السوق تراقب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
بيانات المخزونات الأميركية كشفت عن نمو الطلب
تتجه أسعار النفط اليوم الخميس، إلى تسجيل جلسة ثانية من الارتفاعات، مدعومة بإشارات جديدة على تعافي الطلب بعد موجة التقلبات والهبوط العنيفة التي أعادت الأسعار إلى مستويات ما قبل اندلاع المواجهات بين إسرائيل وإيران.
رغم استمرار نجاح وقف اتفاق إطلاق النار وتوضيح البيت الأبيض أن إشارة ترامب للصين بالعودة إلى شراء النفط الإيراني، لا تعني رفع العقوبات، إلا أن المتداولين لم يفرطوا في التفاؤل لتأتي الارتفاعات محدودة حتى مع الانخفاض الكبير لمخزونات النفط الأميركية.
◄ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر ما يقرب من 0.35 دولار تعادل 0.5% لتبلغ مستويات 66.75 دولار للبرميل، بحلول الساعة الـ4:50 صباح اليوم بتوقيت غرينتش.
◄ زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس بمقدار 0.3 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.45 % لتصل إلى مستويات 65.2 دولار للبرميل.
◄ عند نهاية تعاملات أمس، زادت العقود الآجلة لخام برنت 0.54 دولار ما يعادل 0.8% إلى 67.43 دولار للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.55 دولار أو 0.9% إلى64.92 دولار للبرميل.
◄ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 4.34 دولار ما يعادل 6.1% إلى مستويات 67.14 دولار للبرميل عند تسوية يوم الثلاثاء، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.14 دولار أو ما يعادل 6% إلى مستويات 64.37 دولار للبرميل.
◄ كما تعرض النفط الخام لخسائر تجاوزت 7% مطلع تداولات الأسبوع بعد شن إيران هجوماً على قاعدة عسكرية أميركية في قطر، لتتجنب بذلك خيار إغلاق مضيق هرمز التي لوحت به سابقاً.
كتب المحلل في «نومورا للأوراق المالية» يوكي تاكاشيما في مذكرة :«يفضل بعض المشترين الطلب القوي الذي أشار إليه انخفاض المخزونات في الإحصاءات الأسبوعية الأميركية».
وأضاف: «لكن المستثمرين لا يزالون متوترين ويسعون إلى استيضاح وضع وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، جنباً إلى جنب ويحوم اهتمام السوق الآن إلى مستويات إنتاج مجموعة أوبك+».
وتوقع عودة خام غرب تكساس الأميركي الوسيط إلى نطاق يتراوح بين 60 و65 دولاراً، للبرميل وهي مستويات ما قبل اندلاع صراع الشرق الأوسط.
كتب محللون لدى بنك «آي.إن.جي» في مذكرة: «رغم انحسار المخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط في الوقت الحالي، فإنها لم تتلاش تماماً، ولا تزال هناك زيادة في الطلب على الإمدادات في السوق الفورية».
ارتفعت أسعار النفط بعد الـ13 من يونيو الحالي، عندما شنت إسرائيل هجوماً مفاجئاً على منشآت عسكرية ونووية إيرانية وبلغت الأسعار أعلى مستوياتها في خمسة أشهر بعد أن هاجمت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية يوم الأحد.
بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار أمس الثلاثاء، أغلق خام برنت عند أدنى مستوى له منذ العاشر من يونيو، وأغلق خام غرب تكساس الوسيط عند أدنى مستوى له منذ الخامس من يونيو، على خلفية انحسار المخاطر.
تعززت معنويات المتداولين بعد بيانات أميركية أظهرت تراجعاً كبيراً يفوق التوقعات في مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، في إشارة إلى تعافي الطلب لدى أكبر مستهلك للنفط في العالم.
◄ أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الأربعاء، أن مخزونات النفط الخام انخفضت 5.8 مليون برميل، مقارنة بتوقعات انخفاضها 797 ألف برميل.
◄ انخفضت مخزونات البنزين 2.1 مليون برميل، مقارنة بتوقعات لزيادة 381 ألف برميل، إذ ارتفعت الإمدادات، وهي مؤشر على الطلب، إلى أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2021.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة لم تتراجع عن سياسة فرض أقصى الضغوط على إيران، والتي تتضمن قيوداً على مبيعاتها من النفط، لكنه أشار إلى احتمال تخفيف تطبيق العقوبات لمساعدة البلاد على إعادة البناء.
وخلال مؤتمر صحفي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي ورداً على سؤال عمّ إذا كان سيخفف عقوبات النفط المفروضة على إيران؟، قال ترامب: «سيحتاجون إلى المال لإعادة البلاد إلى سابق عهدها، نريد أن نرى ذلك يحدث».
في غضون ذلك، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالنهاية السريعة للحرب بين إيران وإسرائيل، وقال إن واشنطن ستسعى على الأرجح للحصول على التزام من طهران بإنهاء طموحاتها النووية خلال محادثات مع المسؤولين الإيرانيين الأسبوع المقبل.
أوضح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في بيان، أن تعليق ترامب بشأن قدرة الصين على شراء النفط الإيراني «إشارة إلى الصينيين بأننا نريد العمل معكم، وأننا لا نرغب في إلحاق الضرر باقتصادكم».
وقال ترامب، إن الصين يمكنها مواصلة شراء النفط الإيراني بعد اتفاق إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار، لكن البيت الأبيض أوضح لاحقاً أن تصريحاته لا تشير إلى تخفيف العقوبات الأميركية.
وفرض ترامب حزماً متتالية من العقوبات المتعلقة بإيران على عدد من المصافي الصينية المستقلة ومشغلي الموانئ بسبب مشترياتهم من النفط الإيراني، إذا كانت بكين لا تعترف بالعقوبات الأميركية التي تصفها بأنها أحادية الجانب.