الأسعار قد تسجل أدنى مستوى فصلي في 5 أعوام
المعروض العالمي قد ينمو بوتيرة تفوق الطلب
يبدو أن أسعار النفط وآفاقه، لن تكون في مصلحة المضاربين على الارتفاع في الفترة المقبلة، مع توالي البيانات والتوقعات غير المرضية والتي تشير إلى زيادة في المعروض وتراجع في الطلب العالمي.
في غضون ذلك تتجه توقعات أغلب المؤسسات الدولية على غرار «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأميركية صوب تراجع في الطلب العالمي على النفط يزامنه زيادة في المعروض والإنتاج تنعكس على انخفاض الأسعار.
في إشارة إلى تراجع الطلب لدى أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم، أظهرت أحدث البيانات أن مخزونات النفط الخام والمقطرات في الولايات المتحدة ارتفعت خلال الأسبوع الماضي، فيما انخفضت مخزونات البنزين.
وفقاً لبيانات معهد البترول، أظهرت البيانات أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 1.52 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من أغسطس، مقارنة بتوقعات الأسواق التي أشارت إلى انخفاض قدره مليون برميل.
◄ ارتفعت مخزونات المقطرات بمقدار 295 ألف برميل، وذلك مقارنة بتوقعات أشارت إلى ارتفاع المخزون بمقدار 500 ألف برميل، وفقاً لبيانات معهد البترول الأميركي.
◄ بحسب بيانات المعهد الأميركي، فقد سجلت مخزونات البنزين انخفاضاً بمقدار 1.78 مليون برميل، وذلك مقارنة بتوقعات انخفاضها بمقدار 600 ألف برميل.
في تقريرها لشهر أغسطس، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن يكون متوسط سعر خام برنت سيبلغ أقل من 60 دولاراً للبرميل في الربع الرابع من عام 2025، وهو أدنى مستوى فصلي منذ عام 2020.
وبررت إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، تزامناً مع نمو المعروض العالمي بوتيرة تفوق نمو الطلب على المنتجات البترولية.
قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إنه وللمرة الأولى منذ بدء نشر توقعات إنتاج «أوبك+» في عام 2023، من المتوقع أن تأتي غالبية الزيادة في الإنتاج العالمي من قبل دول التحالف.
في غضون ذلك قال القائم بأعمال مدير الإدارة، ستيف نالي في التقرير: «هناك حالة من عدم اليقين في سوق النفط، مع توقعات بأن يتجاوز نمو الإمدادات النفطية ارتفاع الطلب».
كما رجحت إدارة معلومات الطاقة أن يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى تراجع أسعار البنزين والديزل في السوق الأميركية، إضافة إلى خفض الإنتاج المحلي من الخام من المستويات القياسية المسجلة خلال العام الجاري.
خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات أسعار النفط في 2026، بنسبة 12%، في حين قلصت تقديراتها للعام الجاري بنسبة أقل، مرجعة ذلك إلى زيادة الإنتاج من جانب تحالف «أوبك+».
ومن المتوقع أن يبلغ متوسط السعر الفوري لخام برنت 51.43 دولار للبرميل خلال 2026، بانخفاض 12% عن تقديرات يوليو الماضي، والبالغة 58.48 دولار.
في حين خفضت إدارة معلومات الطاقة توقعات سعر خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 12.8%، ليصل إلى 47.77 دولار للبرميل في 2026، مقابل التقديرات السابقة البالغة 54.82 دولار للبرميل.
أبقت «أوبك» على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عند 1.3 مليون برميل يومياً هذا العام على أساس سنوي، فيما رفعت تقديراتها لنمو طلب العام المقبل 100 ألف برميل يومياً إلى 1.4 مليون برميل يومياً.
كما خفضت «أوبك» في تقريرها الشهري الصادر أمس، توقعاتها لنمو إمدادات النفط من الدول غير الأعضاء في تحالف «أوبك+» إلى 630 ألف برميل يومياً في عام 2026، مقارنة بـ730 ألفاً متوقعة الشهر الماضي.
انعكست التوقعات القاتمة على تعاملات أمس الثلاثاء، وانخفضت أسعار النفط في ختام تعاملات الثلاثاء، عقب تقرير إدارة معلومات الطاقة الذي توقعت فيه تراجع الأسعار هذا العام، إلى جانب تثبيت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الخام.
عند نهاية تداولات الثلاثاء، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر بنسبة 0.8% أو ما يعادل نصف دولار وصولاً إلى مستويات 66.12 دولار للبرميل.
في حين انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط تسليم سبتمبر بنسبة 1.25% أو ما يعادل 0.8 دولار في البرميل وصولاً إلى 63.17 دولار للبرميل.
تأتي توقعات أسعار النفط بعد قرار مجموعة «أوبك+»، رفع سقف زيادة الإنتاج إلى 547 ألف برميل يومياً خلال سبتمبر المقبل، وذلك مقابل 411 ألفاً في الأشهر الـ3 السابقة.
في غضون ذلك ومع نهاية الشهر المقبل ستكون سوق النفط استقبلت جميع التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، التي بدأت من يناير 2024، وحتى مارس 2025.
ويأتي ذلك في الوقت الذي ينفذ فيه التحالف سياسة إلزامية لخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، إضافة إلى تخفيضات طوعية أخرى، بنحو 1.6 مليون، مستمرة حتى نهاية 2026.