تشهد الأسواق المالية حالة من الترقب والحيطة اليوم الثلاثاء، في ظل حالة عدم اليقين الناجمة عن تطورات النزاع العسكري بين إسرائيل وإيران، إضافة إلى تراجع الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة، الذي يُعد المحرك الرئيسي لاقتصادها.
ويراقب المستثمرون عن كثب تحركات أسعار النفط، وسط مخاوف من إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من الإمدادات العالمية من الخام. وتُعد إيران تاسع أكبر منتج للنفط عالميًا بحسب وكالة الطاقة الدولية.
بحلول الساعة 16:15 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.61% إلى 73.64 دولارًا، فيما صعد خام برنت بحر الشمال بنسبة 2.73% إلى 75.23 دولارًا.
في المقابل، تواصل حالة عدم اليقين فرض نفسها على أسواق الأسهم، إذ تتفاعل المؤشرات مع تطورات الموقف الجيوسياسي. ففي بورصة نيويورك، انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0,38%، و«ناسداك» بنسبة 0,54%، و«داو جونز» بنسبة 0,31%. أما في أوروبا، فقد تراجع مؤشر باريس بنسبة 0,83%، وفرانكفورت 1,01%، ولندن 0,51%، وميلانو 1,18%، فيما خسر مؤشر زيورخ (SMI) نحو 0,58%.
وأشارت شركة الوساطة «IwaiCosmo Securities» إلى أن قلق الأسواق تفاقم بعد «تعليق قمة مجموعة السبع» في كندا و«العودة المفاجئة» للرئيس دونالد ترامب إلى واشنطن.
ورغم أن الرئيس الأميركي غادر القمة دون توضيح، مؤكدًا أن الأمر «لا علاقة له» بجهود التهدئة بين إسرائيل وإيران، فإن وسائل إعلام أميركية أفادت بأنه سيتوجه إلى «غرفة العمليات» في البيت الأبيض، حيث تُدار الأزمات الكبرى وتُتخذ القرارات العسكرية.
وقال نيل ويلسون من «ساكسو ماركتس» إن «الأسواق كانت تأمل يوم الاثنين في احتواء النزاع بين إسرائيل وإيران»، لكن التطورات الأخيرة «تشير إلى احتمال التصعيد، مما يثير قلق المستثمرين». وفي ظل هذه التوترات، ارتفع الذهب — باعتباره ملاذًا آمنًا — بنسبة 0,13% إلى 3390 دولارًا للأوقية.
توجهت أنظار المستثمرين أيضًا إلى بيانات مبيعات التجزئة الأميركية لشهر مايو، التي جاءت دون التوقعات، إذ تراجعت بنسبة 0,9% على أساس شهري لتبلغ 715,4 مليار دولار، مقابل توقعات بانخفاض أقل حدة عند 0,6% وفقًا لاستطلاع «MarketWatch».
وتتجه أنظار الأسواق إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي انطلق الثلاثاء ويستمر ليومين، والذي سيصدر بعده قراره بشأن أسعار الفائدة وتحديث توقعاته للاقتصاد الأميركي.
وعلى صعيد سوق السندات، تراجع العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4,43%، مقارنة بـ4,45% في ختام جلسة الاثنين، فيما استقر العائد الألماني لنظيره عند 2,52%.
أما في سوق العملات، فشهد الدولار استقرارًا شبه تام مقابل اليورو، مسجلًا 1,1562 دولار لكل يورو.