تقارير
تقاريرمنجم يورانيوم

لمواكبة الطلب.. كندا تعزز إنتاج اليورانيوم بمنجم جديد

تخطط كندا، ثاني أكبر منتج لليورانيوم في العالم، لفتح منجم عملاق في منطقة ساسكاتشوان، ويتوقع المروجون لهذا المشروع، وهم من شركة التعدين الكندية في فانكوفر، "نيكست جين إنيرجي"، إنشاء أكبر منجم لليورانيوم في العالم، بعمر تشغيلي يصل إلى 24 عاماً، ومن المفترض أن يمثل 23% من إنتاج اليورانيوم العالمي.

وازدهرت في الخمسينيات من القرن العشرين، مدينة صغيرة محاطة بالغابات والبحيرات، وتقع على حدود ساسكاتشوان والقطب الشمالي، ويبلغ عدد سكانها 5000 نسمة، وكان ذلك بفضل مناجم اليورانيوم في أراضيها.

وكانت هذه المدينة تفتخر بكونها تحظى بخدمات تقوم بها طائرة صغيرة و 20 سيارة أجرة وفيها 22 كيلومتراً من الطرق المعبدة وفق صحيفة لو فيغارو.

وتحولت مدينة اليورانيوم هذه، إلى مدينة أشباح منذ أن تم التخلي عن المناجم في الثمانينيات، لكن مقاطعة ساسكاتشوان تحلم مجدداً باستغلال اليورانيوم.

وتقع هذه المنطقة في وسط كندا، وهي أكبر بقليل من فرنسا وتضمّ مليون نسمة، ومن المتوقع أن تستضيف مشروع "روك 1"، لتشغيل منجم ضخم لليورانيوم، في حوض أثاباسكا، على حافة ألبرتا. 

واجتاز روك 1، الذي بدأت أبحاثه في عام 2014، عدة مراحل للموافقة عليه، وخصوصاً تلك التي حصلت عليها في نهاية نوفمبر من حكومة ساسكاتشوان.

وهو ما يجعل البروفيسور جاي مارلو، من معهد الهندسة النووية في كلية البوليتكنيك في مونتريال، يقول إن هذا المشروع سوف يرى النور.

وأضاف: "كل ما ينقصنا هو موافقة لجنة السلامة النووية الكندية. هذا، وتريد الولايات المتحدة تحرير نفسها من اعتمادها على اليورانيوم من روسيا وكازاخستان. وتريد أونتاريو أيضاً إعادة إطلاق برنامجها النووي. ومن ثم، من المحتمل أن يدعم الاثنان المشروع مالياً".

وتوظف صناعة اليورانيوم 1800 شخص في ساسكاتشوان، وتبلغ قيمة إنتاجها ما يزيد قليلاً على مليار دولار سنوياً. 

وتوصلت هذه الشركة إلى اتفاق مع قبيلة  أميركية أصلية، "الدينس"، تسكن بالأراضي القريبة من مناجم اليورانيوم. 

وسيتم توظيف السكان الأصليين من قبل شركة "نيكست جين إنيرجي"، مع العلم بأن رواتب الموظفين في التعدين جيدة جداً.

ولكن تاريخ دخول المنجم في الخدمة لن يحدث قبل عدة سنوات، ومن المتوقع أن يستغرق إنشاء جميع البنية التحتية التشغيلية أربع سنوات. 

وستبلغ تكلفته 1.1 مليار دولار، ويجب أن يدرّ إيرادات سنوية صافية قيمتها  763 مليون دولار، وذلك خلال السنوات العشر الأولى من تشغيل المنجم، حسب تقديرات جاي مارلو.

ويعد مؤيدو المشروع في الوثائق الموجودة على موقعهم على الإنترنت بأن المنجم سيولد 5.6 مليار دولار من الضرائب للحكومة الفيدرالية وحكومات المقاطعات.

وهذا ما يعتبر نعمة لساسكاتشوان، التي تظل رغم ذلك واحدة من أغنى المقاطعات بالموارد الطبيعية. ويأتي حوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي من الإيرادات الناتجة عن المواد الخام. وبالإضافة إلى النفط والمعادن النادرة، يتم استخراج كل اليورانيوم الكندي تقريباً هناك.

وبعد تراجع طفيف في ترتيب المنتجين بين عامي 2016 و2021، كانت كندا في العام الماضي ثاني أكبر منتج لليورانيوم بعد كازاخستان، والثالثة من حيث الموارد المؤكدة كما يؤكد غي مارلو.

ومع ظهور أجيال جديدة من المفاعلات النووية الكبيرة ووصول مفاعلات معيارية صغيرة، من المتوقع أن يزداد الطلب وخاصة سعر هذا المورد في السنوات المقبلة.

وتأمل ساسكاتشوان الاستفادة من هذه الزيادة في الأسعار – التي ارتفعت من 20 دولاراً للرطل الواحد في عام 2020 إلى 80 دولاراً للرطل الواحد في عام 2023 – لجذب شركات جديدة تعمل في مناجم جديدة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com