الجمعة 9 مايو 2025 ص
تعد اللقاءات التي تم بثها من قبل وسائل الإعلام الرسمية الصينية يوم الاثنين 17 فبراير 2025، تحولاً كبيراً في سياسة المراقبة على الشركات الرائدة في مجال الابتكار في الصين. ومن خلال وضع مؤسس علي بابا جاك ما في الصف الأمامي، تؤكد بكين دعمها للقطاع الخاص، وفقاً لما ذكرته الصحافة الدولية.
في هذا الاجتماع، الذي شارك فيه عدد من كبار المسؤولين في شركات التكنولوجيا الصينية، كان من بين الحضور رؤساء شركات عملاقة مثل هواوي في مجال الإلكترونيات، (CATL) المصنعة للبطاريات، و (بي واي دي) المصنعة للسيارات الكهربائية، حيث قاموا «بالتصفيق وتدوين الملاحظات» في أثناء ترؤس شي جين بينغ الاجتماع. كما حضر مؤسس شركة ديب سيك الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مدير شركة تنسنت العملاقة في مجالات الشبكات الاجتماعية وألعاب الفيديو. ورغم أن وسائل الإعلام الرسمية بثت فيديو لهذا اللقاء، إلا أنها لم تكشف عن طبيعة المناقشات أو عن قائمة المشاركين كاملة، وفقاً لما أشارت إليه صحيفة «نيويورك تايمز».
تعتبر عودة جاك ما، الذي كان «أبرز ضحية لحملة بكين ضد قطاع التكنولوجيا»، بمثابة «إشارة واضحة على أن أشهر رائد أعمال في الصين قد تم إعادة تأهيله بعد أربع سنوات من العزلة السياسية»، وفقاً لتقرير «فاينانشيال تايمز». ففي عام 2020، كان جاك ما قد وجه انتقادات للحكومة الصينية قبل طرح شركة «آنت غروب» التابعة له في البورصة، وهو ما أدى إلى إلغاء العملية من قبل بكين، مما شكل بداية حملة قمع ضد قوة وتأثير مليارديرات التكنولوجيا.
اليوم، تبدلت الأوضاع. الحكومة الصينية تسعى لإعادة تنشيط النمو الاقتصادي في ظل تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، قد يكون الدعم الموجه إلى شركات التكنولوجيا «أكثر فاعلية من السياسات المالية التحفيزية» التي اتخذتها الحكومة الصينية، حسبما أشار الاقتصادي «بيكيان ليو» من شركة «فيديلتي إنترناشونال» الأميركية. وتؤكد لين سونغ، كبيرة الاقتصاديين في «آي إن جي» للبنك، أن هذا اللقاء يمثل «لحظة فاصلة للقطاع التكنولوجي الصيني بعد سنوات من المراقبة الشديدة».
