اﻷربعاء 25 يونيو 2025 م
اقترب مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» من مستوياته القياسية اليوم الأربعاء، مع استمرار الهدنة بين إسرائيل وإيران التي أسهمت في تهدئة الأوضاع الجيوسياسية، في وقت راقب المستثمرون شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أمام الكونغرس بحثاً عن مؤشرات حول مسار السياسة النقدية المقبلة.
وظل المؤشر على بعد نحو 0.6% من أعلى مستوى سجله في فبراير الماضي، فيما اقترب مؤشر «ناسداك» الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا من أعلى مستوياته التاريخية بفارق 0.8%، مدعوماً بتحسن شهية المخاطرة مع انحسار التوترات الإقليمية. وسجّل «ناسداك 100» مستوى قياسياً جديداً خلال جلسة التداول.
رغم تسجيل بعض الخروقات المحدودة لاتفاق الهدنة، الذي تم التوصل إليه بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حافظ المستثمرون على تفاؤلهم بشأن استمرارية وقف إطلاق النار بين الطرفين المتنازعين.
وفي اليوم الأول من شهادته أمام الكونغرس، أكد باول أن الاحتياطي الفيدرالي يتبنى نهجاً حذراً بخصوص أسعار الفائدة، وسط بدء تأثير الرسوم الجمركية في تغذية الضغوط التضخمية. لكنه أشار إلى أن التضخم الأقل من المتوقع أو ضعف سوق العمل قد يدفع البنك المركزي إلى خفض الفائدة في وقت أقرب.
بدورها، تبنّت سوزان كولينز، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، موقفاً مشابهاً يوم الأربعاء، مشددة على أن «الكثير سيعتمد على مدى سرعة تلاشي تأثير الصدمة السعرية الناتجة عن هذه الرسوم».
وقال بيل فيتزباتريك، المدير العام في شركة «لوغان كابيتال مانجمنت» لـ"رويترز": «يبدو أن باول وفريقه يريدون رؤية البيانات بوضوح قبل بدء أي سياسة تيسيرية، وهذا أمر منطقي».
تُظهر تحركات أسواق المال أن المستثمرين يتوقعون خفضاً بنحو 60 نقطة أساس لأسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2025، مع احتمال يقارب 70% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع سبتمبر المقبل، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي».
وبعد ساعتين من الافتتاح، تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 45.39 نقطة أو 0.11% إلى 43,043.63 نقطة. بينما ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 6.94 نقاط أو 0.11% ليصل إلى 6,099.12 نقطة، وصعد مؤشر «ناسداك» المركّب بمقدار 72.26 نقطة أو 0.36% إلى 19,984.48 نقطة.
وكانت تسعة من أصل أحد عشر قطاعاً رئيسياً ضمن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» في المنطقة الحمراء، حيث قادت قطاعات العقارات والخدمات العامة التراجعات بنسبة 0.7% لكل منهما، في حين ارتفع قطاع التكنولوجيا بنسبة 1.1%.
تراجعت أسهم شركة «فيديكس» بنسبة 2.9% بعد أن توقعت الشركة أرباحاً فصلية أقل من التوقعات، في ظل تأثير الرسوم الجمركية على الطلب العالمي.
كما هبطت أسهم «تسلا» بنسبة 4.3% مع استمرار تراجع مبيعاتها في أوروبا للشهر الخامس على التوالي، فيما صعدت أسهم «نفيديا» بنسبة 2.6%.
من جهة أخرى، ينتظر المستثمرون صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول يوم الخميس، بينما من المرتقب أن يوفر تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) المقرر نشره يوم الجمعة مؤشرات إضافية حول تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار والنشاط الاقتصادي.
وتراجعت أسهم شركة «جنرال ميلز» بنحو 3% بعد أن خفّضت توقعاتها للأرباح السنوية.
قفزت أسهم شركة «بلاكبيري» الأميركية المتخصصة في حلول الأمن السيبراني بنسبة 17.4% بعدما رفعت الشركة توقعاتها لإيرادات العام بأكمله، مشيرة إلى زيادة الطلب في ظل تصاعد التهديدات الإلكترونية.
كما ارتفعت أسهم منصة تداول العملات الرقمية «كوينبيس» بنسبة 2.6% بعد أن رفعت شركة «بيرنشتاين» السعر المستهدف للسهم إلى مستوى غير مسبوق بحسب تقديرات المحللين.
وفي نهاية الجلسة، تجاوزت الأسهم الخاسرة نظيراتها الرابحة بواقع 1.99 سهم خاسر مقابل كل سهم رابح في بورصة نيويورك، وبواقع 1.89 مقابل 1 في بورصة ناسداك.
وسجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» 20 قمة جديدة خلال 52 أسبوعاً مقابل 3 قيعان جديدة، فيما سجّل مؤشر «ناسداك» المركّب 70 قمة جديدة و33 قاعاً جديداً خلال الفترة نفسها.
