أرامكو تحذر من خسائر كبيرة في قطاع النفط
أعنلت شركة أرامكو، أكبر منتج للنفط في العالم، في الأسابيع القليلة الماضية عن مجموعة من التوسعات وصفقات الاستحواذ، والتي أكدت عزم أرامكو السعودية ضخ مزيد من الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز في الفترة المقبلة.
ورغم أن توجهات قادة العالم في الفترة الحالية تصب في اتجاه التخلص من مصادر الطاقة القديمة والوصول إلى الحياد الكربوني، إلا أن هذا التوجه يأتي مع تحذيرات متكررة من صناع القرار في قطاع الطاقة، بأن قطاع النفط لا يزال يحتاج لاستثمارات ضخمة مع تأكيد أن الاعتماد على النفط لا يزال هو الأساس في قطاع الطاقة.
توازن السوق
ومنذ قليل، أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، على هامش مؤتمر منتدى معلومات الطاقة بلندن" إنرجي إنتليجنس"، اليوم الثلاثاء، أن سوق النفط تشهد توازنا على الرغم من التباطؤ الاقتصادي.
خسائر كبيرة
وقال أمين الناصر: "إذا لم تستثمر الأسواق في النفط والغاز ، فسوف تفقد ما بين 5-7 ملايين برميل من النفط يوميا".
وأضاف رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين: "هناك طاقة فائضة تبلغ 3 ملايين برميل يوميا بسوق النفط اليوم".
اقرأ أيضًا- داماك العقارية تمنح عقدًا جديدًا بـ 136 مليون دولار
مستعدون للرفع
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة النفط السعودية: " إن الطاقة الفائضة لدى شركة أرامكو حاليًا حوالي ثلاثة ملايين برميل يوميا.
وأضاف ناصر في منتدى معلومات الطاقة بلندن أن أرامكو قادرة على زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط في غضون أسبوعين إذا لزم الأمر مع استمرار ارتفاع الطلب العالمي.
كوب 28
وأشار الناصر إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ هذا العام (كوب28)، ينبغي أن يركز على خفض الانبعاثات من الوقود الأحفوري وليس خفض إنتاج هذا الوقود.
وقال الناصر: "يجب أن يكون التركيز على الانبعاثات، بينما التركيز اليوم لا ينصب على الانبعاثات فحسب، بل على أننا نحتاج إما إلى إيقاف (الطاقة) التقليدية أو إبطائها بشدة".
وأضاف الناصر: "أن مصادر الطاقة المتجددة وحدها، لا يمكنها تحمل عبء الطلب العالمي على الطاقة، مشيرًا إلى أن خفض إنتاج النفط والغاز سيؤدي إلى نقص الطاقة وارتفاع الأسعار".
الوقود الأحفوري
وقال الرئيس التنفيذي لشركة النفط السعودية: "إن التركيز يجب أن ينصب على المزيد من احتجاز الكربون وتخزينه، وتحسين كفاءة إنتاج المواد الهيدروكربونية لتقليل انبعاثاتها".
بينما أكد وزراء مناخ في دول الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين إنهم سيضغطون من أجل التوصل إلى أول اتفاق عالمي للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، الذي يسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مؤتمر كوب28.
ومع ذلك، فإن الدول بعيدة جدا عن سد الفجوة بين أولئك الذين يطالبون باتفاق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وبين الدول التي تصر على الحفاظ على دور الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
لا بد من الاستثمار
وأكد أمين الناصر أنه لا بد من مواصلة الاستثمار في قطاع النفط والغاز وذلك لتلبية الطلب المتزايد.
وأشار رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، إلى أن الطلب العالمي على النفط سيصل 103 ملايين برميل يوميا، في النصف الثاني من عام 2023.
ولفت أمين الناصر إلى ضرورة التركيز على الحد من انبعاثات الطاقة التقليدية، خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب28.
الغاز الطبيعي
وأشار الرئيس التنفيذي لمجموعة أرامكو السعودية، إلى أن الشركة تتطلع لمزيد من الاستثمارات في الغاز الطبيعي المسال.
ووفقًا لتصريحات الناصر اليوم الثلاثاء، على هامش مؤتمر إنرجي إنتليجنس، تسعى أرامكو لتعزيز خططها لتصبح لاعبا رئيسيا بسوق الغاز المنقول بحرا.
استثمارات إضافية
وقال أمين الناصر: " الغاز الطبيعي المسال مهم، لذلك تتطلع أرامكو لاستثمارات إضافية قيد الإعداد حاليا".
ولفت الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية إلى أن شركته، تسعى لكي تكون من أحد اللاعبين الرئيسيين في الغاز الطبيعي المسال بالسوق.
اقرأ أيضًا- ماسك يربح 1.3 مليون دولار كل ساعة.. وبيزوس يزيح ملك الموضة
استحواذ ميد أوشن
وفي نهاية الشهر الماضي أعلنت أرامكو عن توقيعها اتفاقية نهائية حول الاستحواذ على حصة أقلية في شركة الغاز الطبيعي المسال ميد أوشن للطاقة المملوكة لشركة الاستثمار الأمريكية EIG Partners.
ووفقًا لبيان أرامكو تم الاستحواذ مقابل 500 مليون دولار أميركي، مع خيار لزيادة حجم الأسهم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر، حينذاك :"إن هذه الصفقة عززت علاقة أرامكو مع مجموعة شرق آسيا والغاز، سيكون مهما في تلبية حاجة العالم المتزايدة للطاقة الآمنة، والتي يمكن الوصول إليها والأكثر استدامة".
بينما أكد رئيس أرامكو للتنقيب والإنتاج ناصر النعيمي، في بيان، بأن هذا الإجراء يخدم استراتيجية أرامكو السعودية، لتصبح لاعبا عالميا رائدا في مجال الغاز الطبيعي المسال.
صفقة صينية
وفي الوقت ذاته وقبل نهاية سبتمبر الماضي أعلنت أرامكو، أنها وقعت اتفاقية تعاون إطارية للدخول في مباحثات تتعلق بالاستحواذ على حصة تصل إلى 10% في مجموعة جيانجسو شينجهونج الصينية لصناعة البتروكيميائيات المحدودة، وهي شركة تابعة ومملوكة بالكامل لشركة إيسترن شينجهونج في الصين.
وأوضحت أرامكو أن الاتفاقية تخضع للتقييمات والموافقات اللازمة، وأن شركة شينجهونج للبتروكيميائيات، تمتلك وتدير مجمعا متكاملا للتكرير والبتروكيميائيات بطاقة إنتاجية تبلغ 320 مليون برميل يوميا، ومجمعًا لتحويل الميثانول إلى الأوليفينات ومشتقاتها.
وأشارت أرامكو إلى أنه بموجب اتفاقية التعاون الإطارية، تعتزم أرامكو السعودية تزويد الشركة الصينية بالنفط الخام والمواد الخام الأخرى، كما تعتزم أرامكو السعودية وشركة شينجهونج للبتروكيميائيات، التعاون لتنفيذ مشروع توسعة كبير، رهنا بما ستفضي إليه المشاورات بين الطرفين وإبرام اتفاقيات نهائية ملزمة.
استثمار إسماكس
وفي وقت سابق، توصلت أرامكو السعودية لاتفاقية استحواذ كامل مع شركة توزيع الوقود إسماكس Esmax Distribucion في تشيلي.
وجاء الاستثمار في إطار سعي الشركة السعودية عمليات التكرير والكيميائيات بجميع أنحاء العالم.
ومن شأن صفقة الاستحواذ أن تساعد أرامكو على تأمين منافذ جديدة لمنتجاتها النفطية، ويسمح للشركة السعودية بفتح أسواق جديدة لزيوت التشحيم بعد أن استحوذت أرامكو على أعمال البترول لشركة Valvoline Inc مقابل 2.65 مليار دولار بوقت سابق من هذا العام.