تسود حالة من عدم اليقين بشأن توقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً بفعل حالة الغموض التي تفرضها العاصفة المدارية «فرانسين»، والتي قد تتحول إلى إعصار يعطل 60% من الإمدادات الأميركية، وفي الجهة الأخرى يقف الطلب الصيني الضعيف والذي يضغط على الأسعار.
مالت أسعار النفط صوب التراجع بشكل طفيف في التعاملات الصباحية اليوم الثلاثاء، بعد ارتفاعها أمس بنحو 1% وسط مخاوف من أن تتحول العاصفة إلى إعصار من المتوقع أن يضرب ولاية لويزيانا الأميركية يوم الأربعاء، وقد يؤدي إلى تعطيل عمليات الإنتاج والتكرير على امتداد ساحل الخليج بالولايات المتحدة.
وتأتي تحركات النفط اليوم بعدما نزلت نهاية الأسبوع الماضي بحدة لتسجل العقود الآجلة لخام برنت أدنى مستوى منذ ديسمبر 2021، وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط أدنى سعر منذ يونيو 2023.
تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم نوفمبر بحلول الساعة 3:30 صباح اليوم بتوقيت غرينتش بأقل من 0.1% عند مستوى 71.8 دولار للبرميل.
ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر بنسبة في حدود 0.15% عند مستوى 68.62 دولار للبرميل.
وبنهاية تعاملات أمس زادت العقود الآجلة لخام برنت 0.8 دولار أو 1.1% لتسجل 71.84 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.04 دولار أو 1.5% إلى 68.71 دولار.
يوجد على ساحل الخليج الأميركي حوالي 50 إلى 60% من طاقة التكرير الأميركية
إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة
وفقاً للمركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة، من المتوقع أن تشتد العاصفة المدارية «فرانسين» بشكل كبير خلال اليومين المقبلين مع توقعات بتحولها إلى إعصار.
وأعلنت شركة «إكسون موبيل» عن تعليق الإنتاج في منصتها البحرية في هوفر، بينما قررت شركة «شل» تعليق عمليات الحفر في منصتين، كما أغلقت شركة «شيفرون» عمليات إنتاج النفط والغاز في اثنتين من المنصات البحرية التابعة لها.
وفقاً لبيانات المركز الوطني للأعاصير، فإن إنتاج ما لا يقل عن 125 ألف برميل يومياً من الطاقة النفطية على خليج المكسيك معرض لأن يتعطل، بينما يوجد على ساحل الخليج الأميركي حوالي 50 إلى 60% من طاقة التكرير الأميركية إجمالاً وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة.
اتفق تحالف «أوبك+» الأسبوع الماضي على تأجيل زيادة كانت مقررة في إنتاج النفط بمقدار 180 ألف برميل يوميا اعتباراً من أكتوبر لمدة شهرين، بسبب تراجع أسعار الخام.
ولا تزال حالة «القوة القاهرة» تسيطر على الإمدادات الليبية، وعلى تحميل عدة شحنات من الخام من ميناء السدرة النفطي مع استمرار تعطل الإنتاج نتيجة خلاف سياسي حول قيادة «مصرف ليبيا المركزي»، وعائدات النفط، وإن بدت في الأفق بوادر لانتهاء الأزمة.
في المقابل تأتي الإشارات الضعيفة من الصين بشأن تعافي النمو الاقتصادي لتضغط على آفاق نمو الطلب على النفط في أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، مع توجه الصين لاستخدام الوقود منخفض الكربون، إضافة إلى مخاوف الركود التي عادت لتتجدد بفعل بيانات التوظيف المربكة في الولايات المتحدة، وهو ما يربك حسابات الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة.