وأظهرت البيانات انخفاض الطلب بمقدار 550 ألف برميل يوميا، مقارنة بالأسبوع السابق، بعد فترة استقر فيها الطلب قريبا من مستوياته الموسمية خلال الشهور الماضية. في الوقت نفسه سجل متوسط الطلب خلال الأسابيع الأربعة الماضية ارتفاعا طفيفا ليواصل الارتفاع للأسبوع السادس على التوالي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
ووفق وكالة بلومبرغ للأنباء فإن تراجع الطلب على البنزين يمكن أن يساعد مصافي التكرير في إعادة تكوين مخزوناتها من المنتجات بعد تراجعها لأقل مستوياتها منذ 2014.
ويأتي ذلك في حين تراجع سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي إلى أقل من 80 دولارا للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ مطلع فبراير الماضي، حيث أدى انهيار بنك "سيليكون فالي" إلى حدوث المزيد من الاضطرابات في أسواق الطاقة.
وأفادت وكالة "بلومبرغ" للأنباء اليوم الاثنين بأن أصداء انهيار البنك - الأسوأ منذ الأزمة المالية في عام 2008 – تتردد في الأسواق، حيث أصابت الأسهم في أنحاء العالم، ودفعت قيمة الدولار إلى الانخفاض.
وتسارع السلطات الأميركية من أجل تعزيز الثقة في النظام المصرفي ومنع انتقال الأزمة، بينما تراجعت مجموعة بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس" عن دعوتها لمجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي)، لرفع سعر الفائدة في الأسبوع المقبل بسبب الاضطرابات.
ووفق محللين فإن هناك عدة عوامل تقف وراء هذا التحول في السلوك الاستهلاكي للأميركيين، ومن الواضح أن العمل من المنزل هو أحد هذه العوامل، فعلى الرغم من أنه تراجع منذ عام 2020، لكن لا يزال الأشخاص الذين يذهبون إلى المكاتب يوميا أقل مما كانت عليه في عام 2019.
واعتبارا من العام الماضي، كان لدى أكثر من نصف الأميركيين خيار العمل من المنزل مرة واحدة على الأقل أسبوعيا كما يمكن لـ 35% من القوى العاملة القيام بذلك 5 أيام في الأسبوع وفقا لاستطلاع أجرته شركة ماكينزي.
وبحسب الرئيس العالمي لتحليل الطاقة في أوبيس، توم كلوزا، فإنه "خلال العام الماضي كان التنبؤ بأن المزيد قد سئموا من العمل من المنزل وسيعودون للمكاتب خاطئ". وأضاف: "أعتقد أنهم لم يرغبو بذلك عندما ارتفعت أسعار الغاز إلى 5 دولارات للغالون".
ورغم ذلك قد لا يفسر ارتفاع الأسعار على أنه سبب الرئيسي وراء الانخفاض، فلو كان كذلك فإن الانخفاض الأخير في الأسعار عند 3.40 دولار للغالون كان سيؤدي إلى انتعاش كامل في الطلب.
وأشار المحللون كذلك إلى ارتفاع نسبة مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة العام الماضي 6% من حصة السوق، وحوالي 1% من المركبات الحالية على الطريق أصبحت كهربائية.