الدولار اليوم.. ما سر التحول المفاجئ للعملة الأميركية؟

على مدار تداولات الأسبوع، كان الدولار الأميركي شبه مستقر مقابل سلة العملات الرئيسة، رغم التحركات العنيفة التي رافقت تداولات بعض العملات الكبرى، لكن قبل أن ينتهي الأسبوع انتفض مؤشر العملة الأميركية ليقفز لأعلى مستوى في 3 أسابيع، بعد بيانات أميركية متضاربة في سوق العمل والتضخم، والتي أدخلت المتداولين في حسابات معقدة.

خلال تعاملات اليوم الجمعة، يتجه مؤشر الدولار صوب ذروة عامين، مع اقترابه من مستويات 108 نقاط التي تعد الأعلى للمؤشر منذ تعاملات نهاية أكتوبر 2022، والتي نجح في الوصول إليها في الشهر الماضي عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ودفعت بيانات التضخم الأميركي، سواء أسعار المنتجين أو المستهلكين، مع بيانات البطالة مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) إلى التريث قبل المبالغة في التخفيضات.

الدولار اليوم

ارتفع مؤشر العملة الأميركية، إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل نظرائه الرئيسين اليوم الجمعة، وفي الوقت ذاته يتجه إلى تسجيل أفضل أداء أسبوعي في شهر.

وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات بينها اليورو والين وعملات أخرى إلى 107.12 للمرة الأولى منذ 22 نوفمبر.

منذ بداية الأسبوع حتى الآن، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي 1%، في حين تقترب مكاسب العملة الأميركية من 6% منذ بداية العام الجاري.

العملات الرئيسة

◄ ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.2% وصولاً إلى 152.935 ين بحلول الساعة 4:10 بتوقيت غرينتش، وكان لامس أعلى مستوى له منذ 27 نوفمبر عند 152.965.
◄ ازدادت العملة الأميركية مقابل الفرنك السويسري 0.1% وصولاً إلى 0.89235 فرنك، بعد ارتفاع بنسبة 0.93% خلال تعاملات أمس، عقب خفض «الوطني السويسري» المفاجئ لأسعار الفائدة نصف نقطة مئوية. 
◄ صعد الدولار بصورة طفيفة مقابل اليورو عند 1.0464 دولار بعد انخفاضه أمس 0.27%، ليواصل الارتفاع لليوم الخامس.
◄ ارتفع الدولار مقابل الجنيه الإسترليني بنسبة أقل من 0.1% وصولاً إلى مستويات 1.2665 دولار.
◄ صعد الدولار مقابل اليوان الصيني إلى 7.2811 للدولار في التعاملات الخارجية، ليظل الين تحت ضغط بعد تقارير تفيد أن بكين تدرس السماح لعملتها بالهبوط أكثر لمواجهة تأثير أي حرب تجارية مع الولايات المتحدة.
◄ ارتفع الدولار الأميركي مقابل نظيره الأسترالي إلى 0.6365 دولار، ويتجه نحو أعلى مستوى له في أكثر من عام الذي سجله يوم الأربعاء.

ما يقود السوق 

◄ لا تزال رهانات الأسواق، ترجح قيام مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) بخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، إلا أن البيانات الأخيرة قد تقود البنك إلى التريث إزاء المزيد من التخفيضات.

◄ ارتفع تضخم المستهلكين وتضخم أسعار المنتجين خلال نوفمبر، بينما أظهرت بيانات طلبات الإعانة ارتفاعاً يفوق التوقعات، وتضع هذه البيانات «الفيدرالي» في اختيار صعب ما بين كبح التضخم وإنعاش النمو.

◄ تلقى الدولار دعماً أيضاً مقابل اليورو والفرنك السويسري عقب خفض أسعار الفائدة من بنكيهما المركزيين في اليوم السابق، وكذلك مقابل الين وسط تكهنات بأن بنك اليابان سيتخلى عن رفع أسعار الفائدة في اجتماعه الأسبوع المقبل.

◄ خفض البنك المركزي الأوروبي أمس أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وأبقى الباب مفتوحاً أمام المزيد من التيسير في المستقبل مع اقتراب التضخم من المستهدف واستمرار ضعف الاقتصاد.

توقعات الفائدة

أظهرت بيانات أداة «فيد ووتش» التابعة لـ«سي إم إي»، توقع المتداولين الآن بنسبة 98.9% أن يخفض «الفيدرالي» الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 18 ديسمبر.

في الوقت ذاته أظهرت «فيد ووتش» توقعات بنحو 21% فقط، أن يقوم «الفيدرالي» بخفض آخر في يناير المقبل.

تأتي التوقعات الحالية مقارنة باحتمالات بلغت نحو 86% قبل تقرير للتضخم في الولايات المتحدة، التي صدرت أمس، وتوقعات بنسبة 78% في الأسبوع الماضي.

وقال رئيس مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» جيروم باول الأسبوع الماضي إن الاقتصاد أقوى مما توقعه البنك المركزي في سبتمبر عندما بدأ في خفض أسعار الفائدة، في إشارة على ما يبدو إلى دعمه لتقليص وتيرة التخفيضات في المستقبل.

في حين أظهر بعض أعضاء «الفيدرالي» في وقت سابق من الشهر الجاري قلقهم إزاء المبالغة في خفض أسعار الفائدة بالأخص بعد فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية حيث يميل إلى أسعار الفائدة المرتفعة.