تماسك العملة الأميركية يفقد المعدن الأصفر مكاسبه
التوترات وقانون ترامب يمنحان الذهب أملاً بالصعود
شهدت أسعار الذهب تحولاً مفاجئاً خلال تعاملات اليوم الخميس، لتتخلى عن مكاسبها الصباحية كافة التي حققتها بفضل عدم اليقين والتوترات التي تخيم على الأسواق بضغط خليط من الأنباء والبيانات السلبية، الذي جاء تزامناً وتماسك العملة الأميركية التي محت خسائرها الصباحية.
في وقت سابق من تعاملات اليوم، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في أسبوعين وسط إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن نتيجة تزايد المخاوف إزاء مستويات الدين الحكومي الأميركي.
كانت أسعار الذهب بدأت رحلة صعود أمس الأربعاء، تزامنا وانخفاض الدولار، وضعف الطلب على سندات الخزانة لأجل 20 عاماً، ما يسلط الضوء على انخفاض الإقبال على الأصول الأميركية.
جاء تحول الأسعار مع تماسك الدولار الذي كان يحوم قرب أدنى مستوى في أسبوعين وسجله في الجلسة السابقة، ما يجعل الذهب المقوم بالعملة الأميركية أرخص لحاملي العملات الأخرى.
وازداد تحول شهية المخاطر تجاه أصول الملاذات الآمنة، في الساعات الماضية، بعد أن شهدت وزارة الخزانة الأميركية طلباً ضعيفاً على بيع سندات بقيمة 16 مليار دولار لأجل 20 عاماً، أمس الأربعاء.
انسحبت حالة اليقين بشأن الديون الأميركية على الدولار، و«وول ستريت» أيضاً، مع شعور المتعاملين بالقلق بالفعل بعد خفض وكالة «موديز» التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
صوتت لجنة في مجلس النواب الأميركي لصالح المضي قدماً في مشروع القانون الشامل الذي يتبناه الرئيس دونالد ترامب للإنفاق وخفض الضرائب، ما يمهد الطريق للتصويت عليه في المجلس خلال الساعات المقبلة.
كان ترامب قد ضغط على الجمهوريين في الكونغرس لتوحيد صفوفهم خلف مشروع قانون شامل لخفض الضرائب، من شأنه أن يرفع الدين الأميركي بحوالي 5 تريليونات دولار، علماً بأن سقف الدين تجاوز حالياً مستويات 36.2 تريليون دولار.
ومن المرجح أن يشهد الذهب مزيداً من الارتفاع على المدى المتوسط إلى الطويل، على الرغم من أنه إذا ظهرت أي عناوين إيجابية لصفقات تجارية، فقد يكون ذلك عقبة أمام الذهب في محاولة استعادة مستوياته القياسية عند 3500 دولار للأونصة.
◄ ينخفض الذهب في تعاملات العقود الآجلة تسليم يونيو بحلول الساعة 9:00 صباحاً بتوقيت غرينتش نحو دولار واحد عند مستويات 3312 دولاراً للأونصة.
◄ تتراجع الأسعار الفورية للمعدن الأصفر نحو 7 دولارات أو ما يعادل 0.25% عند مستويات 3308 دولارات للأونصة.
◄ في وقت سابق صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 3336.43 دولاراً للأونصة بعدما سجل أعلى مستوى منذ التاسع من مايو.
◄ ازدادت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم يونيو، في وقت سابق، بنسبة 0.8% أو ما يعادل 32 دولاراً وصولاً إلى مستويات 3346 دولاراً.
◄ في خمسة أيام ارتفعت أسعار الذهب أكثر من 2%، إلا أنها تراجعت نحو 1.55 خلال تعاملات ثلاثين يوماً.
◄ ارتفعت أسعار الذهب منذ بداية العام نحو 25%، بعدما كانت قد صعدت نحو 33% قبل سريان قرار الرسوم الجمركية مطلع أبريل الماضي.
◄ ارتفع مؤشر الدولار الرئيس بصورة طفيفة ماحياً خسائره الصباحية كافة، إلا أنه لا يزال يحوم قرب قاع أسبوعين عند مستويات 100.7 نقطة.
كتبت لينا توماس المحللة لدى «غولدمان ساكس» في مذكرة الأسبوع الجاري: «كلما زاد عدم اليقين، يستثمر المتداولون أموالهم مؤقتاً في الذهب، وعندما يسود الوضوح، تميل أسعار الذهب إلى الانخفاض مجدداً؛ لأن المتداولين يعرفون ما يجب فعله بأموالهم».
أضافت: «شهدنا هذا سابقاً في عامي 2008، و2020، وحتى في أغسطس 2024، تُعدّ مثل هذه الأوقات فرصاً واعدة للشراء، لأن الذهب عادةً ما ينتعش بعد فترة وجيزة مع بحث المستثمرين عن الأصول الآمنة، وقد حدث الشيء نفسه في أبريل».
كذلك أكملت «التوقعات الإيجابية للذهب على المدى الطويل هي أن البنوك المركزية تشتري كميات كبيرة منه، ونتوقع أن يستمر هذا الوضع ثلاث سنوات أخرى على الأقل».
استعاد الذهب بعضاً من بريقه، بعد أن خفضت «موديز» يوم الجمعة الماضي تصنيف الولايات المتحدة من Aaa إلى Aa1، وأرجعت ذلك إلى ارتفاع الدين والفوائد بقدر أعلى بكثير من الدول التي لديها تصنيف مماثل.
يعد الذهب أداة تحوط من الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، وينتعش في ظل انخفاض أسعار الفائدة، وحالات عدم اليقين والغموض الاقتصادي ومخاوف الركود.
خلال العام الجاري اخترق الذهب مستوياته القياسية 29 مرة، وقفزت العقود الآجلة لذروة 3509 دولارات للأونصة، والأسعار الفورية إلى 3500 دولار للأونصة.
قبل الإعلان عن اتفاقي واشنطن والمملكة المتحدة من جانب والصين من جانب آخر بلغت مكاسب الذهب منذ بداية لعام في ذروتها 33%، في حين تسجل الآن أقل من 23%.
يتوقع خبراء «غولدمان ساكس» أن يحطم الذهب المزيد من الأرقام القياسية العام الجاري، وأن يرتفع سعر الذهب إلى 3700 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025 (من 3220 دولاراً في 15 مايو) مع قيام البنوك المركزية بشراء أطنان عدة من المعدن النفيس شهرياً.
من المرجح أيضاً أن ترتفع أسعار السلع الأساسية مع زيادة استثمارات مستثمري صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) تحسباً لخفض أسعار الفائدة ومع تزايد المخاوف من الركود.
في حال حدوث ركود، تتوقع شركة «غولدمان ساكس» للأبحاث أن يرتفع سعر الذهب إلى 3880 دولاراً للأونصة.
قد يلجأ المستثمرون الأفراد أيضاً إلى الذهب لتنويع استثماراتهم بعيداً عن الأصول الأميركية، خصوصاً إذا استمر أداء أدوات التحوط التقليدية في محافظ الأسهم، مثل سندات الخزانة الأميركية، في الانخفاض خلال فترات انخفاض الأسهم.