ارتفعت أسعار النفط نحو 2%، اليوم الأربعاء، لتعوّض جزءاً من الخسائر الحادة التي تكبدتها في وقت سابق من الأسبوع، بدعم من بيانات أظهرت استمرار الطلب القوي في الولايات المتحدة، بينما يقيّم المستثمرون مدى استقرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وبحلول الساعة 17 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.22 دولار أو بنسبة 1.8% إلى 68.36 دولار للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.25 دولار أو بنسبة 1.9% إلى 65.62 دولار للبرميل. وبهذا قلص الخامان القياسيان جزءاً من خسائر بلغت نحو 13% في وقت سابق من الأسبوع.
وكانت أسعار النفط قد تراجعت بشكل حاد بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، وقف إطلاق النار، إذ هبط خام برنت إلى أدنى مستوى له منذ 10 يونيو، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياته منذ 5 يونيو، مع انحسار المخاوف بشأن الإمدادات من الشرق الأوسط.
وكانت الأسعار قد قفزت في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنّته إسرائيل في 13 يونيو على منشآت عسكرية ونووية إيرانية رئيسة، لتصل إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر بعد أن وجّهت الولايات المتحدة ضربات جوية خلال عطلة نهاية الأسبوع على منشآت نووية في إيران.
وقال محللو «آي إن جي» في مذكرة للعملاء: «رغم انحسار المخاوف بشأن الإمدادات في الشرق الأوسط في الوقت الراهن، فإنها لم تتلاشَ بالكامل، كما أنّ الطلب على التسليمات الفورية لا يزال قوياً».
وتلقت الأسعار دعماً إضافياً من بيانات حكومية أميركية صدرت يوم الأربعاء، أظهرت تراجع مخزونات الخام والبنزين والمشتقات النفطية الأسبوع الماضي.
وتراجعت مخزونات النفط الخام بمقدار 5.8 مليون برميل، بينما كانت التقديرات تشير إلى انخفاض قدره 797 ألف برميل فقط.
كما انخفضت مخزونات البنزين بشكل غير متوقع بمقدار 2.1 مليون برميل، في حين كانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها 381 ألف برميل، مدفوعة بوصول الطلب على البنزين إلى أعلى مستوياته منذ ديسمبر 2021.
وقال فيل فلين، كبير المحللين لدى «برايس فيوتشرز غروب»، لوكالة الأنباء الفرنسية: «نشهد تراجعاً كبيراً في جميع المنتجات النفطية. مثل هذا التقرير قد يُعيد تركيز السوق على عوامل العرض والطلب في الولايات المتحدة بدلاً من التركيز على الجوانب الجيوسياسية».
وأظهرت سلسلة بيانات اقتصادية أميركية صدرت ليلاً – من بينها مؤشر ثقة المستهلكين – مؤشرات على أن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، قد يكون أضعف من المتوقع، مما عزز التوقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام.
ويراهن السوق على احتمال خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بدءًا من سبتمبر المقبل، وهي خطوة غالبًا ما تدعم النمو الاقتصادي وتعزز الطلب على النفط.