سعر النفط الروسي بالروبل يهبط لأدنى مستوى في عامين وسط عجز مالي متزايد

انخفض سعر النفط الروسي بالروبل إلى أدنى مستوى له منذ عامين، متراجعاً دون عتبة 4 آلاف روبل للبرميل، أي أقل بنحو 40% من المستوى المُقدّر في الميزانية الفيدرالية، وفقاً لبيانات نُشرت اليوم الثلاثاء، ما يزيد الضغوط على الكرملين الذي يواجه عجزاً مالياً متفاقماً.

تعتمد روسيا، ثاني أكبر مُصدر للنفط في العالم، بشكل كبير على إيرادات النفط والغاز، وهي نقطة قوة وضعف في آنٍ واحد، منذ اكتشاف السوفييت أحد أكبر مكامن الطاقة في سيبيريا الغربية عقب الحرب العالمية الثانية.

قد يُعيق التراجع المستمر في أسعار النفط، دون المستوى المُعتمد في الموازنة، قدرة موسكو على مواصلة الحرب في أوكرانيا، على الرغم من أن رفع الضرائب أو خفض بعض النفقات مؤقتاً قد يخفف من أثر انخفاض الأسعار.

فيما تراجعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 10% خلال ست جلسات متتالية، بأكثر من 20% منذ أبريل، في ظل مخاوف من تراجع الطلب العالمي بعد الإجراءات الجمركية التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما عزز التوقعات بحدوث تباطؤ اقتصادي عالمي.

وفق حسابات وكالة «رويترز»، بلغ متوسط سعر مزيجي «الأورال» و«إسبو» الروسيين في الثاني من مايو 48.92 دولار للبرميل، أي ما يعادل 3987 روبلاً، وهو ما يقل بأكثر من 40% عن السعر المعتمد في الموازنة الفيدرالية لهذا العام البالغ 6726 روبلاً للبرميل.

يعد هذا المستوى الأدنى منذ مايو 2023، وفقاً لبيانات «رويترز»، كما أنه أدنى من التقديرات المُحدّثة مؤخراً التي وضعتها الحكومة عند 5281 روبلاً للبرميل لأغراض احتساب الإيرادات الضريبية من النفط.

يُعزى التراجع في السعر بالروبل جزئياً إلى قوة العملة الروسية، المدعومة بتوقعات تخفيف العقوبات الغربية في سياق مفاوضات محتملة مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب.

كما أثّر في الأسعار قرار «أوبك+» — التي تضم روسيا — تسريع زيادة إنتاج النفط، ما زاد من المعروض في السوق.

وتسببت تراجعات أسعار الطاقة، التي تشكّل ثلث إيرادات الميزانية الروسية، في رفع الحكومة لتقديراتها بشأن العجز المالي لعام 2025 من 0.5% إلى 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي، بعد أن خفضت توقعاتها لإيرادات الطاقة بنسبة 24% نظراً لاحتمال استمرار الأسعار المنخفضة لفترة مطولة.

ورفعت روسيا بالفعل إنفاقها العسكري لعام 2025 بنسبة 25% ليصل إلى 6.3% من الناتج المحلي، وهو أعلى مستوى منذ الحرب الباردة، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا التي تدخل عامها الرابع.

يرى العديد من المحللين أن الحكومة الروسية ستكون مضطرة إلى رفع الضرائب، وتقليص بعض النفقات الاجتماعية الحساسة، واللجوء إلى الاقتراض لتفادي المساس بميزانية الدفاع.

بينما تُظهر بيانات «رويترز» أن متوسط سعر النفط الروسي بالروبل استمر في التراجع من 5079 روبلاً في مارس إلى 4562 روبلاً للبرميل في أبريل.

تصريحات متباينة  

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، إن موسكو وكييف باتتا أكثر استعداداً للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات «أقرب إلى السلام» بعد تراجع أسعار النفط.

أضاف ترامب: «أعتقد أننا في موقع جيد للتوصل إلى اتفاق مع هذا الانخفاض في أسعار النفط. الطرفان يريدان ذلك، أوكرانيا تريد الاتفاق».

لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف رد بالقول إن «أسعار النفط ليست عاملاً يمكنه التأثير على موقف روسيا من مصالحها الوطنية».

أضاف: «المصالح الوطنية لروسيا تأتي أولاً، قبل أي سعر للنفط»، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية الأسعار في صياغة الميزانية الروسية.

أشار بيسكوف إلى أن روسيا تواصل العمل ضمن إطار «أوبك+» لضمان استقرار الأسعار عند مستويات مناسبة، قائلاً: «أسعار النفط المرتفعة جداً أو المنخفضة جداً تضر بالاقتصاد العالمي، ولذلك نواصل العمل للحفاظ على التوازن».