شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية تذبذباً خلال تعاملات الاثنين بعد منتصف اليوم، حيث تقلبت بين المكاسب والخسائر، في حين تراجعت عوائد سندات الخزانة بشكل ملحوظ، وسط تقارير عن بدء إيران في استهداف أصول أميركية في المنطقة.
وسجّل مؤشر «ناسداك المركب» ارتفاعاً بنسبة 0.4% ليصل إلى 19,529.2 نقطة، وصعد مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» بنسبة 0.4% إلى 5,989.5 نقطة، فيما تقدم مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.3% إلى 42,318.8 نقطة. وكان قطاع الطاقة الخاسر الوحيد خلال الجلسة، بينما تصدّر قطاع السلع الاستهلاكية التقديرية قائمة الرابحين.
قفز سهم «تسلا» بنسبة 9.9% خلال الجلسة محققاً أفضل أداء على مؤشري «ستاندرد أند بورز 500» و«ناسداك»، بعد أن أطلقت الشركة أولى رحلات سياراتها ذاتية القيادة «روبوتاكسي» في تكساس يوم الأحد. وأشاد المحلل دانييل آيفز من «ويدبوش سيكيوريتيز» لرويترز بهذه الخطوة، معتبراً أن النتائج فاقت توقعاته. وتم الإعلان عن إطلاق الخدمة خلال عطلة نهاية الأسبوع عبر منصة «إكس» الاجتماعية بحضور الرئيس التنفيذي إيلون ماسك.
وفي تطور ميداني، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين تأكيدهم أن إيران أطلقت صواريخ على قواعد أميركية في قطر، فيما أظهرت مقاطع مصورة التقطها سكان محليون في قطر ومضات وانفجارات. ووقعت الهجمات بعد نحو ساعة من إعلان قطر إغلاق مجالها الجوي تحسباً لضربة إيرانية محتملة. وأكد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون للصحيفة أن إيران أطلقت بالفعل صواريخ باتجاه قطر.
وأفاد موقع «أكسيوس» نقلاً عن مسؤول إسرائيلي بأن إيران أطلقت عشرة صواريخ تجاه قطر يوم الاثنين.
في هذه الأثناء، انخفضت معظم عوائد سندات الخزانة الأميركية، حيث تراجع العائد على السندات لأجل عشر سنوات بمقدار 7.3 نقاط أساس إلى 4.3%، والعائد على السندات لأجل عامين بمقدار 8.1 نقاط أساس إلى 3.83%.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.5% إلى 3,402.91 دولار للأونصة، متجاوزة جميع الخسائر التي سجلتها في وقت سابق من الجلسة.
ورغم أن بداية تعاملات الاثنين كانت هادئة نسبياً، فإن المخاطر المرتبطة بالصراع بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل ما تزال حاضرة على المديين القصير والطويل، بحسب تييري ويزمان، استراتيجي العملات العالمية وأسواق الفائدة في «ماكواري غروب».
وقال ويزمان لوكالة رويترز: «هذه المخاطر تشمل احتمال تدخل روسيا، وكيفية استغلال الصين للوضع، وإمكانية حدوث زعزعة للاستقرار داخل إيران، بالإضافة إلى التأثير المحتمل على المشهد السياسي الأميركي». وأضاف: «طالما لم يتم حل هذه المخاطر بشكل جذري، فمن المرجح أن تستمر في الضغط على الأسواق بشكل سلبي». وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4% إلى 70.93 دولار للبرميل.
وفي سياق السياسة النقدية، قالت ميشيل بومان، نائبة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي والمشرفة على القطاع المصرفي، إن لجنة السوق المفتوحة قد تدرس خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعها المقبل في يوليو إذا سمحت الظروف.
وأوضحت بومان خلال مؤتمر نظمه «المجلة الدولية للبنوك المركزية» والبنك الوطني التشيكي أن التضخم «يبدو أنه يسير بثبات نحو هدف 2%»، وأن التغيرات الأخيرة في السياسات التجارية «من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير في التضخم الأساسي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي».
وأشارت تعليقات ديريك هولت، رئيس قسم الاقتصاد لأسواق رأس المال لدى «سكوتيابنك»، إلى أن كريستوفر والر، أحد أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أبدى في الآونة الأخيرة انفتاحاً على خفض محتمل للفائدة في يوليو، مستبعداً أن يكون للرسوم الجمركية أثر كبير في التضخم، وهو موقف قد يتماشى مع توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي من المنتظر أن يختار خليفة لجيروم باول قبل انتهاء ولايته في مايو المقبل.
على الصعيد الاقتصادي، أظهرت القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات للقطاع الصناعي الصادر عن «ستاندرد أند بورز غلوبال» ثبات المؤشر عند مستوى 52 نقطة في يونيو، وهو المستوى نفسه المسجل في مايو، بينما كانت التوقعات تشير إلى تراجع طفيف إلى 51 نقطة، وفق استطلاع «بلومبرغ». وتدل القراءة على استمرار النمو في القطاع الصناعي، ما يتناقض مع المؤشرات السلبية التي صدرت مؤخراً من بنوك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك وفيلادلفيا.