logo
طاقة

الصين توقف استيراد الغاز الأميركي المسال بالكامل.. هل تتجه لروسيا؟

الصين توقف استيراد الغاز الأميركي المسال بالكامل.. هل تتجه لروسيا؟
ناقلة نفط تغادر بعد تفريغ النفط في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين يوم 29 نوفمبر 2024المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:18 أبريل 2025, 09:33 ص

توقفت الصين عن استيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بشكل كامل لأكثر من عشرة أسابيع، في خطوة تعكس كيف امتدت تداعيات الحرب التجارية بين البلدين إلى قطاع الطاقة، بحسب بيانات الشحن العالمية.

وكانت آخر شحنة غاز وصلت من الولايات المتحدة إلى الصين يوم 6 فبراير الماضي، حيث رست ناقلة تحمل 69 ألف طن من الغاز القادم من مدينة كوربوس كريستي بولاية تكساس الأميركية، في مقاطعة فوجيان الصينية، وفق صحيفة «فاينانشال تايمز».

ومنذ ذلك الحين، لم تُسجل أي شحنات إضافية. كما تم تحويل وجهة ناقلة ثانية إلى بنغلاديش بعد فشلها في الوصول قبل بدء فرض رسوم جمركية صينية بنسبة 15% على الغاز الأميركي في 10 فبراير، والتي ارتفعت لاحقًا إلى 49%، ما جعل شراء الغاز الأميركي غير مجدٍ اقتصادياً للمشترين الصينيين.

ووفق الصحيفة، يُعد هذا التجميد تكراراً لتوقف مماثل حدث خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، واستمر لأكثر من عام. لكن التبعات المحتملة للمواجهة الحالية أكثر عمقاً، حيث تعزز من العلاقات الطاقوية بين الصين وروسيا، وتثير تساؤلات حول الجدوى الاقتصادية لمشروعات الغاز الأميركية العملاقة الجاري تنفيذها في الولايات المتحدة والمكسيك.

أخبار ذات صلة

كيف تستطيع الصين الصمود أمام حرب ترامب التجارية؟

كيف تستطيع الصين الصمود أمام حرب ترامب التجارية؟

في السياق، قالت آن-صوفي كوربو، المتخصصة في شؤون الغاز بمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: «سيكون هناك تأثيرات طويلة المدى. لا أعتقد أن المستوردين الصينيين سيبرمون أي عقود جديدة مع منشآت الغاز الأميركية» .

إعادة بيع لأوروبا

ويتلقى مشترو الغاز الطبيعي المسال الصينيون شحنات أميركية بموجب عقود طويلة الأجل ملزمة. في الوقت نفسه يعني الشتاء المعتدل الماضي والمخزونات القوية أن الصين ليست في حاجة ماسة إلى الغاز الطبيعي المسال، مما يمنح تجار البلاد مرونة أكبر لإعادة بيع الإمدادات الأميركية لمنافسيها في أوروبا وآسيا.

وكانت هذه الخطوة بمثابة مصدر ارتياح لأوروبا، التي تحتاج إلى مزيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال لإعادة ملء مخزوناتها وتعويض فقدان إمدادات الغاز الروسي.

ورغم أن الصين كانت تفضل في السنوات الأخيرة إعادة بيع شحنات الغاز الأميركي إلى أوروبا لتحقيق أرباح، فقد انخفضت نسبة وارداتها من الغاز الأميركي إلى 6% العام الماضي، مقارنة بذروتها التي بلغت 11% عام 2021. إلا أن شركات صينية كبرى مثل «بتروتشاينا» و«سينوبك» لا تزال تمتلك 13 عقداً طويل الأجل لشراء الغاز من منشآت أميركية، تمتد بعضها حتى عام 2049، وفقاً لبيانات شركة «كيبلر».

وأوضحت كوربو أن هذه العقود كانت ضرورية لتمويل مشروعات الغاز الضخمة، إلا أن مطوريها يحاولون حالياً إعادة التفاوض بشأنها؛ بسبب ارتفاع معدلات التضخم وتكاليف الرسوم الجمركية الأميركية.

هل تُستأنف التجارة؟

من جانبها، قالت جوليان بوكارا، المحللة في «كيبلر»، إنه لا يوجد ما يشير إلى احتمال استئناف تجارة الغاز بين البلدين في المدى القريب. 

أخبار ذات صلة

حرب ترامب التجارية تُضاعف خسائر العلامات الأميركية في الصين

حرب ترامب التجارية تُضاعف خسائر العلامات الأميركية في الصين

وأضافت: «في المرة السابقة، لم تُستأنف الشحنات إلا بعد حصول الشركات على إعفاءات من السلطات الصينية، وكان ذلك في وقت كانت فيه الصين تشهد طلبًا مرتفعًا على الغاز. أما الآن، فإن تباطؤ النمو الاقتصادي يعني أن الصين يمكنها الاستغناء عن هذه الشحنات لفترة طويلة».

توجه إلى روسيا

وفي مؤشر واضح على إعادة توجيه دفة التعاون الطاقي من الولايات المتحدة إلى روسيا، قال السفير الصيني في موسكو تشانغ هانهوي، هذا الأسبوع إن بلاده ستزيد على الأرجح من وارداتها من الغاز الروسي. 

وأضاف: «أعلم أن هناك العديد من المشترين يطلبون من السفارة المساعدة في إقامة علاقات مع الموردين الروس، لذلك أعتقد أن الواردات ستزداد بالتأكيد».

وتعد روسيا حالياً ثالث أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الصين بعد أستراليا وقطر، كما يتفاوض البلدان بشأن مشروع خط أنابيب جديد يحمل اسم «قوة سيبيريا 2».

من جانبه، قال ريتشارد برونز من شركة «إنرجي أسبكتس» للاستشارات: «مع ارتفاع الرسوم إلى مستويات تعادل الحظر الفعلي، سنشهد إعادة تشكيل في تدفقات التجارة العالمية».

وتوقع أن ينخفض الطلب على الغاز في آسيا ككل بمقدار يتراوح بين 5 إلى 10 ملايين طن، مما قد يساهم في خفض أسعار الغاز في أوروبا.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC