تقارير
تقاريررئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول

خدعة الدولار.. صعود مفاجئ ومشهد غريب

رغم العلاقة العكسية.. ارتفاع قوى للعملة الأميركة والذهب
على الرغم من كل التوقعات التي تصب في غير صالح سيد العملات الدولار، ارتفعت العملة الأميركية في أولى جلسات العام الجديد، فيما يبدو أنه ارتفاع وهمي لن يدوم جاء في مشهد نادر الحدوث، حيث تزامن مع ارتفاع المعدن الأصفر الذي يتجه صوب أعلى مستوياته على الإطلاق، علمًا بان كلا الأصلين تربط بينهما علاقة عكسية في إشارة إلى سيطرة المضاربين على الأسواق.

يأتي ذلك بينما تتوقع الأسواق خفض أسعار الفائدة بنسبة 1.5% خلال عام 2024 أو ما يعادل 150 نقطة أساس، بعد تصريحات رئيس الفيدرالي في اجتماع ديسمبر التي أكد خلالها وصول أسعار الفائدة إلى ذروتها مع إظهار التضخم علامات مبشرة على التباطؤ.

86 % يتوقعون خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بدءا من مارس المقبل
فيدووتش
الدولار الآن

ارتفع مؤشر الدولار الأميركي خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء إلا أنه لا يزال بالقرب من أدنى مستوياته في 2023.

وزاد مؤشر العملة الأميركية خلال تعاملات الثلاثاء مقابل سلة من العملات الرئيسة بنسبة 0.4% وصولا إلى مستويات أعلى الـ 101.7 نقطة.

اقرأ أيضًا- 3400 نقطة لم تُفلح.. هبوط تاريخي جديد لليرة التركية
السندات الآن

جاء ارتفاع الدولار مع زيادة عائد سندات الخزانة الأميركية وهو ما يشير إلى سيطرة المضاربين على الأسواق، حيث يأتي الارتفاع تزامنا وتوقعات خفض العائد على الأموال الفيدرالية.

وارتفعت السندات الأميركية لأجل 10سنوات قرب مستويات الـ4% حيث تحوم الآن عند 3.96% بزيادة 0.072 نقطة.

الذهب الآن

وما يؤكد ارتباك الأسواق هو ارتفاع الذهب الذي تربطه علاقة عكسية مع الدولار بيد أن كلا الأصلين يرتفع الآن، حيث قفز كلاهما بقوة.

ورغم أن ارتفاع الدولار يقود إلى إحجام المستثمرين عن اقتناء السبائك المسعرة بالعملة الأميركية، فإن العقود الآجلة للذهب ارتفعت بحوالي 14 دولارا إلى مستويات قرب الـ2090 دولارًا للأوقية.

من المتوقع أن يضعف الدولار الأميركي مقابل اليورو والجنيه الإسترليني ولكن لفترة قصير
بنك MUFG
العملات الرئيسية

وتعرض الين الياباني للضرر الأكبر من صعود الدولار، إذ تراجعت العملة الآسيوية 0.% إلى 141.55 ين للدولار، بعد أن هبط الين 7% في عام 2023.

وتراجع اليورو 0.2 % إلى 1.11 دولار، مبتعدا عن أعلى مستوى في خمسة أشهر عند 1.11395 دولار الذي لامسه الأسبوع الماضي.

وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة 3% العام الماضي في أول زيادة سنوية منذ 2020.

وزاد الجنيه الإسترليني في أحدث تداول إلى 1.2729 دولار، مرتفعا 0.1% خلال اليوم، بعد أن سجل العام الماضي أقوى أداء منذ عام 2017 بزيادة 5%.

ومع ذلك فإن ضعف الاقتصاد والغموض المحيط بالانتخابات يجعلان تكرار الأداء غير مرجح.

وصعد الدولار الأسترالي 0.4% إلى 0.689 دولار، وانخفض الدولار النيوزيلندي هامشيًا عند 0.63155 دولار.

اقرأ أيضًا- اقتصاد الصين يتخبط.. الأسواق تنتظر وعد "شي"
تسعير الأسواق

وتتوقع الأسواق الآن بنسبة 86 % خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بدءا من مارس المقبل وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمؤسسة سي.إم.إي.

وترجح الأسواق حتى الآن أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس في ثلاثة من اجتماعات العام بإجمالي 150 نقطة أساس.

وتوقع خبراء البنك الياباني MUFG أن يضعف الدولار الأميركي مقابل اليورو والجنيه الإسترليني ولكن لفترة قصيرة.

وقال المحللون لدى بنك MUFG: "الفيدرالي الأميركي قد يبدأ في خفض الفائدة بشهر مارس المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الدولار بشكل واضح".

ستزيد خسائر الدولار الأميركي حتى مع الوصول إلى مستوى منخفض جديد لم يشهده منذ يوليو الماضي
بنك MUFG
بيانات مرتقبة

ويتحول التركيز الآن إلى عدد من البيانات الاقتصادية المقرر صدورها هذا الأسبوع، بما في ذلك بيانات الوظائف الشاغرة والوظائف غير الزراعية.

ومن المقرر صدور محضر أحدث اجتماع للاحتياطي الاتحادي والذي عقد في ديسمبر يوم الخميس وسيوفر نظرة فاحصة حول تفكير مسؤولي البنك المركزي بشأن تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام.

اقرأ أيضًا- زمن الذهب.. مكاسب كبيرة ومستويات تاريخية وشيكة
أول خسارة

ورغم الصعود في نهاية تداولات العام، فإن الدولار سجل أول خسارة سنوية منذ عام 2020 أمام اليورو وسلة من العملات.

جاء ذلك بفضل توقعات السوق بأن يبدأ مجلس الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في مارس على أقرب تقدير، أو مايو في التقدير الأطول أمدًا.

ومع ذلك انخفض مؤشر الدولار بنسبة تتجاوز الـ2% خلال هذا العام وبانخفاض بنسبة 4.62% خلال الربع الأخير من 2023 وهو أسوأ أداء خلال عام.

نعتقد أن أسعار الفائدة وصلت إلى ذروتها ومستويات يمكن أن تقيد عندها لفترة
رئيس الفيدرالي
اتجاهات متضاربة

عاش الدولار رحلة مليئة بالتقلبات خلال عام 2023، ولعل أبرزها كان في شهري مارس وديسمبر.

في مارس من العام الجاري قال رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول: "البنك منفتح على رفع أسعار الفائدة لأبعد مما تتوقع الأسواق".

لينطلق الدولار حينذاك بالسرعة القصوى قبل أن تخمد نيران أزمة انهيار البنوك الأميركية بقيادة سيلكون فالي من فورة ارتفاعات العملة الخضراء.

بيد أن الفيدرالي عاد عن تصريحاته السابقة في ديسمبر الجاري حينما قال رئيس الفيدرالي: "نعتقد أن أسعار الفائدة وصلت إلى ذروتها ومستويات يمكن أن تقيد عندها لفترة".

وجاءت التصريحات الأخيرة لتلهم مكاسب الدولار وتشعل التوقعات بقرب انعكاس دورة التشديد النقدي وسط تباين في الآراء التي تتأرجح بين مارس ومايو المقبلين موعدًا لبدء خفض الفائدة وتحول السياسة النقدية.

اقرأ أيضًا- سعر بيع نفط آسيا يهبط دون مستويات برنت
خسائر قوية

وتوقع محللو بنك MUFG تزايد خسائر الدولار الأميركي حتى مع الوصول إلى مستوى منخفض جديد لم يشهده منذ يوليو الماضي.

وقام المحللون في المصرف الياباني MUFG بخفض توقعاتهم للعملة الأميركية مع زيادة المؤشرات على تباطؤ التضخم ومؤشر نفقات المستهلك.

وقال الاقتصاديون في بنك MUFG: "في حال وصل معدل نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى هدف الفيدرالي 2.0%، ستزيد التكهنات باحتمالية أن يبدأ الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بوقت مبكر من شهر مارس 2024".

وأشار المحللون في البنك الياباني إلى أنه من المحتمل أن يستمر مؤشر الدولار الأميركي في الانخفاض أكثر بسبب البيانات الاقتصادية المرتقب صدورها.

من المحتمل أن يستمر مؤشر الدولار الأميركي في الانخفاض أكثر بسبب البيانات الاقتصادية المرتقب صدورها
بنك MUFG
توقعات قاتمة

وقال كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في أواندا كلفن وونغ: "تتجه عائدات الخزانة الأميركية نحو الانخفاض بسبب التوقعات المتزايدة بشأن أول خفض لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في مارس".

وأضاف وونغ: "أسعار الذهب والأسهم متحفزة للغاية في الوقت الحالي في ظل توقعات خفض الفائدة".

اقرأ أيضًا- بداية قوية للنفط.. الحرب والتخفيضات فرصة لا تزال سانحة

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com