سوق العملات تبدأ تحركات مبكرة خوفا من الصدمات
الأسواق تخشى الركود وتكرار سيناريو تجارة المناقلة
خلال الساعات المقبلة، تصدر بيانات الوظائف الأميركية التي تترقبها الأسواق ومجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) عن كثب، وتخشى الأسواق من سيناريو مشابه لأحداث أغسطس 2024 حينما جاءت الوظائف دون التوقعات، واندلعت موجة بيع مصحوبة بالهلع في كافة الأصول العالمية عالية المخاطر.
مع اشتعال الحرب التجارية في الشهر الماضي بين الولايات المتحدة والصين، زادت المخاوف من تضرر الشركات الأميركية، والتي أظهرت المؤشرات الأولية إحجامها عن طرح وظائف جديدة مع ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأخيرة، ومن المرجح أن يؤثر تقرير الوظائف على احتمالات خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في يونيو؛ ما يهز الدولار الأميركي.
ظهرت حالة الخوف التي تسيطر على المتعاملين في التحول المفاجئ للدولار الذي تخلى عن تماسكه، في وقت سابق من تعاملات اليوم، ليسقط من جديد دون مستويات 100 نقطة مقابل سلة العملات الرئيسة.
◄من المتوقع أن ترتفع الوظائف غير الزراعية بمقدار 130 ألف وظيفة في أبريل، وهو أقل من الزيادة البالغة 228 ألف وظيفة التي تم الإبلاغ عنها في مارس.
◄من المتوقع أن يبقى معدل البطالة (UE) عند 4.2% خلال نفس الفترة، وفي الوقت نفسه، وهي البيانات التي ستظهر اليوم مع بيانات التوظيف في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش.
◄كما تتوقع الأسواق أن يرتفع متوسط الأجر بالساعة (AHE)، وهو مقياس مراقب عن كثب لتضخم الأجور، بنسبة 3.9% على أساس سنوي في أبريل، بعد زيادة قدرها 3.8% في مارس.
تتشابه تلك الأوقات ومطلع أغسطس الماضي عندما صدرت بيانات وظائف صادمة، والتي أفقدت الأسواق ثقتها في تعافي الاقتصاد الأميركي، وأذكت التوقعات بركود عنيف في أكبر اقتصاد في العالم.
ضربت الأسواق العالمية موجة من الخسائر بعد تقرير الوظائف الأميركي الذي جاء أضعف من المتوقع؛ ما أثار موجة بيع عالمية في الأصول الأكثر مخاطرة مع خشية المستثمرين من اتجاه الاقتصاد الأميركي نحو الركود.
في جلسة يوم الاثنين الموافق 5 أغسطس 2024، بلغت ذروة تراجعات الأسواق، عقب تقرير الوظائف الذي صدر في الثاني من الشهر ذاته، وخسرت سوق الأسهم العالمية ما يقرب من 7 تريليونات دولار، مع انفجار تجارة المناقلة.
يوم الجمعة الموافق 2 أغسطس أظهرت بيانات رسمية أن الشركات أضافت فقط 114000 وظيفة في يوليو، دون التوقعات بإضافة 175000 وظيفة، وارتفعت نسبة البطالة بشكل غير متوقع إلى 4.3%، وهي الأعلى منذ أكتوبر 2021، مقابل توقعات 4.1%.
تجارة المناقلة أو كاري تريد (Carry Trade) هي استراتيجية تداول تستخدم في سوق العملات (الفوركس)، حيث يقترض المتداولون الأموال بعملة ذات سعر فائدة منخفض مثل اليابان.
بعد ذلك يتم استثمار تلك الأموال في عملة ذات سعر فائدة أعلى مثل الدولار والأسهم، والهدف من هذه الاستراتيجية، هو الاستفادة من الفرق في أسعار الفائدة بين العملتين.
بالتالي، فإن الارتفاع مثلًا في قيمة الين يعني للذين اقترضوا الين، واستثمروا في الدولار أو اليورو، أنهم بحاجة إلى المزيد من الدولارات أو اليورو لسداد قروضهم المقومة بالين الياباني الآخذ في الارتفاع.
مع عودة ارتفاعات الفرنك السويسري مقابل الدولار واليورو، برز الفرنك بديلًا للين في تجارة المناقلة، وهو أحد أشهر الملاذات الآمنة في سوق العملات.
عاد الفنرك إلى الواجهة كمقصد للمضاربين والتجار الراغبين في تنفيذ صفقات شراء العملات ذات الفائدة المنخفضة المعروفة «بتجارة المناقلة» في الأيام الماضية مع ارتفاعه إلى أعلى مستوى أمام الدولار في 10 سنوات.
زادت جاذبية الفرنك مع خفوت قيمة الين، إذ انهارت تداولات الفائدة على الين في أغسطس 2024 بعد ارتفاع العملة بقوة؛ بسبب البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة ورفع أسعار الفائدة المفاجئ من قبل بنك اليابان في يوليو؛ ما ساعد في إشعال شرارة الاضطرابات في السوق العالمية.
◄أظهرت بيانات يوم الأربعاء انكماش غير متوقع في الاقتصاد الأميركي في الربع الأول من هذا العام، وهو ما يقود إلى خفض الفائدة لتنشيط الاقتصاد وبالتالي تراجع الدولار.
◄أبانت التقديرات الأولية للناتج المحلي الإجمالي (GDP) السنوي الأميركي أن الاقتصاد انكمش بمعدل سنوي قدره 0.3% في الربع الأول، بسبب زيادة الواردات حيث قامت الشركات الأميركية بتخزين السلع قبل فرض الرسوم الأميركية.
◄ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، بنسبة 2.6% في مارس، بانخفاض عن الزيادة البالغة 3% التي تم الإبلاغ عنها في فبراير.
◄أظهر تقرير ADP أن الوظائف في القطاع الخاص الأميركي ارتفعت بمقدار 62000 وظيفة فقط خلال الشهر، وهو أقل زيادة منذ يوليو 2024، بانخفاض عن 147000 في مارس وأقل من التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 108000.
دعمت جميع هذه البيانات الأميركية المثبطة الحالة لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس (bps) من قبل الاحتياطي الفيدرالي في يونيو.
حتى الآن تم تسعير قرار الإبقاء على الأسعار ثابتة عند المستويات الحالية بالكامل لاجتماع السياسة الأسبوع المقبل.
فيما تواصل الأسواق توقع أربعة تخفيضات في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام؛ ما يشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيعطي الأولوية للنمو الاقتصادي على التضخم.