تقارير
تقاريرمتداولون في سوق الأسهم- رويترز

الهبوط بدأ.. فوضى وشيكة بالأسواق

سوستيه جنرال: الدولار بلغ ذروته
يبدو أن الأسواق على وشك أن تتعرض لحالة من الفوضى والتقلبات الحادة مع بلوغ الدولار الأميركي لذروته، والتي تزامنت ومؤشرات إيجابية من الولايات المتحدة الأميركية على مرونة وقوة الاقتصاد، وفقًا لمحلل بنك سوستيه جنرال.

ورغم الرؤية الإيجابية طويلة المدى التي يراها محللي سوستيه جنرال إل بشأن اتمرار اعتماد النظام العالمي على الدولار، إلا أن محللي البنك أن ضعفًا استراتيجيًا قد نال من العملة الأميركية وهو ما سينعكس على فوضى تحركات الأصول.

الفترة الأخيرة أنشأت ما يمكن أن يوصف بحركة السوق "الفوضوية" والتي ستتزايد مع تلاشي قوة الاقتصاد الأميركي
سوستيه جنرال
ذروة كبيرة

ولفت محللي سوستيه جنرال إلى أن الدولار بلغ ذروة كبيرة، متجاوزًا الدورة التي بدأت في عام 2011، عقب التعافى من الأزمة المالية العالمية.

ويرى محللى البنك أن ارتفاعات الدولار في الفترة الأخيرة قد أنشأت ما يمكن أن يوصف بحركة السوق "الفوضوية" والتي ستتزايد مع تلاشي فترة من الأداء الاقتصادي الاستثنائي للولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا- حرب الغاز.. روسيا ترد على اتهام "بلطيق كونكتور"
لا يزال قويًا

ورغم أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قويًا بطريقة استثنائية، لكن مع تباطؤه وتضييق فروق أسعار الفائدة مع البلدان الأخرى، فمن المتوقع أن يبدأ تراجع الدولار.

ولفت كيت جوكس كبير محللي الأسواق لدى سوسيتيه جنرال إلى ان الدولار لا يزال قويًا وفقًا للقيمة الحقيقية للعملة بعد الأزمات الأخيرة، مكررًا سيناريو ذروة الأزمة الآسيوية و حقبة ما بعد فولكر.

القادم فوضي

وكتب جوكس في مذكرة حديثة للعملاء: "من المرجح أن تكون بقية عام 2023 فوضوية، مع ظهور علامات التحول في الدورة الاقتصادية الأميركية".

وقال كبير محللي الأسواق لدى سوسيتيه جنرال: "بينما نراقب عن كثب مدى تباطؤ الاقتصاد العالمي في الأشهر المقبلة، فإنه بات من المرجح أن يضعف الدولار في عام 2024".

نراقب عن كثب مدى تباطؤ الاقتصاد العالمي في الأشهر المقبلة، حيث بات من المرجح أن يضعف الدولار في 2024
كيت جوكس
المرحلة الأولى

ولفت جوكس إلى أن مؤشر ICE للدولار الأميركي DXY، وهو مقياس للعملة مقابل سلة من ستة منافسين رئيسيين، ارتفع من أدنى مستوياته لعام 2023 الذي سجله في أواخر يوليو مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة، ليصل إلى أعلى مستوى لعام 2023 في أوائل أكتوبر.

وأشار جوكس إلى أن ارتفاع الدولار، إلى جانب ارتفاع العائدات، كان السبب في الكثير من التراجعات الحادة التي طالت الأسهم الأميركية.

وفي غضون ذلك بدأ مؤشر ناسداك وستاندرد آند بورز 500 للدخول في منطقة التصحيح مع تراجعهما من أعلى مستوياتهما في أواخر يوليو.ز

وفي غضون ذلك تحول مؤشر داو جونز الصناعي DJIA إلى الاتجاه السلبي وفقًا لكبير محللي الأسواق لدى سوسيتيه جنرال.

اقرأ أيضًا- الاقتصاد مستقر.. بنك إسرائيل يغمض عينيه
المرحلة الثانية

ومع وصول الدولار إلى ذروة تاريخية بدأ المؤشر في عكس اتجاهه لاحقًا ليهبط بنحو 5% مع انخفاض العائدات مرة أخرى حيث بدأ المستثمرون في توقع احتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة في عام 2024.

ومع تراجع عوائد السندات، انتعشت الأسهم بشكل حاد، حيث تقدم مؤشر ستاندرد آند بورز بأكثر من 6 نقاط مئوية خلال الجلسات السبع الماضية، وفقًا لكيت جوكس كبير محللي الأسواق لدى سوسيتيه جنرال.

وأشار جوكس إلى أن الفترة منذ عام 2020 كانت استثنائية بشكل خاص حيث كان الدولار ضعيفًا مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية والتحفيز المالي خلال الوباء مما أدى إلى وصول العجز التجاري إلى حوالي تريليون دولار.

سواء كان الهبوط خفيفًا ناعمًا أو عميقًا خشنًا، فإن التقلبات الحادة ستكون هى السمة الغالبة على الأسواق
كيت جوكس
المرحلة الثالثة

ولفت جوكس إلى مدخرات الأسر الهائلة والفائضة، وإعادة الانفتاح الاقتصادي، وتشديد سوق العمل بسبب الوباء، وتحول سياسة الفيدرالي إلى تشديد بشكل أكثر قوة مما كان متوقعا، دفع الأسواق للدخول في حالة شديد من الارتباك.

وقال جوكس: " بدأ ارتباك الأسواق حتى قبل أن تؤدي أزمة روسيا وأوكرانيا إلى صدمة الطاقة التي أشعلت الأسعار وعمقت من أزمة التضخم والتي قادت البنوك العالمية لموجات متتالية من رفع الفائدة".

وأضاف جوكس: أن الدولار ارتفع مع رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل أكبر من البنوك المركزية الأخرى في الأسواق المتقدمة".

وتابع كبير محللي الأسواق لدى سوسيتيه جنرال: "أن التباطؤ الاقتصادي في الصين سيمنح الاقتصاد الأميركي مكاسب نسبية أخرى".

اقرأ أيضًا- التضخم في الصين يحتضر.. بيانات غير متوقعة
المرحلة الرابعة

وفي الوقت الحالي يرى جوكس أن ارتفاع أسعار الفائدة قد انتهى الآن، حيث بدأ الهبوط الاقتصادي، وسواء كان خفيفًا ناعمًا او عميقًا خشنًا، فإن التقلبات الحادة ستكون هى السمة الغالبة على أداء الأسواق".

ولفت كبير محللي الأسواق لدى سوسيتيه جنرال إلى انه حتى مع تراجع الدولار فإن هذا لا يعني نهاية النظام المالي العالمي المبني على نظام الدولار الأميركي.

وقال جوكس: "إن نظام الدولار الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية سوف يستمر لعقود من الزمن، حتى وإن بات الدولار ضعيف".

لا نريد الإفراط في تشديد السياسة النقدية، لكن أكبر خطأ قد نرتكبه هو الفشل حقا في السيطرة على التضخم
جيروم باول
رؤية الفيدرالي

وقال جيروم باول رئيس البنك المركزي الأميركي: " لا نريد الإفراط في تشديد السياسة النقدية، لكن أكبر خطأ قد نرتكبه هو الفشل حقا في السيطرة على التضخم".

وأضاف بول: " بأن المركزي الأميركي ما يزال يحاول تحديد ما إذا كان بحاجة إلى فعل المزيد لكبح جماح التضخم، ليدرس بعدها المدة التي سيبقي فيها أسعار الفائدة مرتفعة"

وخلال كلمته منذ ساعات ضمن فعالية لصندوق النقد الدولي أشار باول إلى أن الفيدرالي لن يتجاهل التشديد النقدي الكبير في الأوضاع المالية الناجم عن ارتفاع عوائد السندات.

اقرأ أيضًا- سندات الحرب.. داعمو إسرائيل فتحوا خزائنهم

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com