ارتفعت أسعار الفضة إلى أعلى مستوياتها منذ 14 عاماً، مدفوعة بقلق الأسواق من شح الإمدادات وارتفاع الطلب، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات حادة على خلفية التوترات التجارية ومخاوف السياسة النقدية الأميركية.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن الفضة واصلت مكاسبها إلى جانب الذهب، حيث استفادت المعادن الثمينة من تحوّل المستثمرين نحو الملاذات الآمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، فضلاً عن التوقعات المتغيرة بشأن أسعار الفائدة الأميركية.
وفقاً لبيانات بلومبرغ، استقرت أسعار الذهب الفوري عند 3,332.31 دولار للأوقية صباح الجمعة في سنغافورة، بعدما سجل المعدن الثمين مكاسب متواضعة يومي الأربعاء والخميس، خففت من خسائر أسبوعية سابقة.
وأدى تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتهديدات التجارية هذا الأسبوع، بإعلانه حزمة من الرسوم الجمركية الجديدة تشمل كندا والبرازيل، إلى زيادة حالة الغموض في الأسواق.
أشار ترامب إلى إمكانية فرض ضريبة كبيرة على واردات النحاس، مع تأجيل موعد تنفيذ الرسوم الجديدة حتى 1 أغسطس المقبل.
في ظل هذه التوترات، يراقب المستثمرون باهتمام سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. ورغم تثبيت أسعار الفائدة منذ بداية العام، تباينت آراء صانعي السياسات بشأن المسار المستقبلي.
وصرحت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، بأنها لا تزال تتوقع خفضين في أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام، مشيرة إلى أن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم قد يكون أقل مما يُعتقد.
عادةً ما تستفيد المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة من خفض أسعار الفائدة، إذ يؤدي انخفاض تكلفة الاقتراض إلى زيادة جاذبيتها كأصول استثمارية مقارنة بالأدوات ذات العائد الثابت.
في المقابل، لفتت بلومبرغ إلى أن الفضة سجلت صعوداً قوياً على خلفية ضعف الإمدادات العالمية وزيادة الطلب الصناعي والاستثماري.
يأتي هذا الصعود في وقت تشهد فيه الأسواق ضغوطاً من جانب الإنتاج، بالتزامن مع تحول المستثمرين إلى الأصول الآمنة في ظل التوترات المتصاعدة.
أسهم أيضاً في دعم السوق استمرار شراء البنوك المركزية للذهب، والقلق المتزايد من تأثير السياسات التجارية الأميركية على الاقتصاد العالمي، ما عزز شهية المستثمرين نحو المعادن النفيسة.
على الرغم من استقرار مؤشر بلومبرغ للدولار، ارتفعت أسعار الفضة والبلاديوم، في حين تراجعت أسعار البلاتين بشكل طفيف.