تقارير
تقاريروزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين- رويترز

العصا والجزرة.. أميركا تهدد الصين

تقارب غير مسبوق يتزامن مع التحذير من عواقب وخيمة
رغم الإعلان منذ ساعات عن توجه واشنطن لتكثيف التواصل مع المسؤوليين في بكين سواء بشأن القضايا المتعلقة بأزمة المناخ أو تلك المرتبطة بالحرب الحمائية التجارية بين العملاقيين، لم تتخل واشنطن عن إطلاق تحذير جديد، وهو الأمر الذي بات معتادًا من واشنطن عقب كل تقارب بين القطبين.

ويبدو أن الإدارة الأميركية تود التأصيل والترسيخ لمبدأ "قد نتفق ولكن الخلاف باق"، في إشارة إلى أن المنافسة بين القطبين أكثر عمقًا ورسوخًا من بضعة قضايا تظهر للعيان، حيث إن الإدارة الأميركية ترى في بكين مهددًا وحيدًا للهيمنة الأميركية.

وفي أكثر من شهادة لمسؤولين أميركين أمام الكونغرس الأميركي، اتفقت جميعها سواء على صعيد الأمن القومي أو التنافس الاقتصادي أن الصين هى الخطر الأكبر الذي يهد نفوذ واشنطن العسكري والاقتصاد والتكنولوجي.

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغرويترز
ما الجديد؟

أعلنت وزيرة الخزانة الأميركية منذ ساعات أنها اتفقت مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ على تكثيف الاتصالات بشأن القضايا الاقتصادية.

بيد أن وزيرة الحزانة الأميركية في الوقت ذاته حذرت نائب رئيس الوزراء الصيني من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الشركات الصينية التي تقدم دعما ماديا لروسيا في حرب أوكرانيا.

ليس لدينا رغبة في الانفصال عن اقتصاد الصين، لكن نريد توفير فرص متكافئة للشركات والعمال الأميركيين
جانيت يلين
اتفاق مثمر

وقالت يلين في مؤتمر صحفي بعد يومين من الاجتماعات في سان فرانسيسكو: "إن واشنطن وبكين أجريا مناقشات صريحة ومباشرة ومثمرة".

ولفتت يلين إلى اتفاق الجانبين حول قضايا تتراوح بين ضوابط التصدير الأميركية ومجالات التعاون المحتملة، بما في ذلك تغير المناخ وتخفيف عبء الديون عن الدول منخفضة الدخل.

اقرأ أيضًا- ثالوث التصنيفات.. خطوة واحدة ويضرب واشنطن
لقاء مرتقب

وتأتي تلك المحادثات قبل اجتماع قادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في الفترة من 15 إلى 17 نوفمبر في سان فرانسيسكو.

ومن المرجح أن يشهد اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي لقاء مخططًا له بين الرئيس الأميركي جو بايدن والزعيم الصيني شي جين بينغ.

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغرويترز
لن ننفصل

وقالت يلين إنها قبلت دعوة من مدير الهيئة الاقتصادية للحزب الشيوعي، للعودة إلى الصين العام المقبل في إطار إيقاع منتظم للاتصالات بين الزعماء الاقتصاديين.

وشددت يلين على أن الولايات المتحدة ليس لديها رغبة في فصل اقتصادها عن الصين، لكنها تريد توفير فرص متكافئة للشركات والعمال الأميركيين، مؤكدة أن انفصال البلدين سيأتي بنتائج كارثية على الاقتصاد العالمي.

انفصال البلدين سيأتي بنتائج كارثية على الاقتصاد العالمي
جانيت يلين
الاتصال ضرورة

وقالت وزيرة الحزانة الأميركية: "خلال مناقشاتنا مع مسؤولي بكين اتفقنا على أن المناقشات المتعمقة والصريحة مهمة، خاصة عندما نختلف".

وأكدت وزيرة الحزانة الأميركية على أن المشهد العالمي الحالي غير المؤكد والذي يتسم بعدم اليقين يجعل من الأهمية بشكل خاص أن يحافظ البلدان على علاقات اتصال قوية.

اقرأ أيضًا- الحرب والطلب يضربان النفط للأسبوع الثالث
أدلة أميركية

وبالعودة إلى نبرة التهديد، قالت يلين: "إن وزارة الخزانة رأت أدلة على أن الشركات والبنوك الصينية ربما تساعد في تدفق المعدات لاستخدامها في حرب روسيا وأوكرانيا على الرغم من العقوبات الغربية".

وفي غضون ذلك حذرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين من أن الشركات الصينية التي تساعد روسيا ستواجه عواقب وخيمة إذا فعلت ذلك.

وقالت يلين: "نود أن نرى الصين تتخذ إجراءات صارمة ضد دعم روسيا، خاصة عندما تتوفر معلومات أكيدة عن دعم الشركات الصينية لورسيا".

الشركات الصينية التي تساعد روسيا ستواجه عواقب وخيمة إذا فعلت ذلك
جانيت يلين
حرب إسرائيل

وقالت وزارة الخزانة في بيان: "إن المسؤولين ناقشا أيضا الحرب بين إسرائيل وحماس، وتحدثت يلين عن الحاجة لمنع تصعيد وتوسيع الصراع في الشرق الأوسط".

وقال متحدث باسم سفارة الصين في واشنطن إنه من المتوقع صدور قراءة صينية للاجتماع في وقت لاحق.

الديون والقرصنة

وفيما يتعلق بسوق ديون الخزانة الأميركية، قالت يلين: "إنه لن يكون مفاجئا أن نرى الصين تخفض حيازاتها من ديون الخزانة الأميريكية لدعم عملتها، لكن الصين لا تنشر معلومات حول ممارساتها في الصرف الأجنبي".

وأشارت يلين إلى أن هجوم برامج الفدية على أكبر بنك في الصين، وهو البنك الصناعي والتجاري الصيني، لا يوجد له أي ارتباط او علاقة مع الكشف عن استثمارات البنك في سندات الخزانة الأميركية.

اقرأ أيضًا- شركة إماراتية تقتنص نصف أسهم شركة بولندية
علاقات ممزقة

منذ ما يقرب من خمس سنوات بات العلاقات بين واشنطن وبكين ممزقة والتي بدأت بحرب الرسوم الجمركية التي شنها الرئيس السابق دونالد ترامب مع بكين.

واستمرت تلك الحرب مع تزايد قيود الأمن القومي الأميركي على التقنيات الأميركية، ولم يكن هناك سوى اتصال ضئيل للغاية بين واشنطن وبكين بشأن القضايا الاقتصادية حتى وقت سابق من هذا العام.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأميركية: "إن التغيير في القيادة الاقتصادية للصين يعني أن وزارة الخزانة الأميركية بحاجة إلى بناء اتصالات جديدة مع بكين من الصفر".

وبدأ تجدد العلاقات بدءاً بزيارة يلين إلى بكين في يوليو واستمرت لتشمل زيارة لمسؤولي التجارة الأميركية وحتى اجتماعات اليومين الماضيين.

التغيير في القيادة الاقتصادية للصين يعني أننا بحاجة إلى بناء اتصالات جديدة مع بكين من الصفر
الخزانة الأميركية
خطوة جديدة

ولم تسفر اجتماعات يلين ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ الخميس والجمعة عن أي إجراءات محددة.

بيد أن الجانبين اتفقا على لغة مشتركة لوصف المشاركة، وهي خطوة غير عادية في التفاعلات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين.

وبموجب لغة التفاوض المشتركة، اتفق الجانبان على العمل نحو حلول مشتركة ومعالجة الخلافات حيثما أمكن ذلك وتجنب المفاهيم الخاطئة التي تساهم في التصعيد غير المقصود.

تكافؤ الفرص

واتفق الجانبان على السعي إلى إقامة علاقة اقتصادية صحية توفر فرصا متكافئة للشركات والعمال في كلا البلدين وتفيد الشعبين.

واعترف المسؤول الكبير في وزارة الخزانة بأن الولايات المتحدة والصين قد تنظران إلى ما يشكل تكافؤ الفرص بشكل مختلف.

وفي غضون ذلك التزم الجانبان بتعزيز البنية المالية العالمية، بما في ذلك زيادة تمويل حصص صندوق النقد الدولي التي تمت الموافقة عليها مؤخرا وخطط "لزيادة نسب تصويت الأعضاء في إشارة إلى حصة أكبر للصين.

اقرأ أيضًا- لبعض الوقت.. تأجيل سقوط اقتصاد بريطانيا

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com