سجّلت عملة «بيتكوين» حجم تداولات تجاوز 5.7 تريليون دولار في الأسواق الفورية منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف مايو، بحسب بيانات يومية من كبرى منصات التداول العالمية، ما يعكس استمرار الزخم في أكبر العملات المشفّرة رغم التقلّبات الحادة التي شهدتها الأسواق.
في يناير، بلغ متوسط التداول اليومي نحو 55.8 مليار دولار، ما رفع إجمالي التعاملات إلى نحو 1.73 تريليون دولار. إلا أن شهر فبراير شهد تراجعاً في حجم السيولة، إذ انخفض المتوسط اليومي إلى 30 مليار دولار فقط، ليصل إجمالي التداول إلى 870 مليار دولار تقريباً.
عادت التداولات إلى الارتفاع في مارس مع متوسط يومي بلغ 43 مليار دولار، ما نتج عنه إجمالي شهري يناهز 1.33 تريليون دولار.
في أبريل، ورغم التراجع النسبي في السيولة، سجّلت الأسواق تداولات بقيمة 1.05 تريليون دولار.
لكن مع بداية مايو، عاد المتوسط اليومي للصعود إلى نحو 45 مليار دولار، ليبلغ إجمالي التداول في أول 16 يوماً من الشهر نحو 720 مليار دولار.
إلى جانب «بيتكوين»، سجّلت العملات الرقمية الأخرى تداولات ضخمة منذ بداية العام، بقيادة العملات العشر الأكبر بعد البيتكوينو، وهي:
إيثيريوم (Ethereum): بلغ إجمالي تداولاته في الأسواق الفورية أكثر من 2.1 تريليون دولار حتى منتصف مايو، مدفوعاً بنشاط كبير في التطبيقات اللامركزية والمنصات الذكية.
عملة سولانا (Solana): تخطّت تداولاتها 480 مليار دولار، مع تجدد اهتمام المستثمرين بالمشاريع المعتمدة على سلاسل الكتل الأسرع.
عملة ريبل (XRP): تجاوزت تداولاتها 390 مليار دولار خلال الفترة نفسها، على خلفية مستجدات قانونية في الولايات المتحدة ودعم من التحويلات عبر الحدود.
عموماً، بلغ إجمالي حجم تداول العملات الرقمية الكبرى (بما فيها بيتكوين) أكثر من 10 تريليونات دولار منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف مايو، ما يجعل سوق العملات الرقمية أحد أكثر الأسواق سيولة في العالم.
في المقابل، تشير بيانات «ناسداك» و«نيويورك ستوك إكستشينج» إلى أن إجمالي تداولات الأسهم الأميركية خلال الفترة نفسها بلغ نحو 8.3 تريليون دولار، موزعة بين الأسهم التقنية الكبرى وشركات الطاقة والخدمات المالية.
ورغم عمق السوق الأميركي، فإن أسواق العملات الرقمية تفوقت عليه من حيث حجم التداول الإجمالي اليومي، مدعومة بتنوع المنصات وتوسّع قاعدة المستثمرين الأفراد والمؤسسات.
تشير البيانات إلى أن اهتمام المستثمرين المؤسسيين بالعملات المشفّرة، وتحديداً «بيتكوين» وإيثيريوم، لا يزال قوياً. فمع اتساع نطاق النقاشات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا، وتزايد انكشاف الصناديق المالية على العملات الرقمية، يحافظ السوق على حجم تداول مرتفع رغم المخاطر المحيطة.
رغم غياب بيانات تفصيلية رسمية، تشير مؤشرات منصات التداول إلى تسجيل نمو متسارع في حجم التعاملات في دول الخليج ومصر والمغرب، مدفوعاً بزيادة الوعي الاستثماري وانتشار المحافظ الرقمية.
يتوقع المحللون أن تستمر تداولات العملات الرقمية في التوسع، مع ترقّب اعتماد صناديق «ETF» إضافية، وظهور مشاريع جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات سلاسل الكتل.
فيما يرجح أن تشهد الأسواق موجات سيولة قوية، خاصة إذا تراجعت أسعار الفائدة العالمية، ما يعزز شهية المستثمرين للأصول عالية المخاطر.