تراجع الين الياباني اليوم الجمعة قبيل انتخابات مجلس الشيوخ المقررة يوم الأحد، والتي يبدو أن الحزب الحاكم في اليابان يواجه فيها تحديات كبيرة.
في المقابل، يستعد الدولار الأميركي لتسجيل ثاني مكاسبه الأسبوعية على التوالي مقابل سلة من العملات الرئيسة، مدعوماً بقوة البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخراً.
ظل الدولار مستقراً أمام الين عند 148.56، متجهاً نحو تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.7% مقابل العملة اليابانية، وهي مكاسب تفوق تلك المسجلة أمام اليورو والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري.
تعود ضغوط الين جزئياً إلى المخاوف السياسية المرتبطة بالانتخابات، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن الائتلاف الحاكم مهدد بفقدان أغلبيته، وهو ما من شأنه زيادة الغموض السياسي المحلي وتعقيد المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة.
وقال ديريك هالبني، رئيس أبحاث الأسواق لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في «MUFG» لرويترز: «تجاوز حاجز 150 يناً مقابل الدولار يبدو مرجحاً في حال فقدت الحكومة أغلبيتها»، مشيراً إلى أن تداولات يوم الاثنين قد تشهد تقلبات أكبر نظراً لعطلة رسمية في اليابان وانخفاض السيولة.
أضاف: «مع دعوة معظم الأحزاب الأخرى إلى زيادة الدعم للأسر، قد تتزايد التوقعات حول حزم إنفاق جديدة، ما يرفع عوائد السندات اليابانية ويزيد ضغوط البيع على الين».
تبقى المفاوضات التجارية بين واشنطن وطوكيو عالقة، خصوصاً في ظل الخلافات حول الرسوم الجمركية على السيارات والمنتجات الزراعية، ما يفاقم الضغط على العملة اليابانية.
في هذا السياق، التقى كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، يوم الخميس وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك، حيث تسعى طوكيو إلى تجنب فرض رسوم جمركية مؤلمة بنسبة 25% قبل الموعد النهائي في الأول من أغسطس.
في أسواق العملات الأخرى، استقرت التداولات مع ميل الدولار للتراجع خلال اليوم أمام أغلب نظرائه، لكنه ظل بصدد تسجيل مكاسب أسبوعية مدفوعة بصلابة البيانات الاقتصادية، ما دفع المستثمرين لتقليص توقعاتهم بشأن خفض وشيك في الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
فيما ارتفع اليورو بنسبة 0.4% إلى 1.1643 دولار، وصعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.26% إلى 1.3453 دولار، رغم أن العملتين تتجهان لتكبد خسائر أسبوعية.
وسجّل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، 98.31 نقطة، مرتفعاً بنسبة 0.5% هذا الأسبوع، بعد مكاسب نسبتها 0.91% في الأسبوع السابق.
أظهرت بيانات أميركية صدرت الخميس أن مبيعات التجزئة ارتفعت أكثر من المتوقع في يونيو، في حين تراجعت طلبات إعانة البطالة الجديدة إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر.
جاءت هذه الأرقام بعد صدور بيانات أوائل الأسبوع أظهرت أقوى ارتفاع في التضخم الأميركي خلال خمسة أشهر، ما غيّر توقعات الأسواق بشأن الفائدة.
تُظهر التقديرات حالياً توقعات بخفض نحو 45 نقطة أساس في أسعار الفائدة الأميركية بنهاية العام، انخفاضاً من 50 نقطة كانت متوقعة في بداية الأسبوع.
لكن رغم هذه المعطيات، تظل هناك شكوك تحيط بمستقبل الدولار، وسط قلق الأسواق من ارتفاع الإنفاق والعجز في ظل خفض الضرائب الذي أقرته إدارة ترامب، بالإضافة إلى الانتقادات المتكررة من الرئيس دونالد ترامب لرئيس الفيدرالي جيروم باول، متهماً إياه بعدم خفض الفائدة بشكل كافٍ.
منذ بداية العام، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 9.15% بعد هبوط حاد في مارس وأبريل نتيجة سياسات ترامب التجارية المتقلبة، والتي أضعفت الثقة في الأصول الأميركية، وأثرت على الدولار وسندات الخزانة والأسهم في «وول ستريت».
تراجع الدولار أمام الفرنك السويسري بنسبة 0.4% إلى 0.8001 فرنك.
في سوق العملات الرقمية، تم تداول «بيتكوين» فوق مستوى 120,000 دولار، بعد أن سجّل هذا الأسبوع مستوى قياسيّاً جديداً عند 123,153.22 دولار، إثر إقرار الكونغرس الأميركي لقانون جديد يهدف إلى تنظيم العملات المستقرة المدعومة بالدولار.
فيما سجّلت «إيثريوم»، ثاني أكبر العملات الرقمية، أداءً أقوى، إذ ارتفعت بنسبة 5.6% خلال اليوم لتصل إلى 3,610 دولارات، محققة أعلى مستوى لها في ستة أشهر.