ويؤدي عدم اليقين بشأن قرار أسعار الفائدة وتأرجح الدولار تزامنًا مع البيانات السلبية من الصين بضرب سياج من المخاوف حول مستقبل الطلب في الأسواق.
وانخفضت أسعار النفط الخام خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس، ليرتاجع خام نايمكس الأميركي عقود أكتوبر بحوالي 0.4% أو ما يعادل 0.3 دولار إلى مستويات 78.6 دولار.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أكتوبر بحوالي 0.35% أو ما يعادل 0.3% نزولًا إلى مستويات دون الـ 83 دولار للبرميل.
وبنهاية تعاملات أمس الأربعاء تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة في حدود 1% أو ما يعادل 0.85 دولار نزولًا إلى 83.21 دولارًا للبرميل.
و انخفضت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف بنسبة 0.9% أو ما يعادل 0.8% دولار إلى 78.89 دولارًا للبرميل، وهو أقل مستوى في شهر.
وكشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن انخفاض كبير في مخزون النفط الخام الأميركي الصادربحوالي 6.135 مليون برميل.
جاء ذلك مقابل توقعات الأسواق بتحقيق تراجع في حدود 2.850 مليون برميل.
وأظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي أن مخزونات الخام الأميركية انكمشت بمقدار 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 أغسطس، مقابل توقعات بانخفاض قدره 2.9 مليون برميل.
بينما شهدت مخزونات نواتج التقطير، وهي مؤشر رئيسي للطلب على الوقود، زيادة بنحو 2 مليون برميل، في حين تقلصت مخزونات البنزين قليلاً.
وبعد أن شهدت انخفاضًا قياسيًا في أوائل أغسطس، ارتفعت المخزونات الأميركية أو شهدت وتيرة تراجعات أبطأ في الأسابيع الأخيرة.
وهو ما يشير إلى أن الطلب سيهدأ مع نهاية موسم الصيف. كما أعاقت الظروف الجوية القاسية في جميع أنحاء البلاد السفر.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس إن.إس تريدنج، وهي وحدة تابعة لنيسان للأوراق المالية: "من المتوقع أن تطغى المخاوف إزاء ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الطلب في الصين على تقليص المعروض من أوبك+ في المدى القصير".
ويعتبر الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، حاسما لدعم الطلب على النفط خلال بقية العام،حيث أدى نموها الضعيف إلى إصابة الأسواق بخيبة الأمل في ظل تحفيز من الدولة جاء دون التوقعات، وفقًا لكيكوكاوا.
وفي المقابل تواجه توقعات تراجع الطلب بشح الإمداد بعدما تطوعت السعودية بخفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا أخرى من يوليو إلى نهاية سبتمبر، وتعتزم روسيا خفض الصادرات في أغسطس بمقدار 500 ألف برميل يوميا.
وقال رئيس إن إس تريدينغ : "يتردد المستثمرون في اتخاذ مراكز كبيرة قبل ندوة جاكسون هول، حيث يريدون العثور على أدلة للخطوة التالية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي".
وفي غضون ذلك ارتفع مؤشر الدولار خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء لأاعلى مستوى في شهرين، وهو ما يرفع من تكلفة نقل وشراء النفط المسعر بالدولار على المستوردين.
ويرى محللو إيه إن زد أن المخاوف من أن الاقتصاد الصيني المتعثر سوف يؤثر في الطلب تواجه محفزات شح المعروض التي استقبلتها الأسواق.
ورجح خبراء إيه إن زد أن يواصل ضغط الأسعا رغم التوقعات بانخفاض مخزونات الخام في مركز كوشينغ الأميركي.
وفي الوقت ذاته يرى محللو بنك الكومنولث الاسترالي أن البيانات الصينية السلبية المستمرة ستزيد من احتمالية زيادة إجراءات التحفيز.
وفي غضون ذلك رجح خبراء البنك أن يشهد النفط زيادة على الطلب من الصين ما يؤدي إلى قفزة في أسعار النفط، بيد أن هذا يأتي رهنًا بقوة التحفيز.