logo
طاقة

وول ستريت جورنال: معارضة سعودية لخطة ترامب لزيادة إنتاج النفط

وول ستريت جورنال: معارضة سعودية لخطة ترامب لزيادة إنتاج النفط
منصة حفر للتنقيب عن النفط بأحد المواقع الأميركية في يونيو 2020المصدر: رويترز
تاريخ النشر:3 فبراير 2025, 03:42 م

تواجه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعزيز إنتاج النفط في الولايات المتحدة مقاومة كبيرة من حلفاء رئيسيين في كل من صناعة النفط الصخري الأميركية والمملكة العربية السعودية.

وعلى الرغم من دعوات ترامب المتكررة لزيادة الإنتاج الأميركي، يشير خبراء في الصناعة إلى أن طفرة نفطية كبيرة من غير المرجح أن تحدث في أي وقت قريب، حتى مع تخفيف اللوائح البيئية، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».

صناعة النفط الصخري

لاقى شعار ترامب «احفر يا حبيبي.. احفر» صدى لدى بعض التنفيذيين في صناعة النفط الصخري الأميركية، إلا أن قلقهم يعكس تحوّلاً في أولويات الصناعة. فبعد الأضرار المالية المدمرة للإفراط في الإنتاج خلال طفرة النفط الصخري، أصبحت العديد من الشركات الآن تركز على استقرار عملياتها من خلال تقليص التكاليف وإعادة الأرباح إلى المستثمرين.

وفقاً لمصادر مطلعة، نقلت عنهم الصحيفة، اعترف مستشارو ترامب بأن هناك نطاقاً محدوداً لزيادة إنتاج النفط الأميركي بشكل كبير على المدى القصير. وبدلاً من ذلك، أشاروا إلى دور محتمل للمملكة العربية السعودية، العضو الرئيسي في «منظمة الدول المصدرة للبترول - أوبك»، لزيادة المعروض العالمي. ومع ذلك، يواجه هؤلاء المستشارون مقاومة من المملكة التي أعربت عن ترددها في رفع إنتاجها النفطي.

رفض سعودي

وقالت «وول ستريت جورنال» إن المملكة العربية السعودية أبلغت مسؤولين أميركيين سابقين بأنها لا تنوي زيادة إنتاج النفط. وقد تم نقل هذا الموقف إلى فريق ترامب، مما يزيد من تعقيد استراتيجية الرئيس لخفض أسعار النفط العالمية.

وبينما عرض ترامب زيادة جديدة في إنتاج النفط كحل محتمل لتحديات اقتصادية مختلفة، بما في ذلك الحد من التضخم وتسهيل خفض أسعار الفائدة، فإن حلفاءه في الصناعة، وفي السعودية لا يزالون غير مقتنعين.

تشمل خطة ترامب الأخيرة زيارة للسعودية خلال ولايته الثانية، للمساهمة في استقرار سوق النفط العالمية، وتخفيض أسعار الطاقة للمستهلكين الأميركيين، وتعزيز قدرته على التأثير في المواجهات الجيوسياسية المستمرة مع الدول المنتجة للنفط مثل روسيا وإيران.

استقرار الأسعار

على الرغم من آمال ترامب، يبقى سوق النفط في حالة مستقرة نسبياً، حيث تتراوح الأسعار حول 73 دولاراً للبرميل، وهو انخفاض كبير عن أسعار 2022 التي تجاوزت 94 دولاراً. كما انخفضت أسعار البنزين من مستوياتها القياسية، حيث تبلغ الآن حوالي 3.10 دولاراً للغالون، مقارنة بأكثر من 5 دولارات للغالون في صيف 2022.

ومع ذلك، فإن رغبة ترامب في انخفاض أسعار النفط أكثر، ربما إلى 45 دولاراً للبرميل، تسبب توتراً بين الرئيس وحلفائه في صناعة النفط. وقد صرح كيث كيلوغ، المبعوث الخاص لترامب إلى أوكرانيا وروسيا، علناً بأن أسعار النفط يجب أن تُخفض للضغط على روسيا لإنهاء حربها مع أوكرانيا.

وفقاً لصندوق النقد الدولي، تحتاج السعودية إلى أن تبقى أسعار النفط حول 90 دولاراً للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانها المالي لعام 2025. وهذا الضغط الاقتصادي يجعل من غير المرجح أن توافق المملكة على زيادة كبيرة في الإنتاج، خاصة في ظل مصالحها الاستراتيجية في الحفاظ على استقرار الأسعار ضمن إطار أوبك+، الذي يتضمن روسيا كشريك رئيسي.

توقعات إنتاج محدودة

وفق التقرير، يعلم مستشارو ترامب أن إنتاج النفط الصخري الأميركي لن يشهد نفس النمو السابق، لكنهم متفائلون بأن التغييرات السياسية طويلة المدى قد تجذب استثمارات إضافية. تشمل هذه التغييرات تخفيف اللوائح البيئية وتسهيل تطوير البنية التحتية، مما قد يؤدي إلى زيادة الإنتاج بمرور الوقت. ومع ذلك، يعتقد مستشارو الطاقة أن هذه التحولات ستستغرق سنوات لتتجسد ولن توفر الإغاثة الفورية التي يسعى إليها ترامب.

وتتوقع وزارة الطاقة الأميركية أن ينمو الإنتاج المحلي بنسبة 2% فقط في عام 2025 ليصل إلى 13.7 مليون برميل يومياً، قبل أن يصل إلى مرحلة الاستقرار في 2026. هذا النمو، رغم أنه ثابت، لن يلبي مطالب ترامب الفورية لزيادة الإنتاج.

تحديات جيوسياسية

وسط هذه التحديات، ذكر فريق ترامب أن العقوبات ضد روسيا وإيران قد تقلل من صادرات النفط الإيرانية بما يصل إلى 750,000 برميل يومياً، مما سيؤدي إلى تشديد العرض العالمي. ومع ذلك، فإن الضغط لزيادة الإنتاج من السعودية قد يتعارض مع أهداف ترامب الجيوسياسية الأوسع، مما قد يعقد العلاقات مع روسيا وإيران ودول منتجة أخرى للنفط.

سلط التقرير الضوء أيضاً على قضية العلاقة المتطورة بين السعودية وإيران التي باتت تميل إلى إعطاء الأولوية للسلام على المواجهة. وقد أدى هذا التحول الدبلوماسي إلى منح السعوديين أهمية أكبر للاستقرار داخل «أوبك» وتجنب حالات العرض الزائد التي قد تزعزع استقرار سوق النفط العالمية. وبخلاف موقف ترامب العدائي تجاه إيران، يسعى السعوديون الآن للعب دور أكثر بناء في المفاوضات النووية والدبلوماسية الأوسع في الشرق الأوسط، وفق «وول ستريت جورنال».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC