وواصلت أسعار القمح ارتفاعها القوية خلال تعاملات اليوم الخميس، بفعل المخاوف حيال نقص إمدادات القمح في الأسواق العالمية.
وخلال تعاملات اليوم الخميس، ارتفعت عقود القمح في بورصة شيكاغو بنسبة في حدود 3% قرب مستويات 7.6 دولار للبوشل.
جاء ذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعار الذرة بنسبة 2% وصولا إلى مستويات قرب الـ 5.8 دولار للبوشل .
ياتي ذلك مع استمرار تصاعد الاشتباكات بين روسيا واوكرانيا في أعقاب انهيار اتفاق تصدير الحبوب الروسية الأوكرانية.
ارتفعت أسعار القمح بشكل حاد في الأسواق العالمية بعد أن قالت روسيا إنها ستعامل السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية كأهداف عسكرية محتملة.
وانسحبت موسكو من اتفاق للأمم المتحدة يوم الاثنين والذي كان يضمن ممرًا آمنًا لشحنات الحبوب التي تعبر البحر الأسود.
وفي غضون ذلك وخلال الأيام الثلاثة اشتعلت الاشتباكات بين روسيا واوكرانيا بالقرب من منشآت الحبوب الأوكرانية في أوديسا ومدن أخرى.
واعتبارًا من يوم الخميس ستُعتبر موسكو أي سفن متجهة إلى أوركانيا عبر البحر الأسود على انها سفن عسكرية تساعد أوكرانيا.
وأكدت وزراة الدفاع الروسية أنها ستُعتبر جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود أهداف عسكرية محتملة للجيش الروسي.
وأوضحت وزراة الدفاع وفقًا لبيان رسمي أن السفن التي ستحاول العبور ستعتبر متورطة في الصراع الأوكراني إلى جانب كييف.
وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض آدم هودغ إلى أن روسيا تخطط لضرب سفن مدنية وإلقاء اللوم على أوكرانيا.
وزعم هودغ إن روسيا زرعت المزيد من الألغام البحرية في مداخل الموانئ الأوكرانية، كجزء من جهد روسي منسق لتبرير مهاجمة السفن المدنية.
وارتفعت أسعار القمح في البورصة الأوروبية بنسبة 9% لتصل إلى 253.75 يورو (220 جنيهًا إسترلينيًا أو مايعادل 284 دولارًا للطن.
وفي غضون ذلك ارتفعت أسعار الذرة في البورصة الأوروبية في حدود 6% خلال 24 ساعة.
وقفزت العقود الآجلة للقمح الأميركي 8.5% وهو ما يعد أعلى ارتفاع يومي لها منذ اندلاع الازمة في فبراير 2022.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "إنه سيعود إلى اتفاقية الحبوب الدولية على الفور إذا تمت تلبية مطالبه".
وتشمل مطالب موسكو رفع العقوبات عن مبيعات الحبوب والأسمدة الروسية وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام الدفع العالمي سويفت.
أتاحت صفقة حبوب البحر الأسود لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة شحن أكثر من 725 ألف طن من القمح من أوكرانيا إلى البلدان التي تواجه الجوع الحاد.
بما في ذلك إثيوبيا واليمن وأفغانستان، حيث قدمت أوكرانيا أكثر من نصف حبوب القمح لبرنامج الأغذية العالمي العام الماضي.
ومع ذلك ، كان أكثر من نصف إجمالي الحبوب المشحونة بموجب الصفقة من الذرة، وذلك من بين 33 مليون طن تم تصديرها.
ذهبت أكبر كمية إلى الصين (8 ملايين طن) ، ثم إسبانيا (6 ملايين طن) وتركيا (3.2 مليون طن) ، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وقال تشارلي سيرناتينغر المحلل في شركة Marex Capital : "إن التهديدات قد يقطع جميع شحنات الحبوب المنقولة بالماء من البحر الأسود ، سواء الروسية أو الأوكرانية".
ورجح تشارلي سيرناتينغر أن يتسبب التصعيد في وضع مشابه لما كان عليه في بداية الحرب، حيث قفزت الأسعار إلى مستويات قياسية.
وقال كارلوس ميرا، رئيس أسواق السلع الزراعية في رابوبنك: "بدون صفقة البحر الأسود ، ستضطر أوكرانيا إلى إعادة توجيه الصادرات عبر حدودها البرية وموانئها الأصغر على نهر الدانوب".
وأضاف كارلوس ميرا: " سيؤدي ذلك إلى زيادة التكاليف وتقليل أرباح المزارعين، مما قد يؤدي بهم إلى تقليل الزراعة في الموسم المقبل، مما يزيد من الضغط على الإمدادات في المستقبل".
وأشار ميرا إلى أن أقساط التأمين الإضافية ضد مخاطر الحرب سترتفع بقوة، وهو ما سيعزز من صعود الأسعار.