أغلقت الأسواق الأوروبية على ارتفاع اليوم الأربعاء، باستثناء بورصة لندن التي تعرضت لضغوط مع استمرار حالة الترقب في الأسواق بشأن التقدم في المفاوضات التجارية قبيل انتهاء المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية جديدة على شركائها التجاريين.
وصعد مؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 0.99% ليغلق عند 7,738.42 نقطة، وارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.46%، فيما تراجع مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بنسبة 0.12% بفعل ضغوط سياسية أثرت على الأصول البريطانية. كما ارتفع مؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 0.68%، وحقق مؤشر «فوتسيوروفيرست 300» مكاسب بنسبة 0.27%، بينما صعد مؤشر «ستوكس 600» بنسبة 0.16%.
يواصل المستثمرون مراقبة التطورات المتعلقة بالاتفاقيات التجارية قبل حلول المهلة النهائية في 9 يوليو التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطبيق ما وصفه بـ«الرسوم الجمركية المتبادلة»، والتي قد تهدد النمو الاقتصادي العالمي وتزيد من تقلبات الأسواق.
وأعلن ترامب يوم الأربعاء التوصل إلى اتفاق مع فيتنام، يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 20% على العديد من الواردات القادمة من الدولة الآسيوية، بدلاً من النسبة المعلنة سابقاً البالغة 46%.
وأكد ترامب أنه لا ينوي تمديد المهلة الممنوحة للدول للتوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة، رغم استمرار تعثر المفاوضات مع اليابان. وقالت دانييلا هاثورن، المحللة في «كابيتال.كوم» لـ«رويترز»: «هناك ضغوط كبيرة للتوصل إلى هذه الاتفاقيات التجارية، ومن المرجح أن يتحسن المزاج العام في الأسواق حتى لو لم نعد إلى الوضع السابق للرسوم الجمركية».
شهدت الجلسة تراجعاً في بورصة لندن وارتفاعاً في عوائد السندات البريطانية، بعد قرار الحكومة البريطانية التراجع عن خطط خفض إعانات الرعاية الاجتماعية في الولايات المتحدة، تتابع الأسواق مشروع قانون الموازنة الذي قد يزيد الدين العام بنحو 3.3 تريليون دولار، بعد أن أقره مجلس الشيوخ بصعوبة وينتظر التصويت النهائي في مجلس النواب.
في باريس، قفز سهم «إس تي ميكرو إلكترونيكس» بنسبة 5.2% بعد أن رفع بنك «أودو بي إتش إف» توصيته للسهم إلى «أداء يفوق السوق»، مشيراً إلى أن نتائج الشركة وتوقعاتها للنصف الثاني تدعم الشراء قصير الأجل.
كما ارتفع سهم «أرسيلور ميتال» بنسبة 5.8% بدعم من ارتفاع أسعار المعادن، بعد تقارير عن تحرك جمعية الحديد والصلب الصينية لتقييد صادرات بعض المنتجات.
وسجل القطاع المصرفي الأوروبي مكاسب بلغت 0.62%، مدفوعاً بصعود سهم «أفانزا بنك» بنسبة 5.2% بعد تقارير عن عرض استحواذ محتمل، وصعد سهم «ساباديل» بنسبة 5% بعد اتفاقه على بيع وحدته البريطانية إلى «سانتاندير»، في خطوة اعتبرها محللون دفاعاً ضد محاولة الاندماج العدائية مع «بي بي في إيه».
كما قفز سهم شركة «فيستاس» الدنماركية للطاقة المتجددة بنسبة 10% بعد أن تبنى مجلس الشيوخ الأميركي مشروع موازنة يدعم صناعة طاقة الرياح.
عند إغلاق الأسواق الأوروبية، استقر مؤشر «داو جونز» الأميركي دون تغيير، بينما ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.28% وصعد مؤشر «ناسداك» بنسبة 0.76%، في وقت يستوعب فيه المستثمرون بيانات ضعيفة من تقرير الوظائف في القطاع الخاص لشهر يونيو الصادر عن «إيه دي بي».
أظهر تقرير «إيه دي بي» أن القطاع الخاص الأميركي فقد 33 ألف وظيفة في يونيو، في حين تم تعديل أرقام مايو بالخفض، ما أثار قلق الأسواق بشأن تباطؤ سوق العمل الأميركي.
وفي منطقة اليورو، ارتفع معدل البطالة إلى 6.3% في مايو، وهو أعلى من التوقعات، وفقاً لبيانات «يوروستات».
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة طفيفة بلغت 0.06% بعد أن هبط إلى أدنى مستوى له منذ فبراير 2022. ويقيّم المستثمرون أثر مشروع الموازنة الأميركية وتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الذي أكد أن قرارات خفض الفائدة ستعتمد على البيانات الاقتصادية المقبلة، مع عدم استبعاد خفض الفائدة هذا الشهر.
وانخفض اليورو بنسبة 0.14% إلى 1.1789 دولار، في حين تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.99% أمام الدولار و0.74% أمام اليورو بفعل المخاوف السياسية المرتبطة بوزيرة المالية البريطانية.
قفز العائد على السندات البريطانية لأجل عشر سنوات بمقدار 14 نقطة أساس إلى 4.593%، في ظل ابتعاد المستثمرين عن أدوات الدين البريطانية، وهو مشهد يعيد للأذهان أزمة السوق التي حدثت في أكتوبر 2022 إبان حكومة ليز تراس.
وقالت ليندسي جيمس، المحللة لدى «كويلتر»: «ارتفاع العوائد يعكس قلق المستثمرين من احتمال استقالة راشيل ريفز. رغم الانتقادات التي تواجهها، فإن التزامها القوي بقواعد الانضباط المالي كان موضع ترحيب واسع».
كما ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات بمقدار 5.2 نقطة أساس إلى 2.62%، في حين ارتفع العائد الأميركي لأجل عشر سنوات بمقدار 4.2 نقطة أساس إلى 4.2906%.
سجلت أسعار النفط مكاسب طفيفة يوم الأربعاء، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 1.7% إلى 68.25 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.67% إلى 66.54 دولار للبرميل، مدعومة بقرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين حدّت الزيادة غير المتوقعة في مخزونات النفط الأميركية من مكاسب الأسعار.