وبعد ارتفاعات محدودة بنهاية تعاملات أمس نجح خلالها النفط في الوصول إلى أعلى مستوى خلال أسبوعين، جاءت الأسعار على شبه استقرار خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات الخميس استقر الخام الأميركي الخفيف بالقرب من ذروة أسبوعين بدون زيادة تذكر حيث يحوم عند مستويات أعلى الـ 81 دولار للبرميل.
وفي غضون ذلك يحوم خام برنت القياسي أعلى مستويات الـ 85.2 دولار للبرميل دون ارتفاعات تذكر بعد الوصول إلى مستويات قرب الـ 86 دولار في وقت سابق.
وارتفعت الأسعار هذا الأسبوع بفضل الانقلاب العسكري في الجابون، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الذي أثار مخاوف من تعطل في الإمدادات وقدم دعما إضافيا للأسعار أمس الأربعاء.
ويتوقع المحللون أيضا أن تمدد السعودية خفضا طوعيا لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا لشهر ثالث على التوالي في أكتوبر ، إلى جانب التخفيضات التي ينفذها تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة أوبك وحلفاء بقيادة روسيا.
وقالت إيه.إن.زد للأبحاث في مذكرة "الأنباء السيئة كانت جيدة، فقد أدت البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة إلى خفض توقعات رفع أسعار الفائدة مجددا".
بينما توقع محللون في بنك مورغان ستانلي أن أسواق المنتجات المكررة القوية وتخفيضات أوبك الكبيرة ستدعم الأسعار".
و توقع بنك مورغان ستانلي أن تتلقى أسعار خام برنت دعما لتستقر بالقرب من 80 دولاراً للبرميل إذ من المرجح أن تظل سوق النفط تعاني من عجز في النصف الثاني من 2023 قبل أن تعود لتحقيق فائض صغير في العام المقبل.
ويرى المحلل في شركة فوجيتومي للأوراق المالية المحدودة، توشيتاكا تازاوا، إن السحب الأكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام الأميركية يُعد إيجابيًا لسوق النفط، لأنه يشير إلى طلب قوي.
ولفت تازاوا إلى أن مستثمرو العقود الآجلة اشتروا بسبب المخاوف المحيطة بإعصار إداليا، الذي يضرب خليج المكسيك بالقرب من مواقع إنتاج النفط والغاز الطبيعي الرئيسة في الولايات المتحدة.
وقال تازاوا: "المخاوف بشأن إعصار إداليا أدت إلى عمليات شراء جديدة، ما دفعت أسعار النفط إلى تحقيق مكاسب جديدة".
ويمثّل خليج المكسيك البحري نحو 15% من إنتاج النفط الأميركي، و5% من إنتاج الغاز الطبيعي، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
و تلقت أسعار النفط دعمًا من توقعات أن تظل إمدادات النفط محدودة، إذ يتوقع محللون أن تمدد المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، خفض الإنتاج الطوعي البالغ مليون برميل يوميًا حتى أكتوبر.
وفي غضون ذلك توقع مورغان ستانلي أن تخفيضات الإنتاج التي تطبقها أوبك سيكون لها تأثير إيجابي على أسعار النفط في المستقبل القريب.
في المقابل، أدت المخاوف بشأن الطلب على الوقود ووضع الاقتصاد الكلي في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، إلى كبح أسعار النفط، وفقًا لمحللو كابيتال إيكونوميكس.
ويرى محللو كابيتال إيكونوميكس أن الصورة الكبيرة في الصين هي أن مؤشرات الإنتاج المختلفة قد استقرت في الآونة الأخيرة، وقد ينزلق الاقتصاد إلى دوامة هبوطية ما لم يتم تعزيز الدعم السياسي قريبًا.
وصدرت منذ قليل اليوم الخميس، بيانات صينية جديدة وإن جاءت متباينة، إلا انها كشفت عن استمرار انكماش قطاع التصنيع الصيني، حيث جاء للشهر الخامس على التوالي دون مستويات الحياد عند 50 نقطة.
ووفقًا لبيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي في الصين الصادر الاتحاد الصيني للوجستيات والمشتريات (CFLP)، ومركز الصين للتسويق (CLIC) لا يزال القطاع غير قادر على التعافي والوصول إلى معدلات النمو.
كشفت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض مخزونات النفط الأميركية بنحو 10.6 ملايين برميل.
جاء الانخفاض بأعلى من التوقعات التي كانت تشير إلى تسجيل مخزونات النفط انخفاض بنحو 2.2 مليون برميل فقط خلال الفترة نفسها.
وفي الأسبوع قبل الماضي سجلت مخزونات النفط الخام الأميركية انخفاضا بحوالي 6.1 مليون برميل.