استقر الدولار الأميركي، اليوم الجمعة، لكنه يتجه نحو تسجيل خسارة أسبوعية، في ظل استمرار التوقعات بتعيين شخصية تميل إلى التيسير النقدي لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مع قرب انتهاء ولاية جيروم باول، وذلك بعد أن رشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشاره ستيفن ميران لشغل منصب مؤقت في مجلس إدارة «الفيدرالي».
يأتي هذا التراجع في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي، خصوصاً في سوق العمل، ما عزز آمال المستثمرين بخفض أسعار الفائدة. وانخفض الدولار بنسبة 0.6% هذا الأسبوع مقابل سلة من العملات الرئيسية، في حين بقي مؤشر الدولار شبه مستقر خلال تعاملات الجمعة عند 98.1 نقطة.
كان ترامب قد أعلن عن تعيين ميران، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، في منصب شاغر في «الفيدرالي» خلفاً لأدريانا كوغلر التي استقالت بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي، بينما لا تزال الإدارة الأميركية تبحث عن مرشح دائم للمنصب.
ورغم استمرار المخاوف بين المستثمرين حيال استقلالية وصدقية البنك المركزي بعد انتقادات ترامب المتكررة لرفضه خفض الفائدة، إلا أن محللين يرون أن تعيين ميران لن يكون له تأثير ملموس على السياسة النقدية.
تُعد الانتقادات الحادة التي وجهها ترامب إلى جيروم باول، إلى جانب الاحتمال المرتفع بتعيين خلف له من دعاة التيسير النقدي، من العوامل التي ضغطت على الدولار مؤخراً. وعلى الرغم من أن ترامب تراجع مؤخراً عن تهديده بعزل باول قبل انتهاء ولايته في 15 مايو، فإن الأسواق تترقب من سيخلفه.
بحسب تقرير لوكالة «بلومبرغ» نُشر الخميس، فإن عضو مجلس الاحتياطي كريستوفر والر، الذي أيد خفض الفائدة في الاجتماع الأخير، يُعد من أبرز المرشحين لخلافة باول.
يتجه تركيز المستثمرين الآن نحو بيانات التضخم الأميركية المرتقبة الأسبوع المقبل. ويتوقع خبراء استطلعت آراءهم «رويترز» ارتفاعاً طفيفاً في مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال يوليو.
وستكون هذه البيانات حاسمة لتحديد ما إذا كانت الضغوط التضخمية المرتبطة بالرسوم الجمركية بدأت بالظهور، وبالتالي لتوجيه السياسة النقدية المقبلة.
فيما قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافاييل بوستيك، يوم الخميس، إن التحديات التي تواجه سوق العمل تتزايد، لكنه أكد أنه لا يزال من المبكر الالتزام بتخفيض الفائدة، خاصة في ظل ترقب المزيد من المؤشرات الاقتصادية قبيل الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي في 16 و17 سبتمبر.
وتُظهر التوقعات في الأسواق أن هناك احتمالاً بنسبة 93% لخفض الفائدة في سبتمبر، مع ترجيحات بتنفيذ خفضين على الأقل قبل نهاية العام.
عانى الدولار هذا العام من خسائر واسعة، متراجعاً بنسبة 9.5% مقابل سلة من العملات الكبرى، في ظل قلق المستثمرين من عدم اتساق السياسات التجارية الأميركية. ويتوقع المحللون استمرار الضغوط على الدولار، وإن كانت وتيرة التراجع قد تتباطأ.
سجل الجنيه الإسترليني مستوى يقترب من أعلى سعر له في أسبوعين عند 1.3439 دولار، محافظاً على مكاسبه الكبيرة التي حققها الخميس، بعد قرار بنك إنجلترا خفض الفائدة، بواقع 25 نقطة أساس، في تصويت جاء بنتيجة متقاربة (5 مقابل 4)، ما عكس انقساماً داخل البنك بشأن سياسة التيسير.
أشارت تحليلات «غولدمان ساكس» إلى أن توزيع الأصوات «يعكس أحد أكثر أشكال التيسير تحفظاً التي يمكن توقعها في قرار خفض الفائدة».
ويتجه الجنيه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي له منذ نهاية يونيو.
أما الين الياباني فقد استقر عند 147.1 يناً مقابل الدولار، بينما حافظ اليورو على مستواه قرب أعلى مستوى له في أسبوعين، مدعوماً بآمال متزايدة بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا.
كان مستشار الكرملين، يوري أوشاكوف، قد أعلن، يوم الخميس، عن قمة مرتقبة بين بوتين وترامب خلال الأيام المقبلة، ستكون الأولى بين الزعيمين منذ يونيو 2021.