اقتصاد بريطانيا في محنة.. ثاني أسوأ أداء بين الـ7 الكبار
يبدو أن اقتصاد المملكة المتحدة يمر بأزمة ضارية مع استمرار معدلات التضخم في البلاد أعلى من نظيرتها في دول الاتحاد الأوروبي جنبًا إلى جنب وعلامات التباطؤ الاقتصادي التي تتزايد في ظل أسعار الفائدة المرتفعة.
وفي غضون ذلك، كشفت أحدث توقعات لصندوق النقد الدولي تخفيض توقعات النمو في بريطانيا لعام 2024 بمقدار 0.1 % إلى 0.5 % حيث تكافح البلاد مع ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم المرتفع المستمر.
صدمات متتالية
وفي المقابل، يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض متوسط التضخم الأساسي العالمي إلى 2.8 % بحلول نهاية 2024 من 4% العام الماضي وإلى 2.4 % في 2025.
فيما أكد أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا أن بلاده لا تزال تشهد امتداداً لعملية الخروج من صدمات العرض الكبيرة التي تعرضت لها سواء من تأثير الحرب، أو تأثير الخروج من كوفيد، وذلك على هامش اجتماعات الصندوق.
وفي الوقت ذاته، كشفت توقعات الصندوق عن رفع توقعاته لعام 2024 للنمو الاقتصادي الأميركي إلى 2.7% بزيادة 0.6 نقطة مئوية على التوقعات السابقة في يناير.
اقرأ أيضاً- أوروبا تتفوق على واشنطن في معركة التضخم
تحديات مختلفة
وعلى هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي أكد أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا منذ قليل أنه شهد أدلة قوية على أن عملية خفض التضخم لا تزال تشق طريقها حيث تظل أسعار الفائدة في المملكة المتحدة عند أعلى مستوى لها منذ 15 عامًا عند 5.25%.
جاء ذلك بعد ساعات من كشف صندوق النقد الدولي عن توقعات جديدة تتنبأ بأن المملكة المتحدة ستحقق نموًا أبطأ هذا العام مما كان يعتقد سابقًا وستظل ثاني أسوأ أداء في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
وحذرت الوكالة المالية التابعة للأمم المتحدة أيضا من أن تصاعد الصراع في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة في جميع أنحاء العالم يوم الثلاثاء.
أسعار الفائدة
وعلى هامش اجتماعات الصندوق قال بيلي: "أنا أتفق مع توقعات صندوق النقد الدولي إلا أننا نشهد إشارات مشجعة للغاية على تعافي الاقتصاد وتراجع التضخم".
وفي الوقت ذاته، قال محافظ بنك إنجلترا: "في المملكة المتحدة، نحن نشعر بالاستياء إزاء التوظيف الكامل، ولكنني أرى الآن أدلة قوية على أن العملية تسير في طريقها إلى الأمام".
وأوضح بيلي أن الحكم على أسعار الفائدة لا يزال يحتاج إلى رؤية مزيد من الثقة بشأن مسار نزولي للتضخم، ولفت إلى أن ذلك يأتي وسط توقعات ضعيفة من الأسواق المالية في الأسابيع الأخيرة بشأن مدى سرعة قيام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة.
وأكد بيلي أيضًا أن المملكة المتحدة والدول الأوروبية الأخرى تشهد تحديات مختلفة لصانعي السياسات في الولايات المتحدة، وقال: "أعتقد أن ديناميكيات التضخم مختلفة إلى حد ما بين أوروبا والولايات المتحدة".
اقرأ أيضاً- بنك إنجلترا يلتزم الصبر رغم تباطؤ التضخم
رؤية قاتمة
وقال صندوق النقد الدولي في أحدث تقرير: "إن الاقتصاد العالمي يتجه لعام آخر من النمو البطيء والمطرد في الوقت نفسه".
ولفت الصندوق إلى قوة اقتصاد الولايات المتحدة ستدفع الناتج العالمي ليتجاوز الرياح المعاكسة الناجمة عن استمرار التضخم المرتفع وضعف الطلب في الصين وأوروبا وتداعيات حربين إقليميتين.
وتم تعديل توقعات عام 2024 بالرفع 0.1 % عن تقديرات تقرير آفاق الاقتصاد العالمي السابق في يناير، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المراجعة الصعودية الكبيرة لتوقعات نمو الاقتصاد الأميركي.
تحديات واسعة
وقال كبير خبراء الاقتصاد بالصندوق بيير أوليفييه غورينشاس للصحفيين: "يواصل الاقتصاد العالمي إبداء مرونة ملحوظة مع ثبات النمو وتراجع التضخم، ولكن لا يزال أمامه الكثير من التحديات".
وأضاف كبير خبراء الاقتصاد بالصندوق: "العديد من الدول تحدت التوقعات القاتمة للركود مع قيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم.
وقال غورينشاس إن التضخم يتراجع، لكن التقدم في إعادته إلى أهداف البنك المركزي تباطأ في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى أن البيانات الأميركية الأخيرة تظهر طلبا قويا.
ووفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي فقد تم تخفيض توقعات النمو في منطقة اليورو لعام 2024 إلى 0.8 % نزولًا من 0.9 % في يناير، ويرجع ذلك أساسًا إلى ضعف معنويات المستهلكين في ألمانيا وفرنسا.