اﻷثنين 21 يوليو 2025 م
تعافى الين الياباني اليوم الاثنين بعد أن أعلن رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، الذي يُواجه ضغوطاً سياسية متزايدة، عزمه البقاء في منصبه، رغم فقدان تحالفه الحاكم الأغلبية في مجلس الشيوخ خلال انتخابات يوم الأحد.
وفي حين كانت الأسواق تستعد لاحتمالات «كارثية» هذا الشهر، من بينها فراغ سياسي محتمل مع اقتراب مهلة الرسوم الجمركية الأميركية في الأول من أغسطس، اعتُبر إصرار إيشيبا على البقاء في السلطة عامل استقرار نسبي، مما أعاد بعض الثقة إلى الأسواق.
تسببت نتائج الانتخابات اليابانية في انتعاش الين، إذ ارتفع إلى ما دون 147.7 ين للدولار، بعد أن لامس الأسبوع الماضي أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر عند 149.18. وجاء هذا التحسن رغم إغلاق الأسواق اليابانية في عطلة رسمية، حيث اقتصر التفاعل على أسواق العملات العالمية.
أما في أسواق السندات العالمية، فقد سجلت عوائد السندات الأميركية والأوروبية تراجعاً ملحوظاً، ربما بتأثير من التحركات اليابانية. العوائد الأميركية تراجعت على امتداد منحنى العائد، إلى أدنى مستوياتها في عشرة أيام، مدفوعة ببيانات مطمئنة حول أسعار المنتجين والتضخم، وتصريحات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي من قبل كريستوفر والر، الذي أبدى تأييده لاستئناف خفض الفائدة بدءًا من هذا الشهر.
وصرّح والر يوم الجمعة بأنه سيقبل بمنصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي إذا عرضه عليه الرئيس دونالد ترامب، إلا أن الأخير لم يتواصل معه حتى الآن. ولا تزال سياسة الفيدرالي غير واضحة المعالم، في ظل الضغوط السياسية المستمرة من البيت الأبيض على جيروم باول، مع احتمال - ولو ضئيل - أن يُقيل ترامب رئيس الفيدرالي قبل انتهاء ولايته العام المقبل.
وتُظهر العقود الآجلة للفائدة الفيدرالية أن الأسواق تُسعّر احتمالية تقارب 70% لخفض جديد في الفائدة بحلول سبتمبر. في المقابل، أفاد تقرير لـ«وول ستريت جورنال» أن وزير الخزانة سكوت بيسنت نصح ترامب بعدم إقالة باول خشية التبعات المالية. وكان ترامب قد رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة ومُلّاكها، بمن فيهم روبرت موردوخ، بقيمة لا تقل عن 10 مليارات دولار، على خلفية مقال يربطه بجيفري إبستين، كما نفى أيضاً ما ورد في تقرير الصحيفة بشأن بيسنت.
افتتحت الأسواق العالمية على استقرار مع ميل طفيف نحو الارتفاع، بينما سجلت العقود الآجلة في وول ستريت مكاسب قبل افتتاح تداولات الاثنين. وساهمت في دعم الأجواء الإيجابية تصريحات وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، الذي أعرب عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى وجود «هامش واسع» للتفاهم، رغم اقتراب موعد تطبيق الرسوم الجديدة في الأول من أغسطس.
كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا، سيجتمعان مع الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس المقبل، في خطوة قد تمهد لمزيد من التقارب بين بروكسل وبكين.
ارتفعت صادرات الصين من مغناطيسات التربة النادرة إلى الولايات المتحدة في يونيو بأكثر من سبعة أضعاف مقارنة بشهر مايو، مدفوعة باتفاق تجاري بين البلدين. وتُعد هذه المواد حيوية لصناعة السيارات الكهربائية والتوربينات الهوائية والأسلحة الدقيقة. وكانت الصين قد فرضت قيوداً على تصديرها رداً على الرسوم الأميركية، مما أثار اضطرابات في سلاسل التوريد.
لكن الاتفاق سمح لشركة «إنفيديا» باستئناف بيع رقائقها للذكاء الاصطناعي إلى الصين. كما أصدرت بكين، بصمت، أولى حصصها لاستخراج وتكرير التربة النادرة لعام 2025، في إشارة إلى إحكام قبضتها على هذا القطاع الاستراتيجي.
