هل من المقبول تتبع موقع الشريك عبر الهاتف؟

يستخدم العديد من الأزواج هواتفهم لتتبع بعضهم البعض، يشاركون المواقع تلقائياً، ويمنحون شريكهم نافذة على رحلاتهم، حتى لو كانت زيارة إلى ستاربكس أو حتى متجر تارغت.

ويقول هؤلاء الشركاء، سواء كانوا متزوجين أم لا، إنهم يفعلون ذلك في الغالب من أجل الأمان، ويفعل البعض ذلك حتى يكون العشاء جاهزاً عندما يعود شريكهم إلى المنزل من العمل، بينما يجد الآخرون أنه أسهل من إرسال الرسائل النصية أو الاتصال.

ومع ذلك، يعتقد الآخرون أن أي شخص يتتبع شريكه فهو مجنون، ويقولون إن التتبع نفسه يمكن أن يكون مصدر قلق، ناهيك عن أن بعض مستشاري العلاقات الزوجية يقولون إن الأمر غير صحي، ألا يجب أن يكون للزواج بعض الغموض؟

وعندما يتعلق الأمر بتتبع شريك حياتك، فكل شخص تقريباً لديه رأي ولا يريد الكثيرون التزحزح عن مواقفهم.

ليس لدي ما أخفيه

تقول لوري ليونز، وهي معلمة في مدرسة خاصة بالقرب من نيو أورلينز، إن زوجها مارتي لوكيه لديه عادة مزعجة وهي عدم الرد على هاتفه، ومن الأسهل بالنسبة له تحديد موقعه باستخدام تطبيق Life360.

ويعمل لوكيه كمدرب بيسبول في نفس المدرسة، وعندما يحتاج اللاعبون أو المسؤولون إلى الوصول إليه، غالباً ما يأتون إليها، تفتح ليونز التطبيق، ثم تشارك معهم موقعه، يمكن العثور عليه في كثير من الأحيان وهو يجز عشب ملعب البيسبول في المدرسة، تقول: "عندما يكون على ماكينة جز العشب، يمكنك رؤيته على التطبيق وهو يدور في دوائر صغيرة".

يعترف لوكيه: "أنا فظيع في الرد على هاتفي".

ويقول لوكيه إنه اعتاد الاطمئنان على زوجته عندما كانت تسافر وتعمل ككاتبة رياضية، لكنه لم يعد يتتبعها كثيراً بعد الآن، يقول: "ليس لدي أي مشكلة في تتبعها لي"، "أرى أنه إذا لم يكن لديك ما تخفيه، فلا داعي للقلق".

اختلافات صحية

هناك طرق عديدة لتتبع الشركاء لبعضهم هذه الأيام، يمكن إرفاق أجهزة AirTags بالمفاتيح والمحافظ لتحديد مواقعهم لأغراض متنوعة.

ويمكن إلقاء نظرة على أحد التطبيقات لمعرفة مدى سرعة قيادة الأطفال، ويمكن للمراهقين العثور على بعضهم البعض على خرائط سناب في تطبيق سناب شات، لكن الراحة يمكن أن تأتي على حساب الخصوصية والتعقل.

بعض الناس لديهم بالفعل ما يخفونه، قالت إحدى الزوجات إنها اكتشفت أن زوجها كان يخونها عندما كشف Life360 عن توقفه لفترات طويلة في مواقع لم يكن لديه سبب وجيه لتوقفه فيه، واجهته، واعترف، والآن يتم الطلاق كما تقول، ويمكن أن يوفر التتبع أيضاً طريقة لشريك واحد لممارسة السيطرة في علاقة مسيئة.

وتوضح تريسي روبل، اختصاصية علاج الزواج والأسرة في سان فرانسيسكو، أنه لا يمكن أن يأتي الكثير من الخير من تتبع الشريك، وتقول: "العلاقة الصحية تحتاج إلى اختلافات صحية".

إلى جانب ذلك، تضيف، أن معرفة كل شيء عن الشريك، حتى عندما يشتري الحليب، هو أمر يقتل العاطفة، وتضيف: "الشغف متجذر في التجدد والمسافة".

التسلل

في أبريل 2022، أراد كين وايت مفاجأة زوجته ببعض المجوهرات في ذكرى زواجهما الـ25، أثناء توجهه من مكتبه في وسط مدينة لوس أنجلوس للسير إلى حي مجوهرات قريب، ترك هاتفه الآيفون وساعة أبل، إذ يتشارك الزوجان الموقع بالإضافة إلى مقاييس اللياقة البدنية، ويقول إن المشي في منتصف النهار لمسافة ميل واحد كان سيجعلها تستغرب الأمر وتفكر.

ويقول: "كان علي أن أتخلص تماماً من جميع الأجهزة الإلكترونية".

في كثير من الحالات، يمكن أن يؤدي التتبع إلى حوادث مؤسفة وسوء فهم، خاصةً عندما لا تعمل التقنية بشكل مثالي.

أصيبت رونيت بويد بنوبة بفزع نتيجة توقف الفرامل عن العمل على طريق نيوجيرسي السريع قبل بضع سنوات، واتصلت بزوجها وهي في حالة ذعر، ولم يجب، عندما تمكنت من إيقاف السيارة، حاولت مرة أخرى، لم يرد أيضاً، أظهره تطبيق أبل لتحديد الموقع في فندق بالقرب من مكتبه في وسط مانهاتن، (كان، في ذلك الوقت، مديراً تنفيذياً للتكنولوجيا في داو جونز، ناشر صحيفة وول ستريت جورنال).

تتذكر قائلة: "كانت مشاعري جياشة بالفعل ثم بدأت أشعر بالخوف"، "ماذا كان يفعل في فندق في منتصف النهار؟ يبدأ عقلك بالذهاب إلى كل هذه السيناريوهات المجنونة".

يقول زوجها، كريس بويد، إنه كان في اجتماع في المكتب وليس في فندق، ولا يعرض تطبيق أبل دائماً الموقع الدقيق.

وقال: "في البداية، ضحكت، لكن بعد ذلك أدركت أنها كانت غاضبة"، كلاهما يضحك الآن على الموقف.

كوميديا الأخطاء

تتذكر جين كامبل من نيو ألباني بولاية أوهايو عندما حاول زوجها العثور عليها أثناء رحلة خيرية بالدراجة لمسافة 50 ميلًا، توقف عن تعقبها عندما انفصلا على الطريق، أشار تطبيق تحديد الموقع من أبل إلى أنها كانت خلفه مباشرة، لذلك انتظرها، عندما لم تظهر، عاد للبحث عنها، ومع ذلك، أظهر التطبيق أنها كانت خلفه مباشرة.

أدرك أخيراً السبب: كان هاتفها في جيبه.

ليس من المضحك أن يحتاج أحد الشركاء إلى مشاركة الموقع لمقابلة الآخر، ثم ينتهي به الأمر في المكان الخطأ.

تقول هيذر هوزي من أتلانتا إن زوجها كان يعتمد على تطبيق أبل لتحديد مكانها في الأحداث الرياضية لأطفالهم، بعد أن ذهب إلى الموقع الخطأ عدة مرات، لجأ الزوجان إلى المكالمات الهاتفية الكلاسيكية.

تتذكر أن زوجها اتصل بها ذات مرة ليسألها شيئاً وقالت إنها ستعود إليه عندما تعود إلى المنزل، رد: "لكنك في المنزل"، في الواقع، كانت في وول مارت.

تقول هوز إن بعض الحوادث ربما حدثت لأن ساعة أبل كانت في مكان وجهاز آيفون الخاص بها في مكان آخر، (يحدد Find My بشكل عام جهازاً أساسياً واحداً لتتبع الموقع).

وتقول: "لو لم نتزوج منذ 30 عاماً، لكان من الممكن أن تسببت هذه المواقف في بعض المشكلات الكبيرة في علاقتنا".

يعارض العديد من الأزواج بشدة تتبع بعضهم البعض، تقول ساي شيف من شيكاغو إنها وزوجها يمزحان حول كيف أنه لن يجدي نفعاً، على أي حال، في حالة وقوع حادث.

تقول: "قال زوجي: إذا كنت تحتضرين، فمن المحتمل أن تتوفي بحلول الوقت الذي سأصل فيه".