تجاوز مؤشر «فوتسي 100» البريطاني اليوم الثلاثاء، وللمرة الأولى في تاريخه، مستوى 9,000 نقطة، مدعوماً بتزايد الإقبال على سوق يُعدّ بمنأى نسبياً عن التهديدات الجمركية، إلى جانب تصاعد التوقعات بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل «بنك إنجلترا».
وسجّل المؤشر القيادي ارتفاعاً بنسبة 0.1% ليصل إلى 9,001.1 نقطة عند الساعة 11 بتوقيت غرينيتش، محققاً مستوى قياسياً جديداً خلال الجلسة، في حين ارتفع مؤشر «فوتسي 250» ذو التركيز المحلي بنسبة 0.6%، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال جوناثان أونوين، مدير إدارة المحافظ الاستثمارية في المملكة المتحدة لدى «ميرابو لإدارة الثروات» لرويترز: «السوق البريطانية لعبت دور الملاذ الآمن في مواجهة حالة عدم اليقين المحيطة بالتجارة العالمية خلال الأشهر الماضية، ويُعزى ذلك جزئياً إلى التوصل السريع لاتفاق تجاري بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة».
وتعدّ المملكة المتحدة أحد البلدين الوحيدين اللذين أبرما اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة.
وأضاف أونوين: «توقعات خفض أسعار الفائدة في المملكة المتحدة تدعم كذلك الأسهم الحساسة للفائدة، في وقت تلاشى فيه إلى حد كبير الأثر السلبي لسعر الصرف الناتج عن ضعف الدولار».
وكان المؤشر القيادي قد قفز بنحو 20% منذ أدنى مستوياته المسجلة في أبريل، حين أدت تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية بمناسبة «يوم التحرير» إلى هزات في الأسواق العالمية.
ومن المنتظر أن تكشف وزيرة المالية البريطانية، رايتشل ريفز، في وقت لاحق من اليوم، عن إجراءات جديدة تهدف إلى تسهيل الحصول على قروض عقارية، وذلك خلال كلمتها السنوية في «مانشن هاوس»، كما يترقّب المستثمرون تصريحات محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، بشأن آفاق السياسة النقدية للبنك المركزي.
وبحسب بيانات جمعتها «إل إس إي جي» (LSEG)، فإن الأسواق تقدر احتمال قيام البنك بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أغسطس المقبل بنسبة 89%.
وفي ما يتعلق بالقطاعات، أظهرت البيانات تحسناً في الإنفاق الاستهلاكي في المملكة المتحدة خلال يونيو، بعد أداء ضعيف في مايو، مدعوماً بارتفاع الطلب على المراوح والملابس الصيفية وسط موجة حر استثنائية.
وعلى صعيد الأسهم، قفز سهم «إكسبيريان» بنسبة 4.7% بعدما أعلن مزوّد البيانات الائتمانية عن نمو عضوي نسبته 8% في إيراداته خلال الربع الأول، وأكد توقعاته للسنة المالية.
في المقابل، هبط سهم «بارات ريدرو» بنسبة 6.2%، بعد أن توقّع أكبر مطور عقاري في البلاد انخفاضاً في عدد تسليمات الوحدات السكنية خلال السنة المالية 2025، وسط عودة المخاوف بشأن القدرة على تحمّل تكاليف السكن، ما أثنى المشترين الأفراد عن الإقدام على الشراء.
وتراجع سهم «بي آند إم» بنسبة 8.5% بعدما جاءت مبيعاته في السوق البريطانية، على أساس المثل بالمثل، أقل من التوقعات خلال الربع الأول.