تقارير
تقاريرالدولار وبورصة وول ستريت

مصائب الدولار.. الأسواق تتحفز لخسارة سيد العملات

لم يهنأ سيد العملات وزعيم التبادلات التجارية الدولية ببسط نفوذه على الأسواق، مع تحول الأسواق للرهان على خسارة العملة الأميركية التي أذاقت كافة الأصول مرارة الهبوط على مدار أشهر من التشديد النقدي، جنبًا إلى جنب ومفاجأة البنك الدولي التي كشفت عن تخلي البنوك المركزية عن الدولار كعنصر رئيسي في الاحتياطيات الدولية.

وفي الأشهر الماضية، دخلت كافة الأصول المسعرة بالعملة الأميركية في موجة من الهبوط بدءا من النفط مروروًا بالذهب والأسهم وصولاً إلى العملات المشفرة، بيد أن الدفة تحولت للنقيض مع تزايد توقعات الأسواق باقتراب موعد خفض الفائدة.

الفيدرالي قد بدأ في خفض الفائدة بشهر مارس القادم، وهو ما قد يؤدي لتراجع الدولار بشكل واضح.
بنك MUFG
ماذا يحدث؟

تحولت الأسواق إبان اجتماع الفيدرالي الأميركي في سبتمبر الماضي من توقعات باستمرار التشديد النقدي إلى حالة من عدم اليقين حتى اجتماع نوفمبر التالي.

بيد أنه ومع نهاية اجتماعي بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر وديسمبر، دخلت الأسواق في حالة من اليقين بشأن وصول الفيدرالي إلى ذروة رفع أسعار الفائدة ونهاية دورة التشديد.

وفي غضون ذلك، بدأت الأسواق تراهن على خفض أسعار الفائدة في اجتماع مارس أو مايو المقبل، بعدما تأكدت من وصول الفيدرالي الأميركي إلى نقطة تقييد أسعار الفائدة.

اقرأ أيضًا- صفعة لأوروبا وأميركا.. الصين والهند تبتلعان نفط روسيا
الجميع يرتفع

وبعيدًا عن النفط الذي يعيش حالة من التقلبات، ارتفعت العملات المشفرة لتقفز بيتكوين بأكثر من 50%، جنبًا إلى جنب والطفرة في أسعار أسهم التكنولوجيا وناسداك 100.

وفي الوقت ذاته، زادت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق مع تحول العائد على السندات الأميركية إلى المنطقة السلبية نزولًا من ذروة 16 عامًا.

وفي غضون ذلك، تحول رهان الأسواق على سقوط الدولار مع تحول شهية المخاطر، لتندفع الأسهم الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ بداية العام.

تتجه عائدات الخزانة الأميركية نحو الانخفاض بسبب التوقعات المتزايدة بشأن أول خفض لأسعار الفائدة.
كلفن وونغ
عائد السندات

وقال كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في أواندا كلفن وونغ: "تتجه عائدات الخزانة الأميركية نحو الانخفاض بسبب التوقعات المتزايدة بشأن أول خفض لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في مارس".

وأضاف وونغ: "أسعار الذهب تجعل الأسهم متحفزة للغاية في الوقت الحالي في ظل توقعات خفض الفائدة".

اقرأ أيضًا- لأول مرة بـ 8 سنوات.. الانقسام يضرب المركزي الياباني
الضوء الأخضر

ويرى المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي، ييب جون رونغ أن الأصول المسعرة بالدولار وعلى رأسها الذهب استأنفت اتجاهها الصعودي في الأسبوع الجديد.

وعزى رونغ الارتفاع إلى أن الأسواق تلقّت الضوء الأخضر من بيانات إنفاق الاستهلاك الشخصي الأميركية التي جاءت أقلّ من المتوقع يوم الجمعة الماضي، والتي تؤكد صحة توقعات خفض أسعار الفائدة.

وقال رونغ: "ما دام الاتجاه في البيانات الاقتصادية قائمًا، فقد تتطلع أسعار الذهب إلى اختراق آخر لنطاق التعزيز العلوي عند مستوى 2080 دولارًا في المستقبل".

الأسواق تلقّت الضوء الأخضر من بيانات إنفاق الاستهلاك الشخصي والتي تؤكد صحة توقعات خفض أسعار الفائدة.
ييب جون رونغ
الدولار الآن

ولا يزال الدولار تحت الضغط، اليوم الأربعاء، بينما اقترب اليورو من أعلى مستوى له في أربعة أشهر في ظل هيمنة التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة قريبا على السوق.

ومن المرجح أن يشهد الأسبوع تداولات ضعيفة في ظل قضاء المتداولين في أنحاء العالم لعطلات حتى بداية العام الجديد.

ووصل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ستة عملات منافسة، إلى 101.54 نقطة بالقرب من أدنى مستوى له في خمسة أشهر البالغ 101.42 نقطة والذي لامسه الأسبوع الماضي.

 اقرأ أيضًا- صراع واشنطن وبكين.. خطوة للأمام وأخرى للخلف
خسائر قوية

ويتجه المؤشر نحو الانخفاض 1.9 % في عام 2023 بعد عامين متتاليين من المكاسب القوية على خلفية رفع الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة لمحاربة التضخم.

ويأتي التراجع الأخير في الدولار ناتج عن توقع الأسواق بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة العام المقبل وهو ما سيؤثر على جاذبية الدولار مع توقعات تراجع العائد على الأموال الفيدرالية

وتتوقع الأسواق الآن فرصة قدرها 79% لخفض أسعار الفائدة بدءا من مارس المقبل 2024، وفقا لخدمة فيد ماركت ووتش.

الأصول المسعرة بالدولار وعلى رأسها الذهب استأنفت اتجاهها الصعودي في الأسبوع الجديد.
ييب جون رونغ
عودة اليورو

وفي الوقت نفسه، ارتفع اليورو 0.1% إلى 1.123 دولار بعد أن لامس أعلى مستوى له في أربعة أشهر عند 1.1045 دولار، أمس الثلاثاء.

وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة2% خلال العام وهي في طريقها لتحقيق مكاسب للشهر الثالث على التوالي، وهو ما يتوافق مع الارتفاع الذي حققته العام الماضي.

اقرأ أيضًا-خطوة إماراتية فارقة لتنظيم الشركات العائلية
تقلبات الين

وفي غضون ذلك، ارتفع الين 0.1% بعدما تراجع بالتعاملات المبكرة 0.2 %إلى 142.64 للدولار.

ويتجه الين نحو الانخفاض 8% خلال العام على الرغم من قوته في الأسابيع الماضية في ظل رهان المتداولين على أن بنك اليابان المركزي سيتخلى قريبا عن سياسته النقدية فائقة التيسير.

وأظهر ملخص اجتماع بنك اليابان المركزي يومي 18 و19 ديسمبر أن صناع السياسات في البنك يرون ضرورة الإبقاء على السياسة النقدية فائقة التيسير في الوقت الحالي، وأن بعضهم دعا إلى إجراء نقاش أعمق حول التخلي في المستقبل عن هذه السياسة.

ذروة جديدة

ووصل الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي إلى ذروة جديدة في خمسة أشهر لكنهما انخفضا قليلا في التداول المبكر.

وبلغ أحدث سعر لتداول الدولار الأسترالي 0.6822 دولار بينما وصل الدولار النيوزيلندي إلى 0.6321 دولار.

توقعت الأسواق الآن فرصة قدرها 79% لخفض أسعار الفائدة بدءا من مارس المقبل 2024.
فيد ووتش
مزيد من الهبوط

وتوقع محللو بنك MUFG تزايد خسائر الدولار الأميركي حتى مع الوصول إلى مستوى منخفض جديد لم يشهده منذ يوليو الماضي.

و قام المحللون في المصرف الياباني MUFG بتخفض توقعاتهم للعملة الأميركية مع زيادة المؤشرات على تباطؤ التضخم ومؤشر نفقات المستهلك.

و قال الاقتصاديون في بنك MUFG: "في حال وصل معدل نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى هدف الفيدرالي 2.0%، ستزيد التكهنات باحتمالية أن يبدأ الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بوقت مبكر من شهر مارس 2024".

و أشار المحللون في البنك الياباني إلى أنه من المحتمل أن يستمر مؤشر الدولار الأميركي في الانخفاض أكثر بسبب البيانات الاقتصادية المرتقب صدورها.

بلا أنياب

وتوقع خبراء البنك الياباني MUFG توقعوا أن يضعف الدولار الأميركي مقابل اليورو والجنيه الإسترليني ولكن لفترة قصيرة.

وقال المحللون لدى بنك MUFG: "الفيدرالي الأميركي قد يبدأ في خفض الفائدة بشهر مارس القادم، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الدولار بشكل واضح".

اقرأ أيضًا- الأرقام تُجبر بنك اليابان على التخلي عن حقبة الفائدة السلبية

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com