شنت روسيا هجوماً جديداً استهدف بنية تحتية لنقل الغاز جنوب أوكرانيا، في خطوة قد تؤثر بشكل مباشر على استعدادات كييف لموسم الشتاء وسط أزمة طاقة خانقة تعيشها البلاد منذ أشهر.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في بيان نُشر اليوم الأربعاء عبر تطبيق تيليغرام، وأوردته «رويترز»، إن القوات الروسية قصفت منشأة غاز رئيسة في منطقة أوديسا، وتحديداً في قرية نوفوسيلسكي القريبة من الحدود مع رومانيا، حيث يقع خط الربط البيني «أورلوفكا»، الذي ينقل الغاز من خط أنابيب «ترانس بلقان» إلى أوكرانيا.
وأضاف زيلينسكي: «هذه ضربة متعمدة موجهة ضد تحضيراتنا لموسم التدفئة».
ورغم تأكيد وزارة الدفاع الروسية الهجوم، بحسب ما نقلته وكالة «تاس»، إلا أن «رويترز» لم تتمكن من التحقق من صحة التقارير أو تفاصيل الضربة بشكل مستقل.
وبحسب حاكم منطقة أوديسا، فإن الهجوم استهدف منشآت غاز وخط أنابيب رئيس، مؤكداً أن فرق الطوارئ تعمل حالياً على تصريف الغاز من الخط لتفادي مزيد من الأضرار أو المخاطر.
ولم تصدر بعد الجهات الأوكرانية المختصة بالطاقة تفاصيل واضحة حول مدى تضرر خط الربط أو ما إذا كان تدفق الغاز سيستمر كالمعتاد.
وكانت شركة تشغيل الخط أعلنت في وقت سابق أن 0.4 مليون متر مكعب من الغاز كان من المقرر ضخه عبر أورلوفكا اليوم.
وتواجه أوكرانيا تحديات كبيرة في مجال الطاقة منذ أن تصاعدت الهجمات الروسية على بنيتها التحتية خلال هذا العام، ما تسبب في تراجع ملحوظ في إنتاج الغاز المحلي وازدياد الاعتماد على واردات الغاز من الخارج.
ويُعد خط «ترانس بلقان» أحد المسارات البديلة الحيوية لإمدادات الغاز إلى أوكرانيا، إذ يتيح نقل الغاز من اليونان مروراً ببلغاريا ورومانيا وصولاً إلى الأراضي الأوكرانية، كما يفتح المجال لواردات الغاز الطبيعي المسال من محطات في اليونان وتركيا، بالإضافة إلى الغاز الأذربيجاني والروماني وربما الغاز البحري البلغاري.
وكانت أوكرانيا قد بدأت الشهر الماضي بضخ كميات تجريبية صغيرة من الغاز الأذربيجاني عبر هذا الخط للمرة الأولى، مع إعلان نيتها زيادة الواردات من شركة النفط الحكومية الأذربيجانية «سوكار» بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
وتؤكد كييف أن هذا المسار يمثل ركيزة استراتيجية لأمن الطاقة الوطني، في ظل التهديدات المتواصلة للبنية التحتية الداخلية ومحاولات روسيا إضعاف قدرات البلاد في مواجهة برد الشتاء القارس.