤرق إسرائيل
التقلب مستمر
وفي إشارة إلى استمرار تقلبات السعار فقد أنهى النفط تعاملات أمس الأربعاء على تراجع، ونزل خام برنت بحوالي 0.45% إلى 84.63 دولارًا للبرميل.
بينما تراجع الخام الأميركي الخفيف نايمكس بنسبة في حدود 0.7%، نزولًا إلى مستويات 80.44 دولارًا للبرميل.
دعوة إيران
ونقلت وسائل إعلام رسمية في إيران أن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي حث الدول الإسلامية على وقف صادرات النفط والمواد الغذائية إلى إسرائيل.
وفي غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن الزعيم الإيراني الأعلى دعوته بوقف إمدادات النفط الخام إلى إسرائيل حتى تتوقف عن الحرب في قطاع غزة.
إيران والعقوبات
ووفق بيانات أوبك فإن إنتاج إيران النفطي ارتفع إلى قرابة 2.9 مليون برميل يوميا، الأمر الذي ارتفعت معه صادراتها من النفط الخام في العام الجاري.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أنتجت إيران العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) نحو 2.5 مليون برميل يوميا من الخام في عام 2022.
وبحسب بيانات وزارة النفط الإيرانية، كانت البلاد تصدر يوميا 2.8 مليون برميل من النفط الخام، من أصل 3.8 مليون برميل كانت تنتجها في أبريل 2018، أي قبل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
اقرأ أيضًا- التصعيد يرتفع بالنفط.. وتوقعات بتخطي الـ 100 دولار
نفط إيران
وفي الوقت ذاته يرى محللو آي إن جي أنه في حال اشتعل الصراع لا يزال توقف تدفقات النفط الإيراني هو الخطر الأكثر وضوحًا على السوق.
ورجح خبراء آي إن جي أن النقص في الإمدادات قد يتراوح بين 500 ألف برميل يوميًا ومليون برميل يوميًا إذا فرضت الولايات المتحدة العقوبات صارمة مرة أخرى.
ولفت خبراء آي إن جي إلى أنه حتى الآن لم تتأثر تدفقات النفط الإيراني من التطورات في الشرق الأوسط او العقوبات الأميركية المفروضة.
سيناريو 73
وفي تقرير حديث للبنك الدولي حذر من أن ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية في حال اتسعت دائر الصراع في غزة بيت إسرائيل وحماس.
ولفت البنك الدولي إلى احتمال تكرار سيناريو حرب 73، في حال توسع الصراع خارج حدود قطاع غزة لتتكرر المقاطعة النفطية العربية في عام 1973، متوقعات ارتفاع أسعار النفط إلى 157 دولارًا للبرميل.
ورجح خبراء البنك الدولية في التقديرات الأساسية أن يبلغ متوسط أسعار النفط 90 دولارًا للبرميل في الربع الحالي، قبل أن تنخفض إلى متوسط 81 دولارًا للبرميل في عام 2024، مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
ما يقود الأسواق؟
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في OANDA، في إشارة إلى لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تحدد اتجاه السياسة النقدية الأميركية: "أسعار النفط الخام كانت تراقب قرار سعر الفائدة".
وأضاف كبير محللي السوق في OANDA: "لا تزال المخاطر الجيوسياسية قائمة ويبدو أن ذلك يعوض بعض مستويات الإنتاج القياسية القادمة من الولايات المتحدة."
وقال مويا: "من الممكن أن يؤدي رفع أسعار الفائدة بهدف ترويض التضخم إلى إبطاء النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط، في حين أن خفض أسعار الفائدة لتحفيز الإنفاق قد يؤدي إلى زيادة استهلاك النفط".
وأضاف مويا: "الأرقام الرسمية متشائمة وتثير تساؤلات بشأن التعافي الاقتصادي الهش في بداية الربع الرابع، حيث أن الصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم".
مستويات الـ100 دولار
ورجح محللو غولدمان ساكس أن يكون هناك مزيدًا من الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بقيادة آسيا، حيث يُظهر التباطؤ في الاقتصاد الصيني علامات على الوصول إلى القاع.
وأشار تقرير سابق لغولدمان ساكس إلى انه من المتوقع أيضًا أن تشهد الهند والشرق الأوسط زيادات كبيرة في الطلب.
وقال رئيس أبحاث النفط في بنك غولدمان ساكس، دان سترويفن: "أوبك+ ربما تكون قادرة على إبقاء أسعار خام برنت في نطاق 80 - 105 دولارات في العام المقبل".