تحليل إخباري
تحليل إخباريخلال توقيع مذكرات التفاهم

التقاط الغاز .. القصة الكاملة لمشروع أميركي عراقي يزعج إيران

رغم الموافقة الأخيرة التي منحتها واشنطن للعراق على تمديد اتفاق استيراد الغاز من إيران والذي تعتمد عليه بغداد لتوليد ما يقرب من ثلث الكهرباء المستخدمة في البلاد، يبدو أن الإدارة الأميركية قررت المضي قدمًا في تنفيذ حزمة ضخمة من المشروعات التي تحول دون الاعتماد على الغاز الإيراني.

يعيش العراق الذي يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة بشكل يومي انقطاعا متكررا للكهرباء قد يصل إلى 10 ساعات، ويزيد الأمر سوءا ارتفاع درجات الحرارة حتى 50 درجة مئوية خلال الصيف.

ويعود الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في العراق إلى تردي البنية التحتية، والذي يعاني منه العراق بسبب عقود من النزاعات والفساد وسوء الإدارة بحسب بيانات رسمية كشفت عنها السلطات العراقية.

ورغم أن العراق بلد غني بالنفط فإن المحطات الكهربائية في العراق تعتمد بشكل كبير على الغاز المستورد من إيران، والتي تنقطع الإمدادات مرارا، ما يزيد الانقطاعات المتكررة للكهرباء.

ولعلاج انقطاع الكهرباء تحتاج المحطات العراقية إلى إنتاج 32 ألف ميغاوات يوميا، لكن الإنتاج ما زال بعيدا عن ذلك وإن وصل في بعض الأحيان إلى 26 ألف ميغاوات، وفق السلطات العراقية.

وقعت شركات عراقية وأميركية سلسلة من الاتفاقيات لالتقاط الغاز الطبيعي
وزارة الطاقة الأميركية
بيان عراقي

وقالت الحكومة العراقية في بيان رسمي: "رعى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مراسم توقيع مذكرات تفاهم بين وزارتي النفط والكهرباء وصندوق العراق للتنمية وشركات أميركية".

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان: "إن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني رعى مراسم توقيع مذكرات تفاهم بين وزارتي النفط والكهرباء وصندوق العراق للتنمية وشركات أميركية، وكذلك القطاع الخاص العراقي مع عدد من الشركات الأميركية في مجال الطاقة والصناعة الدوائية".

اقرأ أيضاً- الإمارات وكوستاريكا توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة
التقاط الغاز

وبحسب بيان لوزارة الطاقة الأميركية وقعت شركات عراقية وأميركية سلسلة من الاتفاقيات لالتقاط الغاز الطبيعي الذي عادة ما يتم حرقه في حقول النفط العراقية واستغلاله في إنتاج الكهرباء محليا.

وفي وقت سابق أكدت الخارجية الأميركية على أن تعزيز استقلال العراق في مجال الطاقة وتقليل اعتماده على إيران هدفا رئيسيا للسياسة الخارجية الأميركية.

تعزيز استقلال العراق في مجال الطاقة وتقليل اعتماده على إيران هدفا رئيسيا
الخارجية الاميركية
شراء الكهرباء

ويعد العراق أحد أكبر منتجي النفط والغاز في العالم لكن حقوله عانت لسنوات من نقص الاستثمار. ومنذ عام 2018 تضطر واشنطن لإصدار إعفاءات للعراق من العقوبات المفروضة على إيران بما يسمح لبغداد بشراء كهرباء من إيران.

ويمكن أن يساعد التقاط الغاز وحرقه لاستخدامه في إنتاج الكهرباء في مكافحة تغير المناخ أيضا، إذ أن حرقه يهدر الوقود ولا يسهم في تقليل الطلب على إمدادات الغاز فقط بحسب بيان وزارة الطاقة الأميركية.

اقرأ أيضاً- الفيدرالي فقد السيطرة.. هل ضل الطريق؟
تفاصيل الاتفاق

وتهدف الاتفاقيات، التي تم توقيعها في واشنطن بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ومسؤولين أميركيين، إلى التشجيع على الاستثمار في معالجة 300 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي في حقل بن عمر النفطي.

ووقعت شركة غاز الحلفاية التابعة لمجموعة ربان السفينة العراقية اتفاقية مع شركة غاز الجنوب العراقية للاستثمار في معالجة الغاز.

ومن بين الشركات الأميركية التي وقعت مذكرات تفاهم مع كيانات عراقية بشأن المشاريع شركة كيه.بي.آر وبيكر هيوز وجنرال إلكتريك، ولم تفصح الشركات عن القيمة النقدية المتوقعة للاتفاقيات.

وتتعلق الاتفاقيات أيضا بمد خطوط أنابيب بطول 400 كيلومتر لنقل الغاز، ومنشأة بحرية للتصدير، ومحطة لمعالجة الغاز، وغير ذلك من المرافق.

الاستثمار في البنية التحتية الجديدة للطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة هدفًا رئيسًا لتلك المشروعات
وزارة الطاقة الأميركية
بيان مشترك

وبحسب بيان مشترك صادر عن الولايات المتحدة والعراق خلال زيارة السوداني لواشنطن هذا الأسبوع فإن العراق يمتلك القدرة على الاستفادة من موارد الغاز الطبيعي الهائلة.

وأكدت وزارة الطاقة الأميركية على أن الاستثمار في البنية التحتية الجديدة للطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة هدفًا رئيسًا لتلك المشروعات بحلول عام 2030.

اقرأ أيضًا- النفط يلتقط أنفاسه بعد أنباء عن عقوبات على فنزويلا وإيران
خلال عامين

وقال جيفري بيات مساعد وزير الخارجية لمكتب موارد الطاقة بوزارة الخارجية الأميركية: "إنه سيتم تطوير المشاريع خلال العامين المقبلين عبر التعاون بين الشركات الاميركية والعراقية"..

وأضاف مساعد وزير الخارجية لمكتب موارد الطاقة الأميركية: "العراق لم يستثمر بالشكل الكافي على مدار سنوات عديدة في قطاع النفط والغاز".

وأكد جيفري بيات أن قطاع النفط والغاز في العراق يتمتع بالعديد والكثير من الإمكانات التي يمكن الاستفادة منها وتطويرها الان".

العراق لم يستثمر بالشكل الكافي على مدار سنوات عديدة في قطاع النفط والغاز
جيفري بيات
توقف الغاز الإيراني

بدأت إيران تصدير الغاز إلى العراق منذ عام 2017، وبموجب العقد المبرم بين الجانبين تقوم إيران بتزويد العراق بمتوسط 25 مليون متر مكعب من الغاز يوميا.

وخلال السنوات الماضية، وبسبب العجز الحاد في الغاز في الشتاء، قلصت إيران تصدير الغاز إلى العراق، وفي بعض الأسابيع أوقفت تدفق الغاز الإيراني تماما مما تسبب في أزمة الكهرباء في العراق.

ويتم إنتاج نحو ثلث الكهرباء في العراق بواسطة محطات الطاقة الحرارية، التي تعمل بالغاز المستورد من إيران.

وقال السفير الأميركي في العراق في الشهر الماضي إن الولايات المتحدة تحاول تقليل اعتماد العراق على الكهرباء والغاز المستوردين من إيران.

اقرأ أيضًا- اقتصاد بريطانيا في محنة.. ثاني أسوأ أداء بين الـ7 الكبار
موافقة أميركية

وأعلن وزير الكهرباء العراقي في الشهر الماضي أنه بموجب اتفاقية جديدة بين إيران والعراق، من المفترض أن يسلم العراق "النفط الأسود" وقود المازون مقابل الغاز الإيراني.

وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية، 27 مارس، توقيع عقد جديد لاستيراد الغاز من إيران مدته 5 سنوات، وأوضحت أن حجم واردات الغاز سيصل إلى 50 مليون متر مكعب يوميا.

جاء ذلك بعد ان وافقت الادارة الأميركية في وقت سابق من مارس، على منح بغداد إعفاءات جديدة ليدفع مستحقات إيران المالية مقابل شراء الغاز المصدر للعراق لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية.

الولايات المتحدة تحاول تقليل اعتماد العراق على الكهرباء والغاز المستوردين من إيران
السفير الأميركي في العراق
إعفاء من العقوبات

وتم توقيع الاتفاق الأخير بعد تذليل العوائق التي حالت دون دفع العراق ديونه لإيران حيث ستتمكن طهران من استلام أكثر من 10 مليارات دولار من ديونها المجمدة بسبب العقوبات.

وبحسب وسائل إعلام أميركية تنص آلية الإعفاء من العقوبات التي تواجه معارضة شديدة من الحزب الجمهوري في الكونغرس، تسمح للعراق بتحويل مستحقات إيران المالية مقابل الكهرباء عبر دول ثالثة".

وتجدد أميركا رخصة استيراد العراق للكهرباء والغاز من إيران كل ستة أشهر، وتودع الحكومة العراقية الأموال بالدينار العراقي في الحساب البنكي الإيراني في البنك التجاري العراقي.

وفي الصيف الماضي، منحت أميركا الإذن لإيران باستخدام هذه الأموال لاستيراد بضائع من دولة ثالثة، لكن الدينار العراقي ليس له أي استخدام في المعاملات الدولية.

اقرأ أيضاً- أوروبا تتفوق على واشنطن في معركة التضخم

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com