الاقتصاد البريطاني
الاقتصاد البريطانيShutterstock

الاقتصاد البريطاني يئن.. انكماش وبطالة وعجز

بيانات شديدة السلبية قد تدفع بنك إنجلترا لمراجعة سياسته
حلقة جديدة في مسلسل البيانات الصادمة التي تؤكد يومًا تلو الآخر أن التزام بنك إنجلترا والحكومة البريطانية بسياسة التشديد النقدي سيكبد البريطانيين مزيدًا من الآلام.

وعقب ساعات من صدمة البطالة، ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء البريطاني انكمش اقتصاد المملكة المتحدة بشدة بأكثر من توقعات الأسواق تزامنًا مع تباطؤ حاد في النشاط الصناعي.

وتأتي تلك البيانات قبل ساعات من صدور مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي وبيانات الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو، والتي قد ترسم صورة أكثر قتامة لآفاق نمو الاقتصاد العالمي.

التضخم في المملكة المتحدة لا يزال مرتفعا للغاية، حيث يواجه بنك إنجلترا الآن تأثيرات الجولة الثانية من ارتفاع التضخم.
هيو بيل
غير متوقعة

وفي غضون ذلك، إنكمش اقتصاد المملكة المتحدة أكثر من المتوقع في يوليو، مما يشير إلى تباطؤ مواجهة قطاع الاقتصاد لسياسات التشديد النقدي من قبل بنك إنجلترا.

وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية، اليوم الأربعاء، أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 0.5% مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت الأرقام أن الاقتصاد استقر على أساس سنوي في يوليو، في حين كان الاقتصاديون يتوقعون ارتفاعاً بنسبة 0.4%.

اقرأ أيضًا- قبل بيانات حاسمة.. النفط يتحرك بحذر مع تصارع قوى السوق
قطاع الإنشاء

تراجعت بيانات البنية التحتية البريطانية (سنويا) (يوليو) بأعلى من التوقعات إلى 2.8% مقابل توقعات 2.9% ومقابل نمو فعلي في يوينو بنسبة 4.6%.

وانكمش إنتاج قطاع الإنشاءات (شهريا) (يوليو) -0.5% مقابل توقعات بالانكماش ذاته ومقابل نمو فعلي في يونيو بنسبة 1.6%.

الناتج المحلي

انكمش الناتج الإجمالي المحلي (شهريا) (يوليو) بنسبة -0.5% بأعلى من التوقعات بانكماش بنسبة -0.2% ومقابل نمو فعلي في يونيو بنسبة 0.5%.

وعلى أساس سنوي، لم ينمو الناتج الإجمالي المحلي (سنويا) (يوليو) ليسجل 0% مقابل توقعات بنمو 0.4% ومقابل نمو فعلي في يونيو بنسبة 0.9%.

الأسر البريطانية ستتعرض لمزيد من الآلام مع التزام بنك إنجلترا بسياسة رفع أسعار الفائدة.
كبير الاقتصاديين لدى بنك إنجلترا
الإنتاج الصناعي

وانكمش الإنتاج الصناعي (شهريا) (يوليو) بنسبة 0.7% مقابل توقعات بانكماش 0.6% ومقابل نمو فعلي في يونيو بنسبة 1.8%.

وعلى أساس سنوي، تباطأ الإنتاج الصناعي (سنويا) (يوليو) إلى 0.4% بأقل من التوقعات التي أشارت إلى تسجيل نمو 0.5% وأقل من القراءة السابقة عند 0.7%.

اقرأ أيضًا- الأسواق على صفيح ساخن.. بيانات يترقبها الفيدرالي ويخشاها الجميع
الإنتاج التصنيعي

ويختلف إنتاج التصنيع عن الإنتاج الصناعي في أنه يحدد التغير في 13 قطاع فرعي من الإنتاج والذي يرتبط بشكل مباشر بالتصنيع، حيث تؤلف الصناعات التصنيعية حوالي 80% من الإنتاج الصناعي الإجمالي.

وبحسب بيانات مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، انكمش مؤشر الإنتاج التصنيعي (شهريا) بنسبة -0.8% مقابل توقعات بانكماش -0.1% ومقابل نمو سابق بنسبة 2.4%.

وعلى أساس سنوي، تباطأ مؤشر الإنتاج التصنيعي (سنويا) (يوليو) بنسبة 0.3% مقابل 3.1% في القراءة السابقة خلال يونيو الماضي.

إجمالي العجز

ووفقًا للبيانات، بلغ عجز الناتج الإجمالي المحلي السنوي (يوليو) 14.06 مليار جنيه إسترليني مقابل توقعات بعجز 16 مليار جنيه إسترليني ومقابل عجز فعلي بقيمة 15.48 مليار دولار.

وسجل الميزان التجاري خارج الإتحاد الأوروبي (يوليو) عجزًا بقيمة 2.36 مليار جنيه إسترليني مقابل عجز بقيمة 2.77 مليار جنيه في يويو الماضي.

من المُرجح أن تشهد بريطانيا انخفاضا طفيفا في التضخم بشهر سبتمبر، بيد أن جهود مكافحة التضخم لم تنته بعد.
جيريمي هانت
البريطانيون يتألمون

وفي غضون ذلك، يبدو أن الأسر البريطانية ستتعرض لمزيد من الآلام مع التزام بنك إنجلترا بسياسة رفع أسعار الفائدة، وفقًا لكبير الاقتصاديين لدى بنك إنجلترا، هيو بيل.

وأشار كبير الاقتصاديين لدى بنك إنجلترا، هيو بيل إلى أن التضخم في المملكة لا يزال مرتفعا للغاية، حيث يواجه بنك إنجلترا الآن تأثيرات الجولة الثانية من ارتفاع التضخم.

وقال كبير الاقتصاديين لدى بنك إنجلترا، هيو بيل: "ليس هناك مجال لتهاون بنك إنجلترا بشأن التضخم" مؤكدًا أن البنك بحاجة إلى إنجاز مهمته فيما يتعلق بالتضخم.

وأكد هيو بيل أنه يجب أن يتعامل بنك إنجلترا بحذر شديد حيال التضخم على الرغم من انخفاض المعدل العام، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن بعض مؤشرات التضخم تطورت بشكل أقل خطورة في الآونة الأخيرة.

اقرأ أيضًا- روسيا: إنتاجنا النفطي سيهبط 1.5% خلال 2023
بنك انجلترا

ويأتي الانكماش بعد أن نما الاقتصاد فوق التوقعات في الربع الثاني، مدفوعاً بقطاع الخدمات أقوى من المتوقع.

ويشير التراجع في شهر يوليو إلى أن سياسة بنك إنجلترا لرفع أسعار الفائدة بدأت في تخفيف بعض الضغط عن اقتصاد المملكة المتحدة.

وسيقرر بنك إنجلترا الأسبوع المقبل الاجتماع بشأن ما إذا كان سيرفع سعر الفائدة مرة أخرى، ليتجاوز معدله الحالي البالغ 5.25%، حيث يتطلع إلى تخفيف التضخم السريع في الأسعار.

قرار مرتقب

تأتي تلك البيانات في الوقت الذي أكد خلاله وزير خزانة بريطانيا ، جيريمي هانت، نهاية الأسبوع الماضي بتمسك الحكومة في الممكلة المتحدة بخطة بنك إنجلترا الرامية لخفض التضخم.

وأشار جيريمي هانت إلى أن بريطانيا تسير على الطريق الصحيح لخفض التضخم إلى النصف هذا العام، وذلك من خلال التزام الحكومة بخطتها.

وقال هانت: "من المُرجح أن تشهد بريطانيا انخفاضا طفيفا في التضخم بشهر سبتمبر، بيد أن جهود مكافحة التضخم لم تنته بعد".

ولفت هانت إلى أهمية التمسك بخطة البلاد لخفض التضخم إلى النصف هذا العام وإعادته إلى الهدف البالغ 2% في أقرب وقت ممكن.

السياسة النقدية

ولفت كبير الاقتصاديين لدى بنك إنجلترا إلى أن هناك الكثير من السياسات التي يتعين على بنك إنجلترا تنفيذها.

وأوضح هيو بيل أن بنك إنجلترا يحتاج إلى التأكد من أنه يفعل ما يكفي فيما يتعلق بالسياسة النقدية، وأن السياسة النقدية يجب أن تكون مقيدة بما فيه الكفاية، وأن تظل هكذا لفترة كافية من الوقت.

وأشار هيو بيل إلى أن هناك احتمالا لأن يضطر بنك إنجلترا لرفع أسعار الفائدة إلى معدلات تفوق المتوقع، لمكافحة التضخم.

اقرأ أيضًا- مشهد قاتم.. رجل أوروبا المريض يهوي بالثقة في منطقة اليورو

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com