logo
مقالات الرأي

منزلك، مكتبك، ونمط حياتك في مكان واحد: مستقبل العقارات في الإمارات

منزلك، مكتبك، ونمط حياتك في مكان واحد: مستقبل العقارات في الإمارات
قوارب تبحر قبالة جزيرة بلوواترز خلال عرض للقفز بالمظلات قرب مرسى مدينة دبي، الإمارات العربية المتحدة، يوم 13 ديسمبر 2024المصدر: أ ف ب
تاريخ النشر:28 يوليو 2025, 04:00 م

مع مضي دولة الإمارات قُدماً في مسيرة التنمية الحضرية والمستدامة، تبرز المشاريع العقارية متعددة الاستخدامات كأحد أبرز التوجهات الجديدة ضمن مشهد القطاع العقاري المزدهر.

وتأتي هذه المشاريع في سياق اقتصادي يزداد انفتاحاً على الابتكار العمراني، مدعوماً بمبادرات وطنية رائدة مثل الأجندة الخضراء 2030 وخطة دبي الحضرية 2040، اللتين تسعيان إلى تحويل أنماط التطوير العمراني إلى أكثر استدامة وارتباطاً بالبنية الاقتصادية للدولة.

أخبار ذات صلة

«الاتحاد العقارية» الإماراتية تتفق على بيع مشروع بـ191 مليون دولار

«الاتحاد العقارية» الإماراتية تتفق على بيع مشروع بـ191 مليون دولار

ويُعزى تنامي الإقبال على هذا النوع من المشاريع إلى مجموعة من العوامل، من أبرزها قدرتها على توفير منظومة معيشية متكاملة تضم السكن والتجارة والترفيه والخدمات ضمن نطاق واحد. كما يعزز من جاذبيتها النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده الإمارات، مع توقعات صندوق النقد الدولي بتحقيق نمو نسبته 5.1% في العام 2025، ما يدعم ثقة المستثمرين ويضفي مزيداً من الزخم على السوق العقارية.

تتميّز هذه المشاريع بطبيعة مرنة مقارنة بالمشاريع التقليدية، بفضل احتضانها مزيجاً من الأصول العقارية المتنوعة، ما يجعلها أكثر قدرة على استيعاب احتياجات سكان مختلفين، وتوفر في الوقت ذاته مصادر دخل متعددة للمطورين. كما أن التحول في تفضيلات المشترين بات يميل إلى المجتمعات المتكاملة التي تُلبي مختلف جوانب الحياة اليومية وتدعم أنماط العيش المستدامة، لا سيما في المدن الكبرى مثل دبي.

وتُظهر بيانات شركة «سَفِلز» وجود مؤشرات قوية على استمرار الزخم في السوق، مع توقعات بنمو العقارات السكنية الفاخرة في دبي بنسبة تتراوح بين 8 و10% خلال 2025، مدفوعاً بارتفاع معدلات انتقال أصحاب الثروات إلى الدولة والطلب المتنامي على نماذج سكنية تتكامل مع أسلوب حياة قاطنيها.

في هذا السياق، بدأت بعض شركات التطوير العقاري في الإمارات، ومن بينها «شوبا العقارية»، التركيز بشكل متزايد على هذا النمط من المشاريع، استناداً إلى ثلاثة مفاهيم رئيسة تشمل: الاتصال، والمسؤولية، والتناغم.

أخبار ذات صلة

أثرياء العالم يتجاوزون صراعات الشرق الأوسط ويستثمرون بثقة في الإمارات

أثرياء العالم يتجاوزون صراعات الشرق الأوسط ويستثمرون بثقة في الإمارات

ورغم أن هذه المبادئ قد تختلف في التطبيق من شركة لأخرى، فإنها تسلط الضوء على تحوّل واسع في فلسفة التخطيط العقاري في الدولة.

1. الاتصال:

تعتمد المشاريع متعددة الاستخدامات على قدرتها على الدمج بين الترابط الداخلي للمجتمع السكني، والتكامل الخارجي مع المحيط الحضري. ويشمل ذلك سهولة الوصول إلى الخدمات اليومية ضمن حدود المشروع، إلى جانب الارتباط الجغرافي والبنية التحتية مع مراكز الأعمال والتعليم والمرافق الترفيهية والثقافية في المدينة.

2. المسؤولية:

يتزايد توجه المطورين نحو دمج مفاهيم الاستدامة ضمن التصاميم والبنية التشغيلية، استجابةً لتغير توقعات السكان، خصوصاً مع تنامي الوعي البيئي. وتشير بيانات حديثة من منصة «بروبرتي فايندر» إلى أن 66% من أصحاب الثروات في الدولة يفضلون العلامات العقارية التي تستخدم مواد صديقة للبيئة، حتى وإن كانت أكثر تكلفة، في حين أعرب 47% من أصحاب المنازل عن نيتهم تحويل مساكنهم إلى منازل أكثر استدامة.

3. التناغم:

يتطلب نجاح هذه المشاريع أن تكون جزءاً من نسيج عمراني متكامل، وليس كيانات منفصلة أو مغلقة. ويعني ذلك دمج العناصر البيئية مثل الحدائق والمساحات المفتوحة في التصاميم، بما يعزز من جودة الحياة والصحة النفسية والبدنية للسكان، ويمنح المشروع طابعاً متوازناً أكثر انسجاماً مع المحيط الحضري.

ومع استمرار التحول في الطلب وتغير أولويات المشترين، تبدو المشاريع متعددة الاستخدامات مرشحة للعب دور محوري في المرحلة المقبلة من تطور السوق العقارية في الإمارات. ومع أن المنافسة لا تزال محتدمة بين المطورين، فإن التركيز على هذه النوعية من المشاريع قد يوفر فرصة استراتيجية للاستفادة من التحولات الجارية، وتقديم قيمة مستدامة على المدى الطويل.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC