التصريحات الرئاسية إشارات مختلطة للأسواق
ترامب يتراجع عن فكرة الإقالة الحتمية
«لن أقيل جيروم باول ما لم يكن عليه أن يغادر بسبب الاحتيال».. تصريحات جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء، تعيد تسليط الضوء على التوتر القائم بين البيت الأبيض ورئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي»، وتثير مجدداً تساؤلات حول مدى استقلالية السياسة النقدية في البلاد.
ورغم تأكيده أن إقالة باول «أمر غير مرجح للغاية»، رفض ترامب استبعاد هذا الخيار تماماً، قائلاً للصحفيين في المكتب البيضاوي: «لا أستبعد أي شيء على الإطلاق».
موقف يأتي بعد يوم واحد من تصريحات أقل تهدئة أدلى بها في اجتماع مغلق مع مشرعين، أشار خلالها إلى وجود نية لإقالة باول.
وتبدو رسائل الإدارة الأميركية بشأن مصير باول متضاربة؛ أما الثابت الوحيد فهو الضغط على رئيس الفيدرالي من قبل ترامب الذي لا يُخفي رغبته في تغييره، وإن كان متردداً باتخاذ خطوة مباشرة بعزله.
خلف الأبواب المغلقة، بدا الرئيس أكثر عزماً على إقالة باول الذي كان هدفاً متكرراً لانتقادات ترامب الغاضبة، وخاصة بسبب عدم خفض أسعار الفائدة بالسرعة الكافية.
ففي اجتماع مع المشرعين يوم الثلاثاء، استطلع ترامب آراءهم بشأن إقالة باول، أخبرهم أنه سيُقيله ربما يوم الأربعاء، وفقاً لإفادة صحفية من البيت الأبيض.
كما أشار مجدداً خلال الاجتماع إلى خطة تجديد مبنى الاحتياطي الفيدرالي التي تبلغ تكلفتها 2.5 مليار دولار، وادّعى أنه لم يكن راضياً عنها، بسبب تجاوز الحد بنحو 700 مليون دولار، ما رآه سبباً كافياً لإقالة رئيس الفيدرالي.
وعندما سأل أحد المراسلين عمّ إذا كانت هذه جريمة تستوجب الفصل، رد الرئيس: «أعتقد أنها كذلك إلى حد ما».
وفقاً لتقارير أميركية، بدا ترامب عازماً جداً خلال الاجتماع على التخلص من باول وكان متحمساً لاستقبال المشرعين الذين شجعوه على إقالة رئيس الفيدرالي من أجل كسب تأييد المصوتين في مجلس النواب.
إلا أنه عاد وأكد للصحفيين أمس، أن التقارير عن تخطيطه لإقالة باول غير صحيحة.
ويُنظر إلى مشروع تجديد مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي تناهز تكلفته 2.5 مليار دولار، كأحد أبرز أوجه الانتقاد التي يوجّهها ترامب إلى باول، فيما بات القاصي والداني يعلمون أن باول بدد المال العام في أسوأ تقدير بحال ثبوت صحة اتهامات ترامب.
قد تشهد الأسواق العالمية هزة كبيرة تشمل انهياراً للدولار والسندات الأميركية، إذا اتخذ ترامب خطوة غير مسبوقة بإقالة باول.
صباح اليوم، انخفض مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس قوة الدولار مقابل ست عملات رئيسة، 0.8% بعد ورود تقارير تفيد باقتراب ترامب من قرار الإقالة.
لكن بعد تصريحات ترامب من المكتب البيضاوي، قلص مؤشر الدولار خسائره إلى 0.3%، وهدأت موجة بيع السندات.
في الأسبوع الماضي، اتهم مدير مكتب الإدارة والميزانية راسل فوغت، رئيس الفيدرالي بانتهاك القانون من خلال عدم الامتثال لقواعد الرقابة الحكومية والكذب على الكونغرس بشأن تفاصيل التجديد المخطط له، وذلك في رسالة نشرها فوغت على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أطاح ترامب بثلاثة أعضاء من لجنة تخطيط العاصمة الوطنية، وهي وكالة التخطيط المركزية للحكومة الفيدرالية للمنطقة، والتي كان من المقرر أن يكون لها دور إشرافي في مشروع التجديد، واستبدلهم بموالين: سكرتير موظفي البيت الأبيض ويل شارف، ونائب رئيس الأركان جيمس بلير، ومحلل مكتب الإدارة والميزانية ستيوارت ليفينباخ.
وكتب المستشار البارز للتجارة والتصنيع بيتر نافارو، مقال رأي وصف فيه باول بأنه أحد أسوأ رؤساء بنك الاحتياطي الفيدرالي في التاريخ.
كما دعا رئيس وكالة التمويل الإسكاني الفيدرالية بيل بولتي، الكونغرس إلى التحقيق في إنفاق باول على تجديد المبنى.