عقب صدور بيانات التضخم في المملكة المتحدة، اليوم الأربعاء، خرج جيريمي هانت وزير الخزانة البريطاني ليحتفل بنجاح سياسة بنك إنجلترا بعدما أظهرت البيانات تراجعًا على أساس "سنوي" فقط لمعدلات التضخم التي يبدو أنها لا تزال مثيرة للارتباك ومتضاربة، حيث إن الأرقام الأحدث منحت الأسواق إشارات مقلقة.
وتأتي بيانات مؤشر أسعار المستهلكين وتبريكات هانت لزميله أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا قبل اجتماع البنك غدًا الخميس بشأن أسعار الفائدة، بيد أن بيانات التضخم لم تكن جميعها على قدر تفاؤل جيريمي هانت.
بيانات التضخم
أظهرت بيانات مكتب الإحصاء البريطاني، اليوم الأربعاء، أن مؤشرات التضخم في المملكة المتحدة خلال شهر فبراير الماضي قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2021.
ووفقا للبيانات، فقد سجل مؤشر التضخم في بريطانيا نحو 3.4% على أساس سنوي خلال شهر فبراير، وهو ما جاء أقل من توقعات الأسواق التي رجحت 3.5%، ومقابل 4% في فبراير 2022.
اقرأ أيضًا- سيناريوهات قرار الفيدرالي.. هذا ما قد يقوله جيروم باول
وتباطأ مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) (سنويا) (فبراير) 4.5% أفضل من توقعات بنمو 4.6% ومقابل 5.1% في فبراير 2023.
وتباطأ مؤشر أسعار المنتجين الأساسي للمنتوج (شهريا) (فبراير) إلى 0.2% مقابل 0.3%، وتباطأ مؤشر أسعار التجزئة الأساسي (سنويا) (فبراير) إلى 3.5% مقابل 3.8%.
بيانات سلبية
وفي المقابل ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) (شهريا) (فبراير)إلى 0.6% مقابل الانكماش السابق بنسبة -0.9% ومقابل توقعات بنمو في حدود 0.7%.
وارتفع مؤشر أسعار المنتجين الأساسي للمنتوج (سنويا) (فبراير) 0.3% مقابل الانكماش بنسبة -0.3%، وارتفع مؤشر أسعار التجزئة الأساسي (شهريا) (فبراير)0.7% مقابل الانكماش -0.4%.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين (شهريا) (فبراير) بنسبة 0.6% دون التوقعات بنمو 0.7% ومقابل انكماش فعلي خلال يناير الماضي بنسبة في حدود -0.6%.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك البريطاني (CPI) غير المعدل موسمياً (NSA) إلى 132.3 نقطة مقابل 131.5 نقطة، وارتفع مؤشر أسعار المنتجين (الإنتاج) (شهريا) (فبراير) إلى 0.3% مقابل نموًا صفريًا.
اقرأ أيضًا- انقلاب بالين.. على اعتاب قاع 1990 والقوة الشرائية تتآكل
أسرع وتيرة
ووفقًا لمكتب الإحصاء البريطاني GOV.UK تعد قراءة التضخم اليوم هي أدنى مستوى يسجله التضخم منذ عامين، وكانت وتيرة الانخفاض هي أسرع وتيرة يسجلها التضخم السنوي في بريطانيا منذ عام 1978.
وكشف تقرير مكتب الإحصاء عن أن التباطؤ الكبير في مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي خلال فبراير جاء بفضل تراجع معدل تضخم أسعار الغذاء الذي بلغ 5%، انخفاضا من 6.5%، وهو الانخفاض الحادي عشر على التوالي.
احتفال هانت
وفي غضون ذلك وعقب صدور البيانات، أشاد وزير خزانة بريطانيا جيريمي هانت، في بيان اليوم الأربعاء، ببيانات مؤشر أسعار المستهلك في البلاد (التضخم البريطاني) خلال شهر فبراير الماضي، مشيرا إلى أن خطة بنك إنجلترا في خفض التضخم ناجحة.
ولفت وزير الخزانة البريطاني هانت إلى أن التضخم لم ينخفض بشكل حاسم فحسب، بل من المتوقع أيضا أن يصل إلى هدف بنك إنجلترا البالغ 2% في غضون شهور، وهذا الأمر قد يفتح المجال أمام بنك إنجلترا للبدء في خفض أسعار الفائدة.
اقرأ أيضًا- الملابس تقود ارتفاع الأسعار في الكويت
وقال هانت: "إن انخفاض التضخم في بريطانيا يمهد الطريق لظروف اقتصادية أفضل، من الممكن أن تسمح بمزيد من التقدم في تعزيز النمو الاقتصادي، وذلك عن طريق خفض التأمين الوطني، وإلغاء الضريبة المزدوجة على العمل".
منخفضة للغاية
وفي مذكرة بحثية حديثة قال محللو بنك مورغان ستانلي: "إن احتمالات بدء بنك إنجلترا في خفض سعر الفائدة خلال الأشهر القليلة المقبلة منخفضة للغاية".
وجاءت هذه التوقعات بعدما كشفت البيانات نمو الأجور في بريطانيا بأبطأ وتيرة منذ عام 2022 خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في فبراير، ما يعكس انحسار الضغوط التضخمية الأمر الذي سيؤثر على قرارات بنك إنجلترا المستقبلية.
وقال محللو مورغان ستانلي: "سوق العمل في بريطانيا لم يعد قويا كما كان، حيث أظهرت البيانات الأخيرة، أن معدل البطالة في بريطانيا سجل ارتفاعا إلى 3.9% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في فبراير على أساس سنوي، وهو أسوأ من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيله 3.8%".
اقرأ أيضًا- تعويم مصر حُر أم مُدار.. كيف استقوى الجنيه بعد ضعف عامين!؟
وأضاف محللو مورغان ستانلي: "بنك إنجلترا قد يبدأ خفض سعر الفائدة باجتماع مايو المقبل، ولكن لا يزال الأمر يتطلب مؤشرات من بنك إنجلترا تؤيد هذا الاحتمال".
وتابع محللو مورغان ستانلي: "ودون وجود مؤشرات قوية قد يخفض بنك إنجلترا الفائدة باجتماع أغسطس، مع احتمالية أن تصل إجمالي تخفيضات الفائدة البريطانية إلى 100 نقطة أساس هذا العام".
تعديل التوقعات
وعدلت مجموعة سيتي غروب توقعاتها بشأن التخفيض الأول لأسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا إلى شهر يونيو، وذلك مقابل توقعات سابقة التي تبدأ في أغسطس.
بيد أنه وفي الوقت ذاته أبقت المجموعة توقعاتها بشأن مقدار خفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة في العام الجاري دون تغيير عند 125 نقطة أساس.
ووفقًا لمذكرة سيتي غروب، يرى محللو البنك أنه نظرا للنشاط الاقتصادي الضعيف في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى المزيد من التراجع في مؤشرات سوق العمل وأرقام التضخم في الأجور والخدمات، فمن المتوقع الآن أن تبدأ لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا بخفض الفائدة بحلول نهاية الربع الثاني من 2024.
اقرأ أيضًا-مصر تنتظر الإشارة الثالثة.. لماذا تأخرت؟