خفض محللون توقعاتهم لأسعار النفط لعام 2024 للمرة الخامسة على التوالي، مشيرين إلى ضعف الطلب وعدم اليقين بشأن خطط «أوبك»، حيث يُتوقع أن تظل الأسعار تحت الضغط رغم المخاطر الجيوسياسية، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز»، اليوم الاثنين.
أظهر الاستطلاع، الذي شمل 41 محللاً وخبيراً اقتصادياً خلال الأسبوعين الماضيين، أن متوسط سعر برميل خام «برنت» سيبلغ 81.52 دولار في 2024، وهو أدنى تقدير منذ فبراير، مقارنة بالتوقعات السابقة لشهر أغسطس التي بلغت 82.86 دولار. كما يُتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي 77.64 دولار، وهو أقل من التقديرات السابقة لشهر أغسطس التي بلغت 78.82 دولار.
قال كبير محللي الطاقة لدى «ويلز فارغو»، روجر ريد: «يرجع جزء من ضعف أسعار النفط أخيراً إلى مخاوف السوق بشأن توقيت وكيفية عودة (أوبك) لضخ البراميل في السوق، إضافة إلى مؤشرات الطلب الأضعف من الصين».
من المتوقع الآن أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بين 0.9 و1.2 مليون برميل يومياً في 2024، مقارنةً بالتقديرات السابقة التي تراوحت بين 1 و1.3 مليون برميل يومياً، وفقاً للاستطلاع.
وخفضت كل من «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما، مشيرتين إلى تباطؤ الطلب من الصين. ويعتبر هذا التوقع الثاني للخفض من «أوبك» لنمو الطلب على النفط في 2024.
قال مدير الأبحاث في «كريسيل للأبحاث الذكية والتحليل» سهول بهات، إن تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى مثل الصين وأوروبا، إلى جانب التوقعات بانخفاض الطلب، يضغط على الأسعار رغم حالة عدم اليقين الجيوسياسية.
يرى معظم المحللين أن علاوة المخاطر المرتبطة بالحرب في أسعار النفط قد انخفضت بسبب وفرة المعروض، لكن بعضهم أشار إلى أن العلاوة قد تعود إذا تصاعدت التوترات، خصوصاً في الشرق الأوسط.
أكد كبير المحللين في «كيبلر» فلوريان غرونبيرغر، إنه إذا لم تتحقق الآمال في وقف إطلاق النار في غزة، فقد تظهر علاوة مخاطرة أعلى في أسعار النفط. وتجاوزت أسعار النفط حاجز 90 دولاراً للبرميل في أبريل، نتيجة التوترات في الشرق الأوسط وتقليص إمدادات «أوبك+». لكنها تراجعت بشكل حاد إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل الشهر الجاري، بسبب ضعف الطلب الذي أدى إلى فائض في العرض.
كما لا يزال يُتوقع أن تمضي «أوبك+» قدماً في زيادة الإنتاج المقررة في ديسمبر، لكن قد تكون هناك حاجة إلى تخفيضات في الإنتاج أولاً لمواجهة فائض الإنتاج لدى بعض الأعضاء.
وأوضح إستراتيجي السلع في «سوسيتيه جنرال» مايك هيغ، «نتوقع أن تقوم (أوبك+) بزيادة الإنتاج في ديسمبر، لكن نظراً لتوقعات الطلب المخيبة للآمال وارتفاع المخزونات التجارية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لن يتم التراجع الكامل عن التخفيضات، حيث ستبدأ الأسعار في التراجع».
حالياً، تخفض «أوبك+» إنتاجها بمقدار 5.86 مليون برميل يومياً، ما يعادل حوالي 5.7% من الطلب العالمي. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أرجأت المجموعة خطتها لزيادة الإنتاج بعدما وصلت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في تسعة أشهر.