تراجعت أسعار النفط نحو 4%، اليوم الاثنين، بعد أن شنت إيران هجوماً على قاعدة عسكرية أميركية في قطر، رداً على الضربات الأميركية التي استهدفت منشآتها النووية، في تصعيد خطير للتوترات في الشرق الأوسط، لكنه لم يؤثر حتى الآن في حركة شحن النفط والغاز عبر مضيق هرمز.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.91 دولار أو 3.8% لتسجل 74.09 دولار للبرميل عند الساعة 13:13 بتوقيت نيويورك (17:13 بتوقيت غرينتش). كما تراجع الخام الأميركي «غرب تكساس الوسيط» بواقع 2.80 دولار أو 3.8% إلى 71.06 دولار.
وأفاد شاهد عيان لوكالة «رويترز» بسماع دوي انفجارات فوق العاصمة القطرية الدوحة، الاثنين، بعد أن تحدث دبلوماسي غربي عن تهديد إيراني «جدي» يستهدف قاعدة «العديد» الجوية الأميركية في قطر منذ منتصف اليوم.
وقال جون كيلداف، الشريك في شركة «أغين كابيتال»، إن «تدفقات النفط ليست الهدف الرئيس في الوقت الراهن ومن غير المرجح أن تتأثر. من المرجح أن تكون الردود الإيرانية عسكرية ضد القواعد الأميركية أو ضد أهداف مدنية إسرائيلية».
وأعلنت قطر إغلاق مجالها الجوي، بينما أظهرت بيانات موقع «فلايت رادار» أن المجال الجوي للإمارات أيضاً شهد قيوداً في الحركة الجوية بناءً على مسارات الرحلات وسجلات المراقبة.
وفي تصريح تصعيدي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه «دمّر» المواقع النووية الإيرانية الرئيسة خلال ضربات شنتها الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، بالتزامن مع هجمات إسرائيلية جديدة استهدفت طهران وموقع فوردو النووي، يوم الاثنين.
وأظهرت بيانات تتبع السفن أن ناقلتي نفط عملاقتين غيّرتا مسارهما قرب مضيق هرمز عقب الضربات الأميركية ضد إيران، في وقت دفعت فيه العديد من السفن، بعد أكثر من أسبوع على العنف في المنطقة، إلى تسريع حركتها أو تعديل مساراتها كإجراء احترازي.
ويمثل مضيق هرمز معبراً لنحو خُمس إمدادات النفط العالمية، لكن المحللين يرون أن احتمال إغلاقه بالكامل يبقى منخفضاً.
واعتبرت شركة «إنرجي أسبكتس» أن الهجوم الإيراني على قاعدة عسكرية أميركية محصنة قد يشكل «خطوة أولى نحو التهدئة» بشرط ألا تسفر الهجمات عن سقوط قتلى أميركيين، مضيفة أنه «في حال غياب مؤشرات على ردود إيرانية إضافية أو تصعيد من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة، فقد يتلاشى جزء من علاوة المخاطر الجيوسياسية في الأيام المقبلة».
وأكدت السلطات القطرية عدم وقوع ضحايا جراء الهجوم على القاعدة الأميركية.
من جانبها، قالت إيران، ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة «أوبك»، إن الضربات الأميركية على منشآتها النووية توسّع قائمة الأهداف المشروعة للقوات الإيرانية، ووصفت ترامب بأنه «مغامر» لانخراطه في الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد طهران.
وفي موازاة ذلك، دعا ترامب عبر منصته «تروث سوشيال» وزارة الطاقة الأميركية إلى «الحفر، الحفر، الحفر» قائلاً: «أريد ذلك الآن»، في إشارة إلى رغبته في إبقاء أسعار النفط منخفضة وسط مخاوف من أن تؤدي المعارك في الشرق الأوسط إلى ارتفاع الأسعار.
ولا يزال المستثمرون يقيّمون حجم علاوة المخاطر الجيوسياسية، إذ لم تؤدِ الأزمة في الشرق الأوسط حتى الآن إلى تراجع فعلي في الإمدادات.
وتوقعت «إتش إس بي سي» ارتفاع أسعار خام برنت إلى أكثر من 80 دولاراً للبرميل إذا زادت احتمالات إغلاق مضيق هرمز، لكنها أشارت إلى أن الأسعار قد تعود للتراجع إذا تلاشت هذه المخاطر.
وفي العراق، أعلنت شركة «بصرة للنفط» الحكومية أن شركات نفط دولية كبرى، من بينها «بي بي»، و«توتال إنرجيز» و«إيني»، أخلت بعض موظفيها من مواقع العمل في الحقول النفطية كإجراء احترازي.