خاص
خاص

محللون: إلغاء السعودية رفع إنتاج النفط يعكس تباطؤ الاستهلاك

رأى محللون تحدثت إليهم "إرم الاقتصادية" قرار السعودية بإلغاء خطط لزيادة إنتاجها اليومي من النفط خطوة تعكس مخاوف تباطؤ الاستهلاك العالمي، ويشير إلى وفرة المعروض في ظل زيادة إنتاج واستهلاك الطاقة النظيفة.

وأعلنت أرامكو السعودية، وهي أكبر شركة نفط في العالم، أنها تلقّت توجيهًا من وزارة الطاقة بالمحافظة على مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند 12 مليون برميل يوميًا، وعدم الاستمرار في رفع الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة إلى مستوى 13 مليون برميل يوميًا.

وأفاد المحلل النفطي كامل الحرمي بأن السعودية لا ترى أنها هي المسؤولة الوحيدة عن زيادة الإنتاج في السوق، وأن الإمدادات النفطية وفيرة.

وأكد الحرمي أن هناك مخاوف حقيقية من حصول تباطؤ اقتصادي عالمي، لا سيما مع الإشارات المقلقة الصادرة من الصين. وقال إن الولايات المتحدة قادرة هي الأخرى على زيادة الإنتاج، خاصة من الزيت الصخري، لكن ليس واضحا مدى قدرتها فعليا على زيادة الإنتاج.

وتوقع خبير أسواق النفط الكويتي تراجع الأسعار التي أخفقت في الاستفادة من توترات البحر الأحمر ومن الحرب الدائرة في غزة، وذلك بسبب الكميات النفطية الكبيرة المنتجة في العالم. وذكر على سبيل المثال رفع الإنتاج في البرازيل.

واستبعد أيضا ارتفاع أسعار النفط حتى بعد قرار أرامكو، معتبرا أن الأسعار ستتراوح بين 70 و80 دولاراً في الفترة المقبلة. كما نفى أن تكون لخطط السعودية تثبيت الإنتاج، جوانب سياسية، وأكد أن الاعتبارات الاقتصادية هي التي تتحكم بسياسات السعودية.

معادلة الاستهلاك

ومن جانبه، يرى المحلل المالي راكان زريقات أن السعودية تعدل من التوقعات بشأن الطلب على النفط في السنوات المقبلة، لذلك أقدمت على إلغاء خطط زيادة الإنتاج.

واعتبر ان هناك مخاوف بشأن تباطؤ الاستهلاك، لا سيما من أوروبا في ظل سياستها المتشددة إزاء دعم استهلاك الطاقة النظيفة. بينما تتجه السعودية إلى زيادة مصادر أخرى من الطاقة مثل الغاز.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة، من جهتها، تمضي في إنتاج مستويات قياسية من النفط، ولا سيما الزيت الصخري. وأخيرا، أكد أن القرار السعودي ربما يتماشى مع السياسة السعودية بخفض الانبعاثات الملوثة.

ومن جهته أكد استيفن بوب، المحلل المالي ومدير موقع "سبوتلايت آيدياز"، أن السعودية تتفادى تراجع أسعار النفط، التي أخفقت في الاستفادة من التوترات الجيوسياسية ومن محدودية الإنتاج.

ورأى أنها ربما تستبق تباطؤا اقتصاديا عالميا ولا سيما في الصين وحتى في الولايات المتحدة.

واعتبر أن الطاقات المتجددة تزاحم بشكل متزايد الطاقة الأحفورية، الأمر الذي يضغط على الطلب عليها.

لكن بوب أشار إلى أنه على الرغم من هذا الوضع، فإن زيادة الاستهلاك من الدول الآسيوية الصاعدة، مثل الهند والصين مسألة مضمونة. 

وأضاف: "إن كانت هناك ضغوط قوية على السعودية لزيادة الإنتاج في السابق، وأنها لم ترضخ لذلك، فهذا لم يمنع تراجع الأسعار".

وأكد بوب أنه لولا امتناع السعودية في السابق عن زيادة الإنتاج، لانخفضت الأسعار بشكل كبير. محذّرا من أن طفرة التكنولوجيا في كفاءة استخدام الطاقة قد تخفض الاستهلاك العالمي.

اقرأ أيضا: أرامكو تتخلى عن زيادة إنتاجها لأكثر من 13 مليون برميل يوميا

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com