الدولار يخسر 1% في شهر و10% منذ «يوم التحرير»
الأسواق تراقب قانون ترامب لخفض الضرائب والإنفاق
اتهامات وتهديدات وعاصفة جديدة لتعريفات ترامب، بالتزامن مع قانون ضريبي مثير للقلق، تكاتفت جميعها لتسقط الدولار إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهر وتحديدا منذ 28 أبريل الماضي، ليقع قرب مستويات 99 نقطة، مبتعدا خطوة جديدة للوراء عن مستويات الدعم النفسي المهمة عند 100 نقطة.
انخفض المؤشر الرئيس للعملة الأميركية في التعاملات المبكرة اليوم، متخليا عن بعض مكاسبه التي حققها الأسبوع الماضي، حيث وازنت الأسواق بين التوقعات بشأن سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبين قدرتها على تقييد النمو وإطلاق العنان للتضخم.
يشهد الدولار تراجعا كبيرا منذ أسابيع بسبب الحرب التجارية التي يشنها ترامب بين الحين والآخر، حيث انخفض عندما أدى تصاعد التوتر إلى تأجيج المخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، وارتفع حينما تم التوصل إلى اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة ومن بعدها الصين.
◄ تراجع مؤشر الدولار الأميركي الرئيس، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، من بينها اليورو والاسترليني والين، بنسبة 0.3% وصولا إلى مستويات 99.05 نقطة وهي الادنى منذ سقط إلى مستويات 99.01 يوم 28 أبريل الماضي.
◄ تأثر الدولار أيضاً بالمخاوف المالية في الأسابيع الأخيرة، وسط موجة بيع الأسهم والأصول في أميركا التي شهدت انخفاض الأصول الدولارية من الأسهم إلى سندات الخزانة، تزامناً ومحاولة ترامب تمرير قانون الضرائب (الجميل والكبير) كما أسماه رغم معارضة الجمهوريين قبل الديمقراطين.
◄ تبرز هذه المخاوف بشكل خاص الأسبوع الجاري مع بدء مجلس الشيوخ النظر في مشروع قانون ترامب الشامل لخفض الضرائب والإنفاق، والذي سيضيف ما يقدر بنحو 5 تريليونات دولار إلى ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36.2 تريليون دولار على مدى العقد المقبل.
◄ انخفض الدولار 0.2% في خمسة أيام، وتراجع مؤشر الدولار في حدود 1% خلال تداولات شهر، في حين انخفض 9% منذ بداية العام.
◄ خلال 3 أشهر خسر مؤشر العملة الأميركية نحو 7.3% بينما تراجع في حدود 10% منذ الثاني من أبريل الموافق لفرض يوم التحرير.
◄ انخفض الدولار مقابل العملة الأوروبية 0.5% وصولا إلى مستويات 1.1407 دولار.
◄ تراجع الدولار مقابل الين الياباني حوالي 0.6% وصولا إلى مستويات قرب 143 ينا للدولا.
◄ صعد الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي 0.6% وصولا إلى مستويات 1.353 دولار.
◄ ارتفع الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأميركي 0.4% وصولا إلى مستويات 0.6454 دولار.
بدأ الدولار الأميركي الأسبوع على تراجع بعد أن قال ترامب يوم الجمعة إنه يعتزم مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% اعتبارا من الرابع من يونيو بدلا من 25%.
في غضون ذلك أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه اتخاذ الرد المناسب على تلويح الرئيس الأميركي بزيادة الرسوم الجمركية، مخيباً الآمال بالتوصل إلى اتفاق تجاري يكبح مخاوف الحرب التجارية وتصعيد الرسوم المتبادلة.
اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصين بانتهاك اتفاق تجاري مبدئي توصل إليه الجانبان في وقت سابق من الشهر الماضي، على تعليق معظم الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً، وخفضها بنحو 115%، بعدما وصلت إلى مستويات قياسية من الجانبين.
في الوقت ذاته أفادت تقارير أميركية أن إدارة الرئيس ترامب تعمل على صياغة لوائح جديدة لتشديد القيود المفروضة على قطاع التكنولوجيا في الصين، من خلال إخضاع الشركات التابعة للكيانات الخاضعة للعقوبات الأميركية لمتطلبات الترخيص نفسها، في محاولة لسد الثغرات التنظيمية التي كانت تتيح الالتفاف على هذه القيود.
وفقا للأنباء فإن القواعد الجديدة المرتقبة ستُلزم الشركات الأميركية بالحصول على تراخيص حكومية قبل تنفيذ أي معاملات مع شركات مملوكة بنسبة 50% أو أكثر من قبل كيانات مدرجة في قوائم العقوبات الأميركية، مثل «قائمة الكيانات»، و«قائمة المستخدمين العسكريين»، و«قائمة المواطنين المصنفين خصوصاً».
بلغت نسبة الانخفاض الأسبوعية للدولار 3% مقابل العملات الرئيسة الأخرى، وذلك في الأيام التي تلت فرض رسوم «يوم التحرير» في الثاني من أبريل و1.9% قبل أسبوعين، عندما هدد ترامب بفرض رسوم بنسبة 50% على أوروبا.
في الأسبوع الماضي، شهد الدولار بعض التحسن، حيث ارتفع 0.3% بعد عودة المحادثات مع الاتحاد الأوروبي إلى مسارها الصحيح، كما منعت محكمة تجارية أميركية الجزء الأكبر من رسوم ترامب بدعوى تجاوزه لسلطاته.
إلا أن محكمة الاستئناف أعادت فرض الرسوم بعد يوم واحد خلال نظرها في القضية وتأكيد إدارة ترامب على وجود وسائل أخرى لتطبيق الرسوم إذا خسر في المحكمة، ما أجج المخاوف بشأن رسوم انتقائية.