يعتمد نجاح شركة «أبل» في سباق الذكاء الاصطناعي إلى حد كبير على أداء مبيعات أجهزة «آيفون»، خاصة الطرازات الأحدث، بهدف تعزيز مكانتها في هذا المجال المتنامي.
ومع قدرة منافسيها من كبار شركات التكنولوجيا، مثل «ميتا» و«غوغل»، على تقديم إمكانات الذكاء الاصطناعي لقاعدة مستخدمين واسعة عبر خدماتهم، تعتمد «أبل» على أجهزتها، وفي مقدمتها «آيفون»، بوصفها نقطة وصول رئيسة لعرض خدماتها القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، يُعدُّ أداء مبيعات «آيفون 16» محور تدقيق كبير، خاصة قبل الإعلان عن تقرير أرباح الشركة للربع المالي الرابع يوم الخميس.
وتزايدت المخاوف بشأن الطلب على «آيفون 16»، إذ تشير العديد من البيانات إلى تراجع الاهتمام بهذه الطرازات.
وقد خفض محللو «كي بانك كابيتال ماركتس» تصنيفهم لأسهم «أبل» إلى «بيع»، استناداً إلى انخفاض معدلات ترقية الهواتف بنسبة 9% خلال الربع الثالث.
وأطلقت «أبل» أولى ميزات خدمتها «أبل إنتليجنس» بعد مرور شهر على طرح «آيفون 16»، ومن المتوقع أن تستمر الشركة في إضافة ميزات الذكاء الاصطناعي تدريجياً حتى العام المقبل، ما قد يؤثر في وتيرة تبني الطرازات الجديدة.
وقد انعكس ذلك على أداء سهم «أبل»، إذ سجل ارتفاعاً طفيفاً بنسبة تقل عن 5% منذ إطلاق «آيفون 16» في سبتمبر، وهذا يعدُّ أداءً ضعيفاً بالمقارنة مع شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى.
وتعتمد «أبل» على أجهزتها حصرياً لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي، إذ يستطيع طرازان فقط هما «آيفون 15» و«آيفون 16» دعم هذه الميزات، ويصل متوسط سعر كل منهما إلى ما يزيد على 1000 دولار.
بالمقابل، تتيح شركات مثل «ميتا» ميزات الذكاء الاصطناعي مجاناً، إذ أطلقت مساعدها الذكي (Meta AI) في أكثر من اثنتي عشرة دولة، مستفيدة من قاعدة مستخدمين تبلغ 3.3 مليار شخص يومياً.
ومع انتقال إمكانات الذكاء الاصطناعي إلى الأجهزة مثل الهواتف الذكية، تتمتع «أبل» بميزة نسبية كونها من أبرز مصنعي هذه الأجهزة.
ولكن يظل هناك تساؤل حول مدى قدرة الهواتف الذكية الحالية على تقديم تجارب مميزة في الذكاء الاصطناعي، إذ أشار المحلل إيديسون لي من شركة «جيفريز» للخدمات المالية إلى أن الهواتف تفتقر إلى الذاكرة عالية السرعة والتقنيات المتقدمة لنقل البيانات بسرعة، ما قد يحد من إمكاناتها في الذكاء الاصطناعي.
ورغم التراجع الطفيف مؤخراً، لا تزال أسهم «أبل» مرتفعة بنحو 36% خلال العام الماضي، متفوقةً على شركات تقنية أخرى مثل «مايكروسوفت» و«ألفابت» الشركة الأم لـ«غوغل».
ومع اقتراب موعد الإعلان عن تقرير الأرباح، ستكشف «أبل» عن بعض النتائج الأولية لمبيعات جهاز «آيفون 16»، إذ يتوقع بعض المحللين أن تحقق الشركة نمواً سنوياً بنسبة 3% في إيرادات «آيفون» عن الربع المنتهي في سبتمبر.
ومع ذلك، تظل هناك مخاطر قد تؤثر في أداء السهم إذا لم تحقق مبيعات «آيفون 16» المستوى المطلوب.
وفي الربع المقبل، يتوقع المحللون أن ترتفع إيرادات «آيفون» بنسبة 5% على أساس سنوي، لتصل إلى 73.2 مليار دولار.