تباين أداء بورصة نيويورك اليوم الأربعاء، حيث تحركت المؤشرات الأميركية دون اتجاه واضح وسط ضغوط من التراجع غير المتوقع في وظائف القطاع الخاص لشهر يونيو، مع ترقب المستثمرين لمستجدات المفاوضات التجارية.
بحلول الساعة 13:55 بتوقيت غرينتش، تراجع مؤشر «داو جونز» بنسبة 0.19%، بينما صعد مؤشر «ناسداك» بنسبة 0.27%، واستقر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تقريباً دون تغيير (-0.01%).
تلقت الأسواق الأميركية مفاجأة صباح الأربعاء مع إعلان فقدان 33 ألف وظيفة في القطاع الخاص خلال يونيو، بحسب تقرير «إيه دي بي» الشهري، في حين كان المحللون يتوقعون إضافة 100 ألف وظيفة.
وقال آدم سرحان، المحلل لدى «50 بارك إنفستمنتس»، لوكالة «فرانس برس»: «هذه هي المرة الأولى منذ أشهر التي نشهد فيها خيبة أمل في بيانات سوق العمل وتراجع في أعداد الوظائف»، وأضاف: «هذا أمر مقلق لأننا حتى الآن كنا نرى معدل بطالة منخفضاً ونمواً مستمراً في خلق الوظائف».
وكانت بيانات مايو قد أظهرت إضافة 29 ألف وظيفة فقط، وهو رقم تم تعديله بالخفض يوم الأربعاء، وهو ما أثار استياء الرئيس دونالد ترامب حينها.
ورجّح سرحان أن يكون التراجع الحالي «إما حالة استثنائية مؤقتة أو بداية تباطؤ اقتصادي... لكننا لا نعلم حتى الآن».
مع ذلك، أشار إلى أن بيانات «إيه دي بي» تعد مؤشراً متوسط الدقة مقارنة بالأرقام الرسمية المنتظرة يوم الخميس، والتي قد تحدد اتجاه السياسة النقدية للفترة المقبلة.
في حال أكدت البيانات الرسمية يوم الخميس هذا التباطؤ، قد يتجه الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة أسرع من المتوقع، وقال سرحان: «هذا ليس بالضرورة خبراً إيجابياً... لأن السبب في خفض الفائدة حينها سيكون تباطؤ سوق العمل، ما يشير إلى تباطؤ الاقتصاد الأميركي ككل».
في هذه الأثناء، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 4.29% مقابل 4.24% في جلسة الثلاثاء، ما يعكس تزايد الترقب في سوق السندات.
على صعيد التجارة العالمية، يراقب المستثمرون من كثب المحادثات التي تجريها واشنطن مع عدة دول لتفادي فرض الرسوم الجمركية التي كان الرئيس ترامب قد أعلن عنها في مطلع أبريل، قبل أن يعلق تطبيقها مؤقتاً حتى 9 يوليو.
وقال سرحان: «الأسواق ليست قلقة كثيراً من تصاعد الرسوم الجمركية حالياً، بل تتعامل مع الوضع على أنه سباق مع الزمن لمعرفة من سيتمكن من التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء المهلة».
في قائمة أبرز التحركات، ارتفعت أسهم شركة «تسلا» بنسبة 3.11% إلى 310.05 دولار بعد إعلان أرقام مبيعاتها العالمية التي جاءت متوافقة مع توقعات المحللين.
ورغم أن مبيعات الشركة تراجعت بنسبة 13.5% خلال الربع الثاني من العام في ظل المنافسة الشديدة، إلا أن النتائج جاءت في إطار التوقعات، وكانت أسهم «تسلا» قد تراجعت بشدة في الجلسة السابقة بعد تصاعد الخلاف بين إيلون ماسك والرئيس ترامب حول السياسات المالية الأميركية.
أما شركة «كونستيليشن براندز» - مالكة علامتي «كورونا» و«موديلو» - فحققت مكاسب بنسبة 1.80% إلى 169.41 دولار رغم نتائج فصلية جاءت دون التوقعات.
في المقابل، سجلت أسهم شركة التأمين الصحي «سنتين» هبوطاً حاداً بنسبة 35.98% لتغلق عند 36.27 دولار بعد إعلانها تعليق توقعاتها المالية لعام 2025، وهو ما شكل صدمة للمستثمرين.