الثلاثاء 21 يناير 2025 م
سياسات ترامب قد تقود إلى شح المعروض في 2025
عززت تصريحات الرئيس الصيني شي جينبينغ، آمال المتداولين في أسواق النفط بأن يكون العام الجديد أفضل من عامين مضيا على تراجع، ليرتفع النفط في بداية أولى جلسات 2025، بعد عام حافل بالتقلبات هبطت فيه الأسعار إلى قاع 3 سنوات.
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون، عقب العطلات، الزيادة القياسية في إنتاج النفط في الولايات المتحدة كعامل ضغط يقابله التعافي في اقتصاد الصين والطلب على الوقود.
زادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مارس بحوالي 0.58 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.8% إلى مستويات 75.22 دولار للبرميل بحلول الساعة 5:00 صباح اليوم بتوقيت غرينتش.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم فبراير 0.57 دولار في البرميل، أو ما يعادل 0.75% وصولاً إلى مستويات 72.29 دولار للبرميل.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.65 دولار أو 0.88% إلى 74.64 دولار للبرميل عند التسوية آخر أيام تداول العام الماضي، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.73 دولار أو 1.03% إلى 71.72 دولار للبرميل.
وكانت أسعار النفط هبطت بنحو 3% في 2024 لتتراجع للعام الثاني على التوالي مع توقف تعافي الطلب بعد جائحة كورونا والتحديات التي يواجهها الاقتصادي العالمي مع ارتفاع أسعار الفائدة والدولار.
قال الرئيس الصيني شي جينبينغ يوم الثلاثاء الماضي، في خطابه بمناسبة العام الجديد، إن بلاده ستنفذ سياسات أكثر استباقية لتعزيز النمو في 2025.
تأثرت أسواق النفط في العام الماضي، بتعثر اقتصاد الصين وضخ الولايات المتحدة ومنتجين آخرين من خارج «أوبك» المزيد من الخام في السوق العالمية وفيرة الإمدادات.
وأظهر مسح، صدر نهاية العام الماضي، نمو نشاط التصنيع في الصين بالكاد في ديسمبر، رغم ضخ الصين أكثر 1.4 تريليون دولار في إطار خطة التحفيز الاقتصادي.
تشير البيانات إلى أن التحفيز الصيني من المرجح أن يتزايد مع استعداد بكين لمخاطر تجارية جديدة؛ بسبب الرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي، ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة 259 ألف برميل يومياً إلى مستوى قياسي 13.46 مليون برميل يومياً في شهر أكتوبر مع ارتفاع الطلب إلى أعلى مستوياته منذ الجائحة.
قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية: «من المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 13.52 مليون برميل يومياً العام المقبل».
انعكست توقعات ضعف الطلب في الصين على توقعات «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية؛ إذ خفضتا توقعاتهما لنمو الطلب على النفط لعامي 2024 و2025، في آخر تقرير صدر العام الماضي.
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن سوق النفط ستدخل عام 2025 بفائض حتى بعد أن أرجأت «أوبك» وحلفاؤها خطتهم لبدء زيادة الإنتاج حتى أبريل 2025 على خلفية انخفاض الأسعار.
يترقب المستثمرون انعكاس سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأمريكي»؛ إذ يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي بشكل عام؛ ما يعزز بدوره الطلب على النفط.
في الوقت ذاته، تقف الرسوم الجمركية والتعريفات التي اقترحها الرئيس ترامب، والتي تؤجج الحرب الحمائية مع الصين وأوروبا، حائلاً وخفض أسعار الفائدة، إضافة إلى أن الرئيس ترامب أعلن في وقت سابق إنه يعارض خفض الفائدة.
قد يعيد اتباع واشنطن لإعادة فرض العقوبات على إيران، وفنزويلا إلى نقض المعروض في أسواق النفط؛ إذ أكد ترامب خلال جولاته الانتخابية في العام الماضي معارضته لتخفيف العقوبات على كلا البلدين.
في ظل احتمال تشديد العقوبات على النفط الإيراني والفنزويلي، مع عودة ترامب في 20 يناير المقبل، من المرجح أن تواجه سوق نفط أكثر شحاً في العام الجديد.
تراجع خام برنت القياسي عند التسوية في ختام 2024 نحو 3% عن سعر التسوية في نهاية 2023 البالغ 77.04 دولار للبرميل، في حين لم يشهد سعر خام غرب تكساس الوسيط تغيراً يذكر تقريباً مقارنة بسعر التسوية نهاية العام الماضي.
في سبتمبر 2024 اختتمت العقود الآجلة لخام برنت التعاملات دون 70 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ ديسمبر 2021، وفي 2024، جرى تداول خام برنت على نطاق واسع دون أعلى مستوياته التي سجلها في السنوات القليلة الماضية.
