ترامب يعتزم منع وصول نفط روسيا للمشترين
الولايات المتحدة تلوح بسلاح العقوبات الثانوية
هبطت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، لتتخلى عن جانب كبير من مكاسب الأسبوع الماضي، بعد مهلة الـ50 يوماً التي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن منحها لروسيا، لإنهاء الحرب الدائرة منذ فبراير 2022 في أوكرانيا.
في أقل من يومين، تراجعت أسعار النفط من ذروة 3 أسابيع التي كانت لامستها لفترة وجيزة أمس الاثنين، ليهبط الخام القياسي حوالي 3 دولارات دفعة واحدة نزولاً من مستويات فوق 71 دولاراً للبرميل إلى مستويات فوق 68 دولاراً للبرميل.
◄ في وقت مبكر من تعاملات أمس الاثنين، عكست أسعار النفط اتجاهاً هابطاً استهلت عليه التداولات، وقفزت ما يقرب من 2%، ليقفز الخام القياسي فوق مستويات 71 دولاراً ، وسط أنباء عن موافقة واشنطن تسليم صواريخ باتريوت للجانب الأوكراني.
◄ إلا انه وبعد ساعات قليلة من تلك الأنباء، أعلن الرئيس الأميركي عن خطوتين تهدفان إلى الضغط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا، بما في ذلك إرسال أسلحة جديدة إلى كييف وتهديد موسكو بعقوبات اقتصادية إذا لم يتم التوصل إلى السلام خلال 50 يوماً.
◄ في غضون ذلك، هدّأت مهلة الخمسين يوماً التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لروسيا لإنهاء الحرب على أوكرانيا وتجنب فرض عقوبات عليها من مخاوف السوق بشأن انقطاع الإمدادات خلال الفترة المقبلة.
◄ انخفضت العقود الآجلة، تسليم سبتمبر، لخام برنت القياسي 0.55 دولار في البرميل، أو ما يعادل 0.7% وصولاً إلى مستويات 68.6 دولار للبرميل، بحلول الساعة الـ8:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أغسطس حوالي 0.65 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.9% وصولاً إلى مستويات 66.27 دولار.
◄ عند إغلاق أمس، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.15 دولار أو 1.63% إلى مستويات 69.21 دولار للبرميل، وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.47 دولار أو 2.15% إلى 66.98 دولار للبرميل.
◄ في نهاية الاسبوع، زادت العقود الآجلة لخام برنت 1.72 دولار أو 2.5% إلى 70.36 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.88 دولار أو 2.8% إلى 68.45 دولار للبرميل.
◄ بينما ارتفع خام برنت بنسبة 3.1% خلال الأسبوع في حين حقق خام غرب تكساس الوسيط الأمير يكي مكاسب أسبوعية بنحو 2.2%.
كتبت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق لدى «فيليب نوفا» في مذكرة: «موقف ترامب الأكثر اعتدالاً بشأن العقوبات على النفط الروسي هدأ المخاوف بشأن أزمة في الإمدادات، في وقت تستمر فيه خطته للرسوم الجمركية في تأجيج الضغوط الاقتصادية».
كما كتب محللون لدى بنك «آي.إن.جي» في مذكرة اليوم الثلاثاء إنه إذا مضى ترامب ونفذ العقوبات التي لوح بها "فسيغير ذلك توقعات سوق النفط بشكل جذري.
قال محللو بنك «آي.إن.جي»: «الصين والهند وتركيا هي أكبر مشتري النفط الخام الروسي، وسيتعين على هذه الدول الموازنة بين فوائد شراء النفط الخام الروسي بأسعار مخفضة وعائدات صادراتها إلى الولايات المتحدة».
بعد ثمانية أشهر من المفاوضات مع أوروبا، أعلن الرئيس عن الخطة أمس، خلال اجتماع مع الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في المكتب البيضاوي، وحدد الرئيس موعداً نهائياً جديداً لروسيا، مهدداً بعواقب تجارية في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا خلال 50 يومًا.
قال ترامب: «سنفرض تعريفات جمركية صارمة للغاية إذا لم نتوصل إلى اتفاق خلال 50 يوماً». وأضاف: «التعريفات الجمركية التي تصل إلى حوالي 100% تُسمى تعريفات ثانوية، أنتم تفهمون ما يعنيه ذلك، استخدم التجارة لأغراض كثيرة، لكنها مفيدة لتسوية الحروب أيضاً».
أوضح البيت الأبيض في بيان أن الرئيس عندما أشار إلى الرسوم الجمركية الثانوية، كان يقصد فرض رسوم جمركية كاملة على روسيا وعقوبات ثانوية على الدول الأخرى التي تشتري النفط الروسي.
لفت بيان البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة تجري معاملات تجارية محدودة للغاية مع روسيا؛ ما يجعل العقوبات الثانوية العنصر الأكثر تأثيراً.
قال مات ويتاكر، السفير الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو): «إنها عقوبات ثانوية، إنها عقوبات على الدول التي تشتري النفط من روسيا، لذا، فالأمر لا يتعلق بمعاقبة روسيا، بل يتعلق بفرض رسوم جمركية على دول، مثل: الهند والصين، التي تشتري نفطها، سيؤثر هذا بشكل كبير في الاقتصاد الروسي».
يأتي ذلك بينما يقترب مبعوثو الاتحاد الأوروبي من الاتفاق على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات على روسيا، والتي ستشمل خفض سقف أسعار النفط.