تونس تستضيف المؤتمر الإقليمي للصحة الواحدة بمشاركة وزراء ومنظمات

تستضيف العاصمة التونسية المؤتمر الإقليمي للصحة الواحدة لمنطقة الشرق الأوسط، يومي 14 و15 يونيو 2025م، وذلك بالشراكة مع البنك الدولي والمجموعة الرباعية للعمل من أجل الصحة الواحدة والتي تتألف من أربع وكالات رئيسية، هي: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.

ويشهد المؤتمر الإقليمي رفيع المستوى على مدى يومين حضور عدد من الوزراء وخبراء الصحة وشركاء التنمية وممثلي المجتمعات المحلية، لمناقشة وتعزيز سبل التعاون بين قطاعات الصحة البشرية والحيوانية والبيئية. وسيتناول المشاركون أبرز التحديات، من بينها مقاومة مضادات الميكروبات، ومخاطر الصحة المرتبطة بالمناخ، وانعدام الأمن الغذائي، والأمراض الحيوانية المنشأ، والحاجة الملحة إلى أنظمة رقابة متكاملة.

وستبدأ فعاليات المؤتمر بالجلسة الافتتاحية والتي تتضمن كلمات لممثلي الحكومة التونسية والشركاء المنظمين، إلى جانب جلسة وزارية رفيعة المستوى بمشاركة وزراء من الدول الشريكة.

من جانبه، أكد الدكتور مصطفى الفرجاني، وزير الصحة التونسي، أن هذا المؤتمر يمثل لحظة وعي جماعي حقيقية، وقال: "إن هذا المؤتمر ليس مجرد مناسبة، بل لحظة وعي جماعي. "صحة واحدة" لم تعد نظرية، بل أصبحت واقعًا نعيشه، وعلينا أن نواجهه معًا. التحديات كبيرة — من أوبئة، وأمن غذائي، ومقاومة للمضادات الحيوية — ولا يمكن لأي استجابة فردية أن تكون كافية. تونس ملتزمة تمامًا بهذا التوجّه، وتفخر باحتضان هذا اللقاء الذي يجمع كل من يؤمن بصحة متضامنة، مشتركة، ومتجهة بثبات نحو المستقبل."

وأشار أحمدو مصطفى نداي، مدير قسم المغرب ومالطا في البنك الدولي، إلى أن نهج "صحة واحدة" لا يمكن تحقيقه دون كسر الحواجز المؤسسية وتأسيس رؤية موحدة، مؤكدًا أن البنك الدولي يجدد التزامه بدعم تونس والدول الشريكة في تطوير أنظمة مرنة، مندمجة، وعابرة للقطاعات، بما يعزز قدرتها على الاستجابة المشتركة والفعالة للتحديات الصحية والبيئية.

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور إبراهيم الزّيق، ممثل منظمة الصحة العالمية في تونس، أن المؤتمر يُعد منصة استراتيجية لتسريع تطبيق نهج "صحة واحدة" في المنطقة، مؤكّدًا أن التقاء الأطراف المعنية في تونس يعكس إرادة جماعية لمواجهة التهديدات الصحية المتشابكة التي تطال الإنسان والحيوان والبيئة، داعيًا إلى تعزيز التنسيق، وترسيخ الالتزام السياسي، وضمان استثمارات مستدامة قادرة على تحويل هذه الرؤية إلى خطوات عملية تبني مجتمعات أكثر صحة ومناعة.

وسيتحدث في المؤتمر عدد من المسؤولين البارزين، من بينهم السيدة شوبا شيتي، المدير العالمي في البنك الدولي، والسيدة إيمانويل سوبيران، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، والدكتور عبدالحكيم الواعر، المدير العام المساعد وممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، والسيد عبدالمجيد حداد، نائب المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، إلى جانب رسالة مسجلة من الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية.

ويتضمن جدول أعمال المؤتمر جلسات تفاعلية حول تعزيز الترصد المتكامل، وبناء مرونة المختبرات، والتعاون عبر الحدود، إضافة إلى تسليط الضوء على التداخل بين الصحة والبيئة والمناخ. كما سيتم عرض تطبيقات واقعية لمنهج "صحة واحدة" على المستويين السياسي والعملي.

وسيشهد المؤتمر إطلاق "إعلان قرطاج"، الذي سيضع خارطة طريق إقليمية لتفعيل نهج "صحة واحدة"، كما سيتم تدشين "مجتمع ممارسي صحة واحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" بقيادة وزارة الصحة التونسية، إلى جانب جلسة ختامية مع ممثلي الشركاء الرباعيين والبنك الدولي لاستعراض آليات الدعم وخطوات المتابعة المستقبلية.

ويعد هذا المؤتمر خطوة محورية نحو ترسيخ نهج "الصحة الواحدة"، الذي يقوم على رؤية تكاملية تعترف بالترابط الوثيق بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة. ويهدف هذا النهج إلى تحقيق توازن مستدام بين هذه العناصر الثلاثة من خلال تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات والتخصصات، ومواجهة التحديات الصحية والبيئية المشتركة، بما في ذلك الأمن الغذائي، وتغير المناخ، ومقاومة المضادات الحيوية، وصولًا إلى تحقيق رفاه المجتمعات والتنمية المستدامة.