حقّقت أسهم كبرى شركات الألعاب العالمية قفزات لافتة خلال الأشهر الـ12 الماضية، متفوّقة على أداء أبرز مؤشرات الأسهم الأميركية، وسط إعادة تقييم هيكلية للقطاع وتحوّله نحو نماذج ربحية مستدامة ومتعددة القنوات.
وفقاً لتحليل صادر عن منصة «إيتورو» للتداول والاستثمار، ارتفعت أسهم شركات الألعاب الرئيسة بنسبة متوسطة بلغت 46% خلال عام واحد، مقارنةً بعائد بلغ 12% لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، و13% لمؤشر «ناسداك»، و5% فقط لمؤشر «فوتسي 100» البريطاني.
سجّلت شركتا «كابكوم» و«كونامي» اليابانيتان مكاسب تجاوزت 300% خلال خمس سنوات، بنسبة 338% و438% على التوالي، ما يعكس الإمكانات الاستثمارية طويلة الأجل في قطاع الألعاب، خاصةً في ظل التوسع الرقمي ونمو نماذج الاشتراك والخدمات المستمرة.
قالت لالي آكونر، المحللة العالمية للأسواق لدى «إيتورو»: «ما نشهده اليوم يتجاوز مجرد تأثير الإصدارات الكبرى مثل «GTA VI» أو جهاز «سويتش» الجديد من «نينتندو». هناك تحول جوهري في طبيعة أعمال هذه الشركات نحو الإيرادات المتكررة من خلال التوزيع الرقمي والخدمات المستمرة»، وفق وكالة رويترز.
بحسب آكونر، أصبحت «كابكوم» مثالاً على هذا التحول، إذ وصلت نسبة مبيعاتها الرقمية إلى 78%، وهو ما بات يُعد معياراً مرجعياً لبقية شركات القطاع.
أشارت آكونر إلى أن السلاسل الناجحة في قطاع الألعاب باتت تتحرر من حدود أجهزة التحكم التقليدية، لتتحوّل إلى أفلام، وتطبيقات، وتجارب ترفيهية في حدائق الملاهي، ما يوفّر قنوات دخل متعددة ويسهم في استقرار الإيرادات.
أضافت أن «الشركات اليابانية أظهرت نضجاً في إدارة هذا التوسّع، مدعومة بانضباط مالي وتوظيف مدروس، وهو ما منحها ميزة على بعض الشركات الأميركية التي تعاني من آثار التوسع المفرط».
مع اقتراب إطلاق جهاز «سويتش» الجديد من «نينتندو» وتوقعات بروز إصدارات بارزة هذا العام، تستمر شهية المستثمرين تجاه أسهم الترفيه التفاعلي، في ظل بيئة اقتصادية تُعيد فيها الأسواق تقييم القطاعات القادرة على تحقيق النمو المستدام.